يعد مجمع القرآن الكريم بالشارقة، أكبر مجمع من نوعه فى العالم يخدم كل علوم القرآن من خلال 7 متاحف تحوى علومًا ومعارف واسعة ومقتنياتٍ نفيسةٍ ومخطوطاتٍ ومصاحفَ نادرة.
شيد المجمع على مساحة 800 ألف متر مربع فى الشارقة، خلال 18 شهرًا على شكل النجمة الثمانية الإسلامية، ويضم 34 قبة، وافتتح المجمع فى ديسمبر من العام 2020م.
متاحف المجمع الـ7 متعلقة بنوادر المصاحف، والقراءات السبع والعشر، وأعلام القرآن عبر التاريخ، ومشاهير القراء، بينهم كبار القراء المصريين وكسوة الكعبة وستائر الحجرة النبوية الشريفة، وتاريخ كتابة المصحف، والإعجاز العلمى "الكون والإنسان فى القرآن الكريم".
والمتحف الأول وهو متحف تاريخ كتابة المصحف الشريف، ويتناول مسيرة تاريخ كتابة المصحف الشريف منذ بداية تدوين آيات القرآن الكريم فى العصر النبوى حتى عصرنا الحديث، ويعرض 60 مخطوطة قرآنية وهو مقسم إلى 15 قسماُ لكل قسم قرن من الزمان، وقد تم تزويده بأحدث التقنيات لتعريف زوار المجمع بتاريخ الكتابة، بالإضافة إلى تخصيص غرفة تحاكى غار حراء مزودة بشاشة عرض وأجهزة صوتية تعرض قصة بداية نزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يضم قسمًا يرصد تطور كتابة المصحف الشريف والأدوات المستعملة فى الكتابة عبر العصور.
ومتحف نوادر المصاحف يضم 308 مقتنىً موزعة بين المصاحف المخطوطة والرقاقات والمصاحف المطبوعة.
والمتحف الثانى هو متحف نوادر المصاحف ويضم مجموعةً كبيرة من المصاحف الثمينة والمخطوطات الأثرية من مقتنيات حاكم الشارقة، إضافة إلى المصاحف الرسمية الصادرة عن مختلف دول العالم، بمجموع مقتنيات المتحف 308 مقتنى موزعة بين المصاحف المخطوطة والرقاقات والمصاحف المطبوعة والترجمات القرآنية.
وتنوعت مصادر هذه المقتنيات وهى تنقسم لمقتنيات مجمع القرآن الكريم ويضم مجموعة كبيرة من المصاحف النادرة التى يبلغ عددها 167 مصحفا ترجع إلى فترات زمنية مختلفة تتراوح أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، ومقتنيات حاكم الشارقة ويزخر بنفائس من المصاحف المخطوطة والرقاقات القرآنية النادرة والتى تفضل سموُّه بإهدائها إلى مجمع القرآن الكريم وبلغ مجموعها 78 منها 46 مصحفًا يرجع بعضها إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين و32 رقاقةً قرآنية، ومصاحف الدول الرسمية ويحوى هذا القسم مجموعةً من المصاحف الصادرة عن الهيئات القرآنية والجهات الرسمية فى مختلف الدول العربية والإسلامية، وبلغ عدد المصاحف المستقطبة 50 مصحفًا من 14 دولة، مطبوعة وفق الروايات القرآنية المختلفة وبأحجام ومقاسات متعددة، ورسائل النبى صلى الله عليه وسلم إلى الأمراء والحكام ويبلغ عددها 6 رسائل مع خاتم النبى صلى الله عليه وسلم. حيث أرسل إلى النجاشى ملك الحبشة وهرقل قيصر الروم وكسرى ملك الفرس والمنذر بن ساوى ملك البحرين والمقوقس عظيم القبط وملك عمان وأخيه.
كما يضم المجمع متحف القراءات السبع والعشريقدم شرحًا عن القراءات القرآنية ونشأتها وأعلامها وطرق أدائها وأوجه اختلافها.
والمتحف الثالث فهو متحف القراءات السبع والعشر، ويهدف إلى تعريف زوار المجمع بعلوم القرآن المجيد، ويقدم شرحًا عن القراءات القرآنية ونشأتها وأعلامها وطرق أدائها وأوجه اختلافاتها، ويتألف المتحف من عشرة أقسامٍ تحوى تعريفًا بالقراء السبعة ورواتهم. وتم تزويد الأقسام العشرة بشاشاتٍ تتيح التنقل فى محتواها ليعيش مع القراء العشرة، حيث تعرض سيرتهم الحياتية العطرة ومسيرتهم العلمية الزاخرة وتبين أصول رواياتهم وأوجه اختلاف قراءاتهم وتعرض نماذج صوتية بتلاوات وفق تلك الروايات، كما تضم هذه الأقسام 20 مصحفًا وفق القراءات السبع والعشر لتوضح الفروقات فى رسم المصحف بين كل روايةٍ وأخرى.
ومتحف أعلام القرآن عبر التاريخ وأبرز الأعلام الذين خدموا القرآن وعلومه، ويضم 899 مقتنىً ويشمل المجمع أيضًا متحفًا لأعلام القرآن عبر التاريخ وهو المتحف المختص بتسليط الضوء على أعلام القرآن ويحتفى بهم ويعرض آثارهم العلمية ومؤلفاتهم القيمة، ويتألف من خمسة عشر قسمًا موزعة وفق القرون الزمنية، ويحتوى كل قسم على طائفة من أبرز الأعلام الذين خدموا القرآن وعلومه فى ذلك الوقت ويضم من المقتنيات 899 مقتنى، تنوعت بين كتب ورقاقات، كما يعرف المتحف بأهم المؤسسات العلمية التى اعتنت بالقرآن الكريم وبيان أبرز الجهود البحثية التى خدمت القرآن الكريم فى العصر الحديث.
ومتحف مشاهير القراء من نخبة القراء المشهورين الذين انتشرت تلاواتهم فكانوا أعلامًا للقراءة، ويسلط متحف مشاهير القراء الضوء على سيرة نخبة من القراء المشهورين الذين انتشرت تلاواتهم فكانوا أعلام القراءة فى زمانهم وينقسم إلى أربعة أقسام: الأول يعرف بمشاهير القراء موزعين وفق بلدانهم وأقاليمهم، بينما يعرض القسم الثانى مقتنيات نخبة من القراء المشهورين والبالغ عددها 277 مقتنىً، أما القسم الثالث فيعرّف بأشهر قراء المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى، أما عن القسم الرابع فتم تخصيصه لمشاهير المقرئات من النساء ويشمل فيديوهات تعريفية لبعض المقرئات وبعض كتبهن.
ومتحف كسوة الكعبة وستائر الحجرة النبوية، ويضم 18 كسوة يرجع أقدمها إلى القرن العاشر الهجري970 هـ، ويضم 18 كسوة يرجع أقدمها إلى القرن العاشر الهجري970هـ، ويبلغ طولها 5.75م وعرضها 2.75م ويتوسط المتحف محاكاة لباب الكعبة وعليه قطعة أصلية من كسوة باب الكعبة، إلى جانب احتوائه على ثلاث شاشات عرض كبيرة مزودة بأحدث تقنيات العرض المتطورة تعرض تاريخا متسلسلا لصناعة كسوة الكعبة وتطورها خلال العصور بالإضافة إلى صناعة كسوة الكعبة والأدوات والمواد والآلات المستخدمة فى صناعتها وحياكتها.
وينفرد المجمع بتخصيص قاعة "الكون والإنسان فى القرآن الكريم" التى تسلط الضوء على الحقائق العلمية فى القرآن الكريم وتظهر من خلالها ذكر القرآن تلك الحقائق العلمية من قديم الزمان والتى لم يتوصل إليها العلماء إلا فى القرن الأخير، وتعرض القاعة 26 موضوعًا مقسمة إلى عشرة أقسام أربعة منها تتناول الكون منذ بداية خلقه إلى نهايته، وثلاثة أقسام تتناول موضوع خلق الإنسان وقسم واحد للأرض.
وتشمل مرافق المجمع المكتبة القرآنية العلمية وهى مكتبة متخصصة تضم أمهات كتب التفسير والقراءات وما يتصل بها من علوم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، وتضم 50 ألف مجلدٍ مفهرسة إلكترونيًا بحيث تتيح للباحثين سرعة الوصول للمعلومة وإحياء سنة التلقى والإقراء وبما يتواكب مع تطورات التقنية الحديثة.
قال الدكتور مهندس خليفة مصبح الطنيجى رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة أن المجمع يضطلع بدور كبير خدمة القرآن الكريم ونشر علومه وقال أن ما يحويه من مقتنيات إسلامية قيمة ومعارف واسعة تجعله فى مصاف ومقدمة المؤسسات العلمية والبحثية بالدولة. وأبان أن المجمع يستشرف مرحلةً قرآنيةً جديدة استمرارًا فى مجال العطاء الذى بدأه صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة (حفظه الله ورعاه) والذى لم يأل جهدًا ولا مالًا ولا فكرًا ولا وقتًا إلا وبذله فى سبيل أن يخرج هذا الصرح القرآنى المبارك فيما ترونه ماثلًا اليوم كقيمة قرآنية كبيرة وذات رسالة سامية.
وأبان الطنيجى أن المرحلة الجديدة عنوانها: التحسين المستمر، لتحقيق أسس الإدارة الحديثة فى الخدمات المساندة والتى ترفد الأنشطة الرئيسية للمجمع وهى العمل المتحفى والمقارئ العالمية ومركز الدراسات والبحوث القرآنية.
