ناصر عراق: بعض من يكتبون الروايات الآن ليس لديهم قاموس لغوى

الإثنين، 16 مارس 2015 06:52 م
ناصر عراق: بعض من يكتبون الروايات الآن ليس لديهم قاموس لغوى ناصر عراق
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب ناصر عراق، إنه للأسف الشديد أن البعض من يكتبون الآن وتصدر أعمالهم، ليس لديهم قاموس لغوى، أو لغة شعرية تليق بالعمل الروائى، إضافة إلى أن البعض لا يلتفت إلى نوع الخطاب الذى يجىء على لسان الشخصيات فى العمل الروائى، متناسيًا جانب الاهتمام بثقافة الشخصية التى تتحدث فى الرواية، فلا أعتقد أن روائيًا جيدًا من الممكن أن يقدم أعمالاً بلا لغة جيدة.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، الاثنين، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر الرواية العربية، فى المجلس الأعلى للثقافة، وتحدث فيها كل من الكاتب ناصر عرق، والدكتورة أمينة زيدان، والكاتب المغربى بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق، والكاتب هيدرا جرجس، وأدار الندوة الكاتب خيرى دومة.

وقال ناصر عراق منذ عرف العرب الطريق إلى الفن الروائى مطلع القرن العشرين (رواية زينب لمحمد حسين هيكل صدرت عام 1914)، وهم منشغلون بقضية اللغة فى الرواية، إذ يتساءلون دومًا: بأية لغة نكتب نصوصنا الروائية؟ هل باللهجة العامية الشائعة حتى يتفاعل القارئ العام مع النص الروائى بيسر وسهولة، لأن النص مصاغ باللهجة نفسها التى يتحدث بها الناس فى حياتهم اليومية، الأمر الذى يجعل التفاعل مع النص والانفعال به مسألة مضمونة مسبقًا؟ أم نكتب رواياتنا بلغة عربية فصحى، تلك التى ورثناها منذ أكثر من ألف وخمسمائة عام بكل ما لها من تبجيل وتقديس؟

وأشار ناصر عراق إلى أن عميد الأدب العربى طه حسين يقول: "لغتنا العربية يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه من ألفاظ لم تكن مستعملة فى العصر القديم"، ويقول المتخصصون إن اللغة كائن حى يتعرض لما تتعرض له جميع الكائنات الحية من فتوة وصحة وخمول ومرض وموت، وهما قولان صائبان لا ريب، لكنى أضيف أن اللغة ليست كائنًا حيًا فقط، وإنما كائن متمرد أيضًا يرفض الانصياع لكل ما هو قديم وثابت ومستقر بحجة أنه يتكئ على تراث عريق وماضٍ مقدس ينبغى رعايته والحفاظ عليه".

وأضاف ناصر عرق: لذا لا عجب ولا غرابة إذا تأملنا الشعر العربى القديم واكتشفنا أنه مصاغ بلغة ومفردات وتراكيب لا نستخدمها الآن، فقد تمردت اللغة على ماضيها وهرعت نحو العصر الحديث بمفرداته وخيالاته وتراكيبه، كذلك يصح الكلام عن النثر العربى، فنثر الجاحظ غير نثر ابن إياس والجبرتى، ونثر الطهطاوى غير نثر طه حسين وتوفيق الحكيم، ونثر نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس غير نثر إبراهيم أصلان ومحمد البساطى.

وقال ناصر عراق هكذا ندرك إن اللغة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعصرها، وأننا لا يمكن أن نمتحنها أو نختبر قوتها وحيوتها بعيدًا عن الزمن الذى خرجت فيه النصوص الإبداعية إلى النور، ومع ذلك طرحت السنوات الأخيرة عدة أسئلة مهمة حول علاقة اللغة بفن الرواية.

وأضاف ناصر عراق: ومن منطلق اهتمامى الشديد بالرواية بوصفها فنًا أعشقه منذ الصغر وأمارسه بانتظام منذ أكثر من خمس عشرة سنة أوجز أبرز هذه الأسئلة كالآتى: هل يجوز أن تصاغ الرواية كلها باللهجة الدارجة؟ وأيهما أفضل: أن يُكتب الحوار فى الرواية باللهجة الدارجة أم باللغة الفصيحة؟ أم بتزاوج الاثنتين؟ وكيف نضمن إقبال القراء العرب على قراءة روايات مصاغة بلهجات دارجة من بلدان أخرى، فهل يمكن لقارئ عراقى أن يفهم وينفعل بلهجة عامية لرجل مغربى على سبيل المثال؟ كيف يمكن أن نقنع القارئ بصدق العمل إذا جعلنا أحد شخوص الرواية يتحدث بعبارات فصيحة رغم أنه رجل أمى أو محدود المعارف؟

وأضاف ناصر عراق: وأيضًا، ما حدود العلاقة بين فنون الرواية وبين القوالب الإبداعية الأخرى مثل الشعر والدراسة النقدية والمقال الصحفي، خصوصًا أن كل هذه القوالب تنهض فى المقام الأول على استخدام اللغة؟

وأيضًا: ما المهارات التى يجب أن يكتسبها الروائى حتى تصبح لغته أكثر رشاقة وحلاوة؟ وكيف يمكن له أن ينشئ معمارًا لغويًا فريدًا ومختلفًا لا يخاصم ثقافة العصر السائد وذوقه، وفى الوقت نفسه يتكئ على الأجمل والأكثر أصالة فى تراثنا اللغوى؟

وقال ناصر عراق: إن الإجابة عن هذه الأسئلة تحدد مدى ثقافة المبدع وقناعاته ورؤيته لدوره ودور الفن فى المجتمع، ومع ذلك ستظل معركة المبدع مع اللغة مشتعلة على مر الأزمان، والمبدع الحصيف فقط من يجيد إدارة هذه المعركة لصالحه، لكنه لن ينجح فى معركته تلك إذا حاول اقتلاع اللغة من العصر الذى يكتب فيه بكل ما يتضمنه من فنون وتراكيب وابتكارات واختراعات.

وزير الثقافة المغربى السابق: لا أقرأ روايات بها أخطاء لغوية












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة