حصل "اليوم السابع" على تفاصيل التحقيقات فى واقعة استشهاد أحمد عمران مجند أمن مركزى ومقتل محمد عبد الخالق أحد العناصر الإرهابية المشتبه تورطه فى حادث انفجار الهرم الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح الجمعة قبل الماضى بمحيط مسجد السلام وأسفر عن استشهاد 6 شرطيين وإصابة 3 أخرين، وهو الهجوم الذى تبنته حركة "حسم" الإرهابية، حيث كشفت التحقيقات، أن معلومات وصلت للأجهزة الأمنية أكدتها التحريات تفيد باختباء عنصر الإرهابى داخل شقة بالعقار رقم 1729 بشارع محمد المحسن بالحى الرابع بمدينة 6 أكتوبر.
وأضافت التحقيقات، أن قوة أمنية من مباحث قسم شرطة ثان أكتوبر، مدعمة بفرق من القوات الخاصة و الأمن المركزى، خرجت على الفور لمداهمة المكان المذكور وفور وصولها إلى موقع اختباء المتهم وأثناء مداهمتها للمنزل الذى يقطن فيه بالطابق الأرضى، فوجئت القوات بإطلاق نيران كثيف من جانب المتهم، دفع القوات للرد على مصدر إطلاق النيران، واستمر تبادل النيران بين الطرفين لما يقرب من 15 دقيقة، أصيب خلالها مجند من الأمن المركزى، وتم نقله الى المستشفى وهناك لفظ انفاسه الأخيرة.
واضافت التحقيقات أن قوات الأمن تمكنت فى نهاية المطاف من السيطرة على العنصر الإرهابى وإصابته بطلق نارى أدى الى وفاته، فى الحال، وانتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث وبمناظرة جثة المتهم تبين أنه شاب فى العقد الثالث من عمره، أشعث الرأس مصاب بطلق نارى فى منطقة الكتف والصدر أدى إلى مقتله، فضلاً عن إصابته بجروح مختلفة فى مناطق متفرقة من الجسد، فأمرت النيابة بدفن وتشريح جثته، كما أمرت بانتداب خبراء الآدلة الجنائية لفحص المنزل الذى شهد الواقعة، وتجميع فوارغ الطلقات النارية المستخدمة فى الواقعة والتحفظ على سلاح المتهم.
واستعلمت النيابة من رئيس مأمورية ضبط المتهم والذى تولت مداهمة المنزل، عن تسليح القوات المشاركة فى الحملة وعددها، وتم استدعاء عدد من شهود العيان لسماع أقوالهم حول الواقعة، فضلاً عن عدد من ضباط الشرطة المشاركين فى الحملة الأمنية التى استهدفت الوكر الإرهابى، وأمرت النيابة بدفن وتشريح جثة المجند الذى استشهد فى الحادث، وطلبت تحريات جهاز الأمن الوطنى حول الواقعة، للكشف عن ظروف وملابسات الحادث، ومعرفة كافة أنشطة المتهم الإرهابية والعمليات المشارك فيها.
وكشفت تحقيقات النيابة أن العنصر الإرهابى الذى لقى مصرعه فى تبادل إطلاق نيران مع قوات الأمن استأجر الشقة منذ أكثر من شهرين، بعدما أتفق مع صاحبها "م.ن" 50 عامً والشهير بـ"أبو محمود" على دفع مبلغ ايجارى قدره 1800 جنيه، وانه احتال على صاحب العقار الذى يقطن فيه بعدما أعطاه أوراق مزورة تثبت هويته، مستغلاً هدوء المنطقة السكنية وبعدها عن أعين الأجهزة الأمنية، فضلاً عن الظهير الصحراوى الذى تتمتع به مدينة 6 أكتوبر وهو ما أتاح له حرية الحركة ومقابلة عناصر تنظيمه الإرهابى.
واستمعت جهات التحقيق إلى أقوال صاحب العقار الذى استأجر منه المتهم الشقة السكنية منذ شهرين، والذى أكد فى التحقيقات أن المتهم حضر إليه منذ شهرين وطلب منه استئجار شقته السكنية فوافق بعدما أعطاه صورة من بطاقته الشخصية الذى تبين فيما بعد أنها مزورة، مؤكداً ان المتهم لم يكن على علاقة بأى فرد داخل أو خارج الإطار السكنى الذى كان يقطن فيه ولم تكن تبدو عليه أى علامات تثير الشك والريبة، وهو ما لم يدفعه للشك فى سلوكه فيه خاصة وأنه كان يعتاد الصلاة فى المسجد المجاور للحى الذى يقطنون فيه وهو مسجد الخلفاء الراشدين.
كما استمعت جهات التحقيق لأقوال "جمال.س" خفير خصوصى، والذى قال أنه استيقظ فجر يوم الواقعة على صوت سيارة الشرطة فخرج من منزله ليفاجئ بانتشار كثيف لقوات الأمن المركزى وقوات التدخل السريع وعدد من القوات الخاصة، وحينما حاول استطلاع الأمر طلبت منه القوات الدخول الى المنزل وعدم الخروج منه، بعدها سمع صوت إطلاق نيران كثيف استمر لما يزيد عن 30 دقيقة، وعلم فيما بعد ان أحد أفراد قوات الأمن قد استشهد فى تبادل اطلاق نيران مع أحد العناصر الإرهابى، مؤكداً انه شاهد سيارات الإسعاف اثناء نقلها جثة الإرهابى وشهيد الشرطة.
