قال طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية، إن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه المرة تحمل الكثير من المفاجآت غير المتوقعة، مشيرًا إلى أن كثير من المحللين كانوا يتوقعون ترجيح كافة ترامب على بادين، لكن النتائج أتت بعكس ذلك.
وأضاف البرديسى خلال التغطية الخاصة لتليفزيون اليوم السابع حول تطورات نتائج الانتخابات الأمريكية، والتى قدمتها نسرين فؤاد وأعدتها هدى أبو بكر، أن عدم التوقع لهذه النتائج يرجع إلى أن الجمهوريين متفوقون فى حشد الأصوات الانتخابية والناخب الأمريكى فى يوم الانتخاب 3 نوفمبر، بالتالى كان يتوقع تقدم ترامب على بادين، ومن المتوقع أن بايدن كان سيتقدم عن طريق التصويت المبكر عبر البريد الإلكترونى، والمنافسة بالتالي تكون في هذا الإطار، إلا أن المفاجآت كانت في ذلك التفوق من البداية لبايدن على ترامب.
وتابع البرديسي، هذا الصراع وظاهرة الاستقطاب الشديدة هي ظاهرة صحية، وما كان يروجه البعض من أن هذا ينم عن انقسام بالمجتمع الأمريكي أو ينذر بحرب أهلية، هو كلام لا يعدو أن يكون دعاية انتخابية جوفاء، فالولايات المتحدة ليست دولة صغيرة ولا دولة حديثة العهد فى تداول السلطة والممارسة الديمقراطية، ولكن الفائز سيتسلم السلطة وسيكون سيدا للبيت الأبيض.
وقال خبير العلاقات الدولية حول تقدم بايدن، إن بادين أعلن بالأمس في كلمته بأنه الرئيس وأنه سيعمل على توحيد الأمريكيين، وأنه ليس رئيس للولايات الزرقاء فقط لكنه رئيس لكل الأمريكيين، حيث أكد في خطابه بالأمس على أنه على ثقة كاملة فى الفوز.
وعن سبب تغيير النتيجة لصالح بايدن بشكل مفاجئ، قال: "صحيح أنه لا أحد يستطيع الجزم بمن سيكون سيد البيت الأبيض، وأى كلام بخلاف ذلك سيكون بعيدا عن الموضوعية، لكن معظم المحليين والمتابعين وأنا واحد منهم كنا نتوقع أن الأمريكيين سيصوتون للورقة الاقتصادية، وهذه الورقة ترامب ممسك جيدا بها بما قدمه وبما استطاع أن ينعش به الاقتصاد الأمريكي وبخططه فيما يتعلق بالاستثمارات، الكل كان يتوقع أنها كلها أمور مغرية للتصويت لترامب، وإذا بنا يحدث العكس".
وتابع طارق البرديسي، أن وسائل الإعلام التقليدية وغير التقليدية نجحت فى الحشد ضد ترامب فيما يتعلق بالتخوف من الممارسة الديمقراطية والتخوف من تسليم ترامب للسلطة، وفيما يتعلق أيضا بالأمور الصحية، حيث إن ترامب لم يحمى نفسه من كورونا، بالتالى يتساءل الأمريكيين كيف لترامب أن يحمى بقية الشعب من هذه الجائحة؟
