"من النهضة إلى الاستنارة".. هل كانت مصر بحاجة للحملة الفرنسية لتدخل الحداثة؟

الأحد، 08 مايو 2022 07:00 ص
"من النهضة إلى الاستنارة".. هل كانت مصر بحاجة للحملة الفرنسية لتدخل الحداثة؟ من النهضة إلى الاستنارة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كتابه "من النهضة إلى الاستنارة فى تاريخ الفكر المصرى الحديث" ينطلق الدكتور أحمد الشلق، أستاذ التاريخ المصرى الحديث والمعاصر، من سؤال هام، وهو: متى بدأ الفكر المصرى ينهض من تخلف القرون الثلاثة الأولى للحكم العثمانى لمصر؟، وما هى أسباب هذا النهوض وتجلياته؟، لأن الانطباع العام الذى كان سائدا خلال هذه القرون – حسبما يذكر – أن الفكر اتسم بنوع من الجمود وعدم الانفتاح على معطيات العصر الحديث وثقافته، فإلى أى مدى ارتبط ذلك بمجئ الغرب إلى بلادنا؟
 
وللإجابة على هذا السؤال، يكشف الدكتور أحمد زكريا الشلق، فى كتابه الصادر عن دار الكرمة للنشر، فى القاهرة، إلى اجتهادات قدمها مجموعة من المؤرخين والباحثين، لعل أولهم المؤرخ الأمريكى "بيتر جران" الذى أصدر فى أواخر السبعينيات من القرن العشرين، دراسة مهمة عن الفكر المصرى الحديث بين عامى 1760 و1840، متخذا من تطور مصر الاقتصادى نحو الرأسمالية وما نتج عنه أو صاحبه من تطوره ثقافى، ومن شخصية الشيخ حسن العطار (1766-1835) ومؤلفاته وأفكاره محورا لذلك، ليقدم أطروحة جديدة، مفادها أن مصر خلال النصف الثانى من القرن الثامن عشر لم تكن فى حالة انحطاط ثقافى، ولم تعان فراغا ثقافيا وعلميا كبيرين إلى أن جاء الغزو الفرنسى عام 1798 ليملأ هذا الفراغ بالعلم الحديث.
 
من النهضة إلى الاستنارة
 
ويشير أحمد زكريا الشلق إلى أن "بيتر جران" انتقد أولئك الذين يتخذون من عام 1798 بداية لتحديث مصر، معتبرا أنهم لم يدرسوا ليكتشفوا أن مصر تميزت قبل الغزو الفرنسى بثقافة حية كانت كفيلة بأن تجعلها، إذا سارت فى نموها الطبيعى، قادرة على إنجاز عملية التحديث بنفسها، مشيرا إلى أنه يكفى القراءة الواعية لكتابات حسن العطار، التى كانت تصب فى اتجاه التحديث، وكتابات عدد من أترابه ومعاصريه من المصريين، وهو ما لم يحفل به أحد على نحو جاد لكى تثبت هذه الحقيقة. ثم ناقش الاعتقاد بأن نابليون بونابرت وجيشه وعلماء حملته كانوا أداة التحول الثقافى وبداية لتحديث الفكر المصرى.
 
ولهذا انتهى "جران" إلى نتيجة عكسية – حسبما يذكر أحمد زكريا الشلق – مفادها أن حملة الغزو الفرنسى قد أضرت بالطبقة الوسطى المصرية، وبـ"الثقافة العقلانية" التى كانت تفرزها، وخلص إلى ضرورة مراجعة هذه المقولة الشائعة عن الفرنسيين ودورهم فى تحديث مصر، ذلك أن النظرة العلمية الفاحصة توحى بشيء آخر تماما. وجعل يثبت خطأ الاعتقاد لدى الغالبية العظمى من المثقفين بأن تحديث مصر جاء من الخارج وليس من الداخل.
وتأكيدا لأطروحته راح "جران" يرسم صورة لمصر قبل الغزو الفرنسى، استنادا إلى دراسة واعية ومتأنية للمجتمع المصرى، اقتصاده وثقافته، خلال هذه الفترة، ليخلص فى النهاية إلى أن مصر كانت تشهد ما اعتبره "صحوة ثقافية" ذاتية بعيدا عن "نهضة الغرب"، ما لا يعنى بالضرورة "نفى الآخر".
بالإضافة إلى ذلك، يقدم أحمد زكريا الشلق، أهم المفكرين الذين بنى فكر النهضة والحداثة والاستنارة فى مصر الحديثة على أفكارهم الرائدة وإسهاماتهم الفكرية الجديدة، بداية القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة