آية و5 تفسيرات.. خلق الإنسان من عجل

السبت، 02 يونيو 2018 12:28 م
آية و5 تفسيرات.. خلق الإنسان من عجل قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم السبت، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء السابع عشر، هى الآية رقم  37 من سورة الأنبياء،  والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ".

 

تفسير بن كثير

وقوله (خلق الإنسان من عجل) كقوله: (وكان الإنسان عجولا) أى فى الأمور، والحكمة فى ذكر عجلة الإنسان ههنا، أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلوات اللّه وسلامه عليه، وقع فى النفوس سرعة الانتقام منهم واستعجلت ذلك، فقال اللّه تعالى: { خلق الإنسان من عجل} لأنه تعالى يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، يؤجل ثم يعجل، وينظر ثم لا يؤخر، ولهذا قال: (سأريكم آياتى) أى نقمى وحكمى واقتدارى على من عصانى (فلا تستعجلون).

 

تفسير الجلالين

ونزل فى استعجالهم العذاب (خلق الإنسان من عجل) أى أنه لكثرة عجله فى أحواله كأنه خلق منه (سأريكم آياتى) مواعيدى بالعذاب (فلا تستعجلون) فيه فأراهم القتل ببدر.

 

تفسير الطبرى

الْقَوْل فِى تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { خُلِقَ الْإِنْسَان مِنْ عَجَل سَأُرِيكُمْ آيَاتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونَ }. يَقُول تَعَالَى ذِكْره :{ خُلِقَ الْإِنْسَان } يَعْنِى آدَم { مِنْ عَجَل}. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِى تَأْوِيله , فَقَالَ بَعْضهمْ: مَعْنَاهُ: مِنْ عَجَل فِى بِنْيَته وَخِلْقَته، كَانَ مِنْ الْعَجَلَة، وَعَلَى الْعَجَلَة. 

 
وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَاهُ: خُلِقَ الْإِنْسَان مِنْ عَجَل، أَى مِنْ تَعْجِيل فِى خَلْق اللَّه إِيَّاهُ وَمِنْ سُرْعَة فِيهِ وَعَلَى عَجَل، وَقَالُوا: خَلَقَهُ اللَّه فِى آخِر النَّهَار يَوْم الْجُمُعَة قَبْل غُرُوب الشَّمْس عَلَى عَجَل فِى خَلْقه إِيَّاهُ قَبْل مَغِيبهَا.
 
 وَقَالَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ أَهْل الْبَصْرَة مِمَّنْ قَالَ نَحْو هَذِهِ الْمَقَالَة: إِنَّمَا قَالَ: {خُلِقَ الْإِنْسَان مِنْ عَجَل} وَهُوَ يَعْنِى أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ تَعْجِيل مِنْ الْأَمْر، لِأَنَّهُ قَالَ: {إِنَّمَا قَوْلنَا لِشَىءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون } قَالَ: فَهَذَا الْعَجَل. وَقَوْله: { فَلَا تَسْتَعْجِلُونَ } إِنِّى {سَأُرِيكُمْ آيَاتِى } وَعَلَى قَوْل صَاحِب هَذِهِ الْمَقَالَة , يَجِب أَنْ يَكُون كُلّ خَلْق اللَّه خُلِقَ عَلَى عَجَل , لِأَنَّ كُلّ ذَلِكَ خُلِقَ بِأَنْ قِيلَ لَهُ كُنْ فَكَانَ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَمَا وَجْه خُصُوص الْإِنْسَان إِذًا بِذِكْرِ أَنَّهُ خُلِقَ مِنْ عَجَل دُون الْأَشْيَاء كُلّهَا وَكُلّهَا مَخْلُوق مِنْ عَجَل ؟ وَفِى خُصُوص اللَّه تَعَالَى ذِكْره الْإِنْسَان بِذَلِكَ الدَّلِيل الْوَاضِح، عَلَى أَنَّ الْقَوْل فِى ذَلِكَ غَيْر الَّذِى قَالَهُ صَاحِب هَذِهِ الْمَقَالَة. 

 

تفسير القرطبى

قوله تعالى { خلق الإنسان من عجل} أى ركب على العجلة فخلق عجولا؛ كما قال الله تعالى { الله الذى خلقكم من ضعف} [الروم: 54] أى خلق الإنسان ضعيفا. ويقال: خلق الإنسان من الشر أى شريرا إذا بالغت فى وصفه به، ويقال: إنما أنت ذهاب ومجيء. أى ذاهب جائي. أى طبع الإنسان العجلة، فيستعجل كثيرا من الأشياء وإن كانت مضرة. ثم قيل: المراد بالإنسان آدم عليه السلام. قال سعيد بن جبير والسدى: لما دخل الروح فى عينى آدم عليه السلام نظر فى ثمار الجنة، فلما دخل جوفه اشتهى الطعام، فوثب من قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة. فذلك قوله { خلق الإنسان من عجل}.

 

الشيخ الشعراوى 

معنى: { مِنْ عَجَلٍ... } [الأنبياء: 37] أى مُتعجِّلاً كأن فى طينته عجلة، والعجلة أن تريد الشىء قبل نُضْجه، وقبل أوانه، وقد يتعجَّل الإنسان الخير، وهذا أمر جائز، أما أنْ يتعجّل الشر فهذا هو الحمق بعينه والغباء.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة