محمود عبدالراضى

هيبة الصمت

الأربعاء، 23 أغسطس 2023 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من منا لا يُعاني من هؤلاء الذين يصيبون آذننا بالصُداع، ومن منا لا يُعاني من هؤلاء الذين لا يتوقفون عن الكلام في أي شيء وعن أي شيء، ومن منا لا يعشق الهدوء، ويميل للجلوس مع هؤلاء الذين يتمتعون بالرزانة، تزين شخصيهم "هيبة الصمت".

يحتاج الإنسان منا إلى سنتين ليتعلم الكلام، بينما يحتاج لخمسين عاما ليتعلم الصمت، فقد يكون في الكلام بعض الراحة، بينما في الصمت كُل الفضيلة، فبكثرة الصمت تكون الهيبة.

نحتاج فعليا للالتزام بالصمت حتى نسمع بعضنا البعض، فالصمت فن عظيم من فنون الكلام، فالكلام كالدواء إن قللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل، فإذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك.

الصمت اختبار، طُوبى لمن نجح فيه مهما طال، إنّه يفوز إذًا بالتاج الأبدي للحب، أو بإكليل الحرية، فكن رزينا تتحدث بحكمة، فالصمت الصديق الوحيد الذي لا يخونك أبدا، وتذكر دوما قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت".

 

وتعرف قوة الرجل ومدى تحكمه في نفسه بالصمت الذي يحتفظ به داخل نفسه، فبواسطته تستمع للآخرين، فتعرف عيوبهم وتخفي عيوبك، وهو من أقوى الحجج التي يصعب دحضها، فلا تندم أبدا على سكوتك ولكن تندم على كثرة الكلام مرارًا.

دربوا أنفسكم أن تتذوقوا الكلام قبل أن تتحدثوا به، وأن يكون كلامكم بحكمة ورزانة، لا ثرثرة تفقدكم هيبتكم ووقاركم أمام الناس، فتندموا بعد فوات الأوان.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة