تيمورلنك.. علاقة مؤسس الإمبراطورية التيمورية بابن خلدون

الثلاثاء، 09 أبريل 2024 05:00 م
تيمورلنك.. علاقة مؤسس الإمبراطورية التيمورية بابن خلدون تيمورلنك
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم ذكرى ميلاد القائد المغولي "تيمورلنك"، إذ ولد في مثل هذا اليوم 9 أبريل عام 1336، وهو الذي أسس الإمبراطورية التيمورية في أفغانستان الحديثة وإيران وآسيا الوسطى وما حولها، وأصبح أول حاكم من السلالة التيمورية، كما صنف كأحد أعظم القاعدة العسكريين والتكتيكيين في التاريخ لكونه لم يهزم قط، كما يعتبر تيمورلنك راعيًا مهمًا للفن والعمارة خاصة أنه كان على صلة مع مجموعة من المثقفين ومنهم ابن خلدون وحافظ آبرو وبدأ في عهده عصر النهضة التيمورية.


عندما كان ابن خلدون فى مصر كان تيمورلنك يغزو البلاد التى يلقاها فى طريقه قادما من وسط آسيا إلى بلاد الشام، وعند ذلك تحرك فرج ابن برقوق، حاكم مصر، محاولا نجدة بلاد الشام فاصطحب معه القضاة وكبار المشايخ ومنهم ابن خلدون، لكن المماليك اختلفوا وعاد السلطان فرج إلى القاهرة وهنالك قرر ابن خلدون الانضمام إلى تيمورلنك.


والتقى ابن خلدون بـ تيمورلنك فى معسكره خارج أسوار دمشق فى شهر رجب سنة 803هـ/1401م، حسبما يذكر ابن حجر العسقلانى، فى رفع الأصر عن قضاة مصر، وكانت شهرة ابن خلدون هذه المرة تسبقه أيضا، فقد عُرّف لتيمورلنك بالقاضى المالكى المغربي، وحين جالسه بدأ تيمورلنك يسأله عن بلاد المغرب وأهم مدنها، لكن إجابات ابن خلدون لم تُقنع تيمورلنك على ما يبدو، قائلا:

"لا يقنعنى هذا، وأحبّ أن تكتب لى بلاد المغرب كلّها، أقاصيها وأدانيها وجباله وأنهاره وقراه وأمصاره، حتى كأنى أشاهده. فقلت: يحصل ذلك بسعادتك، وكتبت له بعد انصرافى من المجلس لما طلب من ذلك، وأوعبت الغرض فيه فى مختصر وجيز يكون قدر اثنتى عشرة من الكراريس المنضّفة القطع".

وكان ابن خلدون قارب السبعين من عُمره حينذاك، يقول: "فوقع فى نفسى لأجل الوجل الذى كنتُ فيه أن أفاوضه فى شيء من ذلك يستريح إليه، ويأنس به مني، ففاتحته وقلت: أيّدك الله! لى اليوم ثلاثون أو أربعون سنة أتمنّى لقاءك. فقال لى التّرجمان عبد الجبّار: وما سبب ذلك؟ فقلت: أمران، الأول أنك سلطان العالم، وملك الدّنيا، وما أعتقد أنه ظهر فى الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك، ولستُ ممن يقولُ فى الأمور بالجزاف، فإنّى من أهل العلم"، ثم راح ابن خلدون يفصّل له من التاريخ والواقع لماذا كوّن هذا الرأى فى تيمورلنك وجعله أعظم حاكم وسلطان فى عصره، بل سلطان الدنيا.

فى نهاية المطاف كان ابن خلدون ممن عاد فى الاجتماع مع تيمورلنك، فأعطاه الكتاب الذى ألّفه عن تاريخ المغرب وجغرافيته وأهم مدنه، فتلقفه تيمور، وأمر حاشيته بترجمته إلى اللغة المغولية، وارتفع شأن ابن خلدون فى عين تيمورلنك، وأمر به أن يخرج من دمشق ويلحق بمعسكره خارج المدينة، وهنالك ألحّ ابن خلدون فى العودة إلى مصر، فرضى تيمورلنك بذلك، وفوق ذلك أعطاه مكتوب أمان على أرواح العلماء والفقهاء والقراء فى مدينة دمشق، فكان صنيعا محمودا من ابن خلدون فى نهاية المطاف.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة