آية و5 تفسيرات.. ولا تحزن عليهم ولا تكن فى ضيق مما يمكرون

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 05:00 م
آية و5 تفسيرات.. ولا تحزن عليهم ولا تكن فى ضيق مما يمكرون قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء العشرين، هى الآية رقم 70 من سورة النمل، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ"
 

تفسير ابن كثير

ثم قال تعالى مسليا لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه: ( ولا تحزن عليهم ) أى: المكذبين بما جئت به،  ولا تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم حسرات، ( ولا تك فى ضيق مما يمكرون) أى: فى كيدك ورد ما جئت به، فإن الله مؤيدك وناصرك،  ومظهر دينك على من خالفه وعانده فى المشارق والمغارب.

تفسير ابن عاشور 

وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)

كانت الرحمة غالبة على النبى صلى الله عليه وسلم والشفقة على الأمة من خلاله،  فلما أُنذر المكذبون بهذا الوعيد تحركت الشفقة فى نفس الرسول عليه الصلاة والسلام فربط الله على قلبه بهذا التشجيع أن لا يحزن عليهم إذا أصابهم ما أنذروا به، وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم حرصه على إقلاعهم عما هم عليه من تكذيبه والمكر به،  فألقى الله فى روعه رباطة جاش بقوله "ولا تكن فى ضيق مما يمكرون" .
والضيق: بفتح الضاد وكسرها، قرأه الجمهور بالفتح، وابن كثير بالكسر. وحقيقته: عدم كفاية المكان أو الوعاء لما يراد حلوله فيه، وهو هنا مجاز فى الحالة الحرجة التى تعرض للنفس عند كراهية شىء فيحس المرء فى مجارى نفسه بمثل ضيق عرض لها، وإنما هو انضغاط فى أعصاب صدره. 
والظرفية مجازية، أى لا تكن ملتبساً ومحوطاً بشىء من الضيق بسبب مكرهم .
 

تفسير البغوى

(ولا تحزن عليهم) على تكذيبهم إياك وإعراضهم عنك، ( ولا تك فى ضيق مما يمكرون ) نزلت فى المستهزئين الذين اقتسموا عقاب مكة .

تفسير الطبرى

وقوله: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تحزن على إدبار هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لك (وَلا تَكُنْ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) يقول: ولا يضق صدرك من مكرهم بك, فإن الله ناصرك عليهم, ومهلكهم قتلا بالسيف.

 

تفسير الوسيط لـ طنطاوى

وبعد هذا التوجيه الحكيم تأخذ السورة الكريمة فى تسلية الرسول صلّى الله عليه وسلم عما أصابه من حزن بسبب كفرهم فتقول: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ، وَلا تَكُنْ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ والحزن:

اكتئاب نفسى يحدث للإنسان من أجل وقوع ما يكرهه.
والمقصود بالنهى عن الحزن: النهى عن لوازمه، كالإكثار من محاولة تجديد شأن المصائب، وتعظيم أمرها، وبذلك تتجدد الآلام، ويصعب نسيانها.
والمكر: التدبير المحكم. أو صرف الغير عما يريده بحيلة، لقصد إيقاع الأذى به.
أى: ولا تحزن- أيها الرسول الكريم- على هؤلاء المشركين، بسبب إصرارهم على الكفر والجحود ولا يضيق صدرك، ويمتلئ هما وغما بسبب مكرهم فإن الله- تعالى- عاصمك منهم، وناصرك عليهم.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة