هل يحق للمترجم الحصول على نسبة من مبيعات الكتب؟.. ناشرون يجيبون

الخميس، 17 مارس 2022 01:00 م
هل يحق للمترجم الحصول على نسبة من مبيعات الكتب؟.. ناشرون يجيبون الناشرة فاطمة البودى والناشر شريف بكر
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل يحق للمترجم أن يحصل على نسبة من مبيعات الكتب التى يترجمها وتحقق مبيعات كبيرة تجعلها تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعا؟، هذا السؤال، كان السبب الرئيسى فى طرحه، فرانك وين، رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة، فى دورتها لعام 2022، والتى تم الإعلان عنها فى العاشر من مارس الجارى.

ففى لقاء إذاعى، تحدث فرانك وين، أول مترجم يترأس لجنة تحكيم جائزة البوكر الدولية، منذ انطلاقها، عن حقوق المترجم المهدرة بحسب وصفه، وكيف أن عمل المترجم لا يقل قيمة أو إبداعا عن تأليف المبدع نفسه، ولهذا طالب برفع أجور المترجم، وبحصوله على نسبة من مبيعات الكتب المترجمة، وبكتابة اسمه على غلاف الكتاب.

الناشرة فاطمة البودى
الناشرة فاطمة البودى

فى هذا السياق، تساءلت الدكتورة فاطمة البودى، صاحبة دار العين للنشر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، وقالت: إذا كان الناشر نفسه لا يأخذ جزء من قيمة الجائزة، فهل سيأخذ المترجم نسبة من المبيعات؟، وبما أنه لا يمكن للمترجم أن يحسن نصا سيئا، فلماذا سيأخذ الجائزة، أو جزءا من الجائزة؟، وبالطبع فهذا لا يمكن على الإطلاق لأن المترجم لا يمكنه أن يضيف للعمل الذى يترجمه.

 

فاطمة البودى: وجود اسم المترجم على غلاف الكتاب حق أدبى
 

أما عن أزمة كتابة اسم المترجم على الغلاف، فقالت فاطمة البودى: عن نفسي كناشرة، أضع اسم المترجم على الغلاف، لأن هذا حقه الأدبى ولا جدال فيه، ولكن علينا ألا ننسى أن الترجمة من الأمور المكلفة التى تدفع فيها دور النشر مبلغا كبيرا، وأمام هذه المطالب لا يزال حتى يومنا هذا التعامل مع الترجمة يعد أمرا محيرا، لأن آليات التعامل فى الترجمة متغيرة ومختلفة من مترجم إلى آخر، ومن دار نشر إلى أخرى، فهناك دار نشر تحصل عليها بشكل قطعى، وهناك مدة لاستغلال الترجمة، وحينها لا يحق لدار النشر إعادة طباعتها، ويحق فى هذه الحالة للمترجم بيعها إلى دار نشر أخرى، وهو ما يعنى أن المترجم يتحكم فى شغله.

أما الناشر شريف بكر، صاحب دار العربى للنشر، فقال خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، إن ما قاله رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر الدولية، أمر مهم للغاية، لأنه اعتراف كبير بأهمية الترجمة، من رئيس لجنة تحكيم جائزة تذهب قيمتها مناصفة بين المؤلف والمترجم، ولا يخفى على أحد أن هناك اعتراف بأن المترجم لا يحصل على كافة حقوقه حول العالم، ولهذا فهى شكوى عالمية لا يمكن إنكارها.

الناشر شريف بكر
الناشر شريف بكر

 

ورأى شريف بكر أن أزمة غياب اسم المترجم من على غلاف الكتاب، أمر قد بدأ فى التغيير، لعدة أسباب، منها وجود جائزة تعترف بالمترجم فى المقام الأول، مثل جائزة البوكر الدولية، والأمر الثانى، هو الضغوط التى يمارسها المترجمون باعتبار ما يقومون به هو إبداع موازى، وفى الوطن العربى أرى الآن، بعض دور النشر التى تضع اسم المترجم على الغلاف، وهناك دور نشر أخرى ترفض، لكنها فى المقابل تتعرض ضغوط، ورفض من المترجمون للتعامل معها بسبب هذا.

أما عن حصول المترجم على نسبة من المبيعات، فأشار شريف بكر إلى أن السبب الرئيسى ورائه، هو شهرة سلسلة روايات هارى بوتر، فبعد الترجمة وجد المترجمون أن أعمالهم تحظى بمبيعات كبيرة، فطالب أغلبهم بالحصول على نسبة من المبيعات، بينما ارتضى البعض منهم بالحصول على حقهم فى الترجمة كاملا دفعة واحدة، على عكس من يحصل على نسبة من المبيعات يتقضاها على فترات، وفى النهاية يخضع الأمر لشهرة المترجم.

 

شريف بكر: ينقصنا وجود جوائز قيمة للترجمة الأدبية
 

كما رأى شريف بكر أنه الوطن العربى ينقصنا بعض الشيء وجود جوائز ذات قيمة مخصصة للمترجمين فى المقام الأول، لكى يتم النظر إلى الجودة، التى ستكون سببا كبيرا ورئيسيا فى الإنتاج بشكل خاص، ولهذا فلا بد من وجود جوائز كبيرة للترجمة.

أما الناشر وائل الملا، صاحب دار مصر العربية، فرأى أن اختيار مترجم ليكون رئيسا للجنة تحكيم جائزة مرموقة مثل البوكر الدولية، هو أمر مهم، فهو يدل على أننا فنى مختص يحكم بواقع خبرته.

أما عن المطالب التى طرحها رئيس لجنة تحكيم البوكر، فتساءل وائل الملا: هل قيمة الكتاب فى الوطن العربى هى نفس قيمة الكتاب فى العالم الغربى؟، مجيبا: بالتأكيد لا، ناهيك عن حجم القراءة، ومن هنا يأتى الفرق فى الأجور، وكذلك مستوى المعيشة سواء فى مصر أو فى العالم العربى، وبالتالى أرى أن الحقوق جيدة، ناهيك أيضا أن المترجم فى مصر، يبدأ بسعر ما، ومن ثم يحصل على شهرته التى تمكنه من الوصول إلى مكانته التى يستحقها، فكل مترجم يحصل على حقه وفقا لتميزه.

الناشر وائل الملا
الناشر وائل الملا

ورأى وائل الملا أنه لا يمكن للمترجم أن يحصل على نسبة من مبيعات الكتب، فالكاتب هو من يحصل على النسبة لأنه صاحب إبداع أصيل، أما المترجم فهو من ينقل بأمانة وباحترافية، ومن هنا يأتى السؤال: ماذا لو لم يكن هناك مؤلف فماذا سيفعل المترجم؟، مضيفا: لكننا فى النهاية أمام حالة إبداعية، حالة أولى، وحالة إبداعية ناتجة عن الأولى، فأفضل ما يفعله المترجم هو أن يصل بالقارئ إلى درجة تجعله وكأنه يقرأه اللغة الأم.

 

وائل الملا: لا يحق للمترجم أن يحصل على نسبة من مبيعات الكتب
 

وتابع وائل الملا: ولهذا أرى أنه لا يحق للمترجم أن يحصل على نسبة من المبيعات، فالأحق بها هو المؤلف الذى أوجد الإبداع فى المقام الأول، وإذا افترضنا إمكانية حصوله على نسبة، فيحق للمحرر الأدبى، وكذلك مصمم الأغلفة الحصول على نسبة من المبيعات.

وأضاف وائل الملا: ولكن كما هو العرف والمعمول به، فالكتاب تتم ترجمته وفقا لعقد بأجر محدد، يتفق عليها المترجم والناشر، طبقا للملكية الفكرية، وهو ما يعنى أن المترجم لديه الحق أيضا فى إعادة بيع الترجمة لناشر آخر، ولكن بتكلفة مادية أقل.

ولهذا رأى وائل الملا أن ما طالب به رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر الدولية أمر فى غير موضعه، والدليل على ذلك، أنه فى حالة إذا ما تم تحويل كتاب مترجم إلى مسلسل أو فيلم أو أي عمل فنى، فالذى يحصل على النسبة هو المؤلف وليس المترجم، لأن من يقوم بتحويل الكتاب يستغل الفكرة الأساسية، ولهذا تنص تعاقدات الحصول على حق الترجمة، بنودا متنوعة، تعود بالنفع على المؤلف الذى أوجد النص الإبداعى فى الأساس، وليس المترجم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة