ردود فعل قوية أثارتها فتوى للداعية الإخوانى الهارب سلامة عبد القوى حكم فيها بعدم جواز زواج الطبيب من الممرضة لعدم توافر شرط التكافؤ.
وجاءت تلك الفتوى ردا على سؤال سيدة من مشاهدى برنامج الإخوانى سلامة عبد القوى على قناة الشرق الإخوانية، طلبت فيه من الشيخ حكم تمسك ابنها الطبيب المرموق بالزواج من ممرضة تعمل معه فى حين أن أخيه وزملائه متزوجون من طبيبات وسيدات فى مستوى اجتماعى أعلى من هذه الممرضة.
ورد سلامة عبد القوى على السيدة بأن حكم الشرع في ذلك هو أن التكافؤ بين الزوج وزوجته أحد شروط الزواج، وأن أغلب الأئمة أكدوا ذلك، ودعاها عبد القوى إلى أن تسعى لإثناء ابنها عن تلك الممرضة، وطالبها بمزيد من الجهد إذا كان نجلها الطبيب متمسك بتلك الممرضة التى تعمل معه، وألا تتركه لشيطان نفسه.
عضو المكتب الفنى بالأزهر: تخلف وعنصرية تثير الفتن بالمجتمع
ورد الشيخ أحمد المالكى عضو المكتب الفنى بالأزهر الشريف على تلك الفتوى قائلا إنه من حيث الشكل فهذا الشخص مُصدر الفتوى متخلف وعنصرى ولايؤخذ منهم فتوى ولا علم، ويجب أن ننصح الناس بعدم مشاهدته أو سؤاله فى الدين، وأن أمثاله أصحاب فكر متطرف يؤذى الناس ويبعدهم عن دينهم وعن وسطية الإسلام، وأن هذه الفتوى تثير الفتن فى المجتمع وتقسمه طوائف وعنصرية.
المالكى: "ليس للمتحابين إلا الزواج"
ومن حيث موضوع الفتوى قال المالكى إن الرسول الكريم قال: "ليس للمتحابين إلا الزواج"، وهذا قول فصل، وأن مبدأ التكافؤ المقصود به التكافؤ فى الدين، وأن صاحب الحق فى تحديد هل الفتاة متكافئة معه أم لا، هو الرجل نفسه، ولايملك من حوله إلا نصيحته فقط، وإن رفض النصيحة فهو حر يختار من يشاء للزواج.
وأكد المالكى أنه من حق أى شخص أن يتزوج من يحب وفقا لحديث الرسوال "ليس للمتحابين إلا الزواج"، وهو حديث واضح وصريح، أما من يؤولون هذه الأمور لصالح أهوائهم فهم يحدثون فتنة وعنصرية بغيضة فى المجتمع، ولايجب الالتفات لهم ولا لأرائهم.
آمنة نصير: الحب دليل التكافؤ.. والشهادات ليست دليل رقى
ومن جانبها علقت الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب على تلك الفتوى قائلة إن الحب هو دليل التكافؤ بين الأزواج، وأنه طالما شخصا أحب شخصا وتأكد من ذلك فهذا يعنى أنهما متكافئان فكرا وعقلا، وإلا ماكانا تفاهما ودب الود بينهما.
وأكدت نصير أن كثير ممن يحملن شهادات عليا ويملكون أمولا ليسوا من أصحاب المبادىء والعقل الرصين، وأن كثير ممن هم أقل مالا وشهادة علمية لديهم حكمة وعقل يجعل الكثيرين يميلون إليهم، والمجتمع ملىء بكثير من قصص الزواج الناجحة بين اثنين ليسا من نفس المستوى المادى، وملىء أيضا بكثير من القصص الفاشلة بسبب أن الأهل اختاروا على أساس المال والشهادة العلمية فقط.
وطالبت أمنة نصير الأباء والأمهات أن يوعوا أبنائهم أن أساس الاختيار فى الزواج هو القبول والدين والاحترام والمودة، فإن تواجد كل ذلك مع تقارب فى الفكر والعقل وقدرة على توفير ضروريات الحياة، فهذا يعنى أن الاثنين متكافئين خاصة لو أنهما متمسكين ببعضهما، ولديهم المستقبل للتطور والنجاح وتحقيق المزيد.
