أحمد التايب

مواجهة التعديات على الأرض والنيل

الخميس، 30 سبتمبر 2021 09:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل سعى الدولة إلى تطبيق استراتيجية وطنية لبناء الدولة والإنسان معا، بعدما تعرضت لحالة من الفوضى والعشوائية فى كثير من المجالات خلال العقود الماضية، وحديثنا هنا عن قضية التعديات بأشكالها المتعددة، فكلنا رأينا الزحف الهائل من البناء العشوائى فى كل رقعة، سواء كانت قرية أو نجع أو حتى مدينة فى مشهد مأساوى، ورأينا كيف أصبح مجرى النيل الخالد بعد تعدى أعدائه على حرمه؟ ورأينا كيف تم اغتصاب أراضى أملاك الدولة فى غفلة من الزمن، لنتساءل جميعا، متى تعود هيبة الدولة من جديد؟، وهل أصبح بالإمكان أن نواجه هذا الخطر الداهم الذى يشكل كارثة مستقبلية ويهدد مسارات الإصلاح والتنمية المستدامة..

لتأتى البشرى من قبل السماء، عندما تعلن الدولة خلال السنوات الماضية بكل قوة وحسم مواجهة هذا الخطر بكل ما لديها من قوة وحسم، سواء تنفيذيا من خلال شن حملات مستمرة ومتواصلة لإزالة أى تعديات، أو رقابيا بمواجهة الفاسدين، والجميل أنها لم تكتف بهذا، بينما واجهت هذه الظاهرة الخطيرة تشريعيا من خلال قانون التصالح فى مخالفات البناء مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن معا، والإسراع فى إصدار قانون البناء الموحد، واشتراطات البناء الحديثة.

لكن العجيب أنه رغم هذه التحركات وهذا السعى، ما زال هناك من يصمم على عرقلة مسيرة التنمية، معتقدا أن الدولة منشغلة فى تحديات أخرى، لكن ظنه ليس فى محله، لأنه ليس من المعقول أن تواصل الدولة العمل ليل نهار من أجل بناء مدن جديدة وإحداث عمليات إصلاح وتعمير، ثم يأتى هذا ويشوه ما تفعله الدولة.

لذا، أعتقد أن تصريحات القيادة السياسية الأخيرة بشأن مواجهة هذا الخطر بكل قوة وحسم خير رد على اعداء الأرض والنيل، ورسالة لكل معتد على حرمات الأرض والنهر الخالد، بل إنها تؤكد قطعا، أن الدولة لم تتوانى فى خلق مستقبل مشرق لمواطنيها مهما كانت التحديات.

ونحن نتحدث عن هذا الملف المهم وهذه الظاهرة الخطيرة، علينا أن لا ننسى أبدا أن قوى الشر "أعداء النجاح" من جماعات الضلال، لم تتوانى عن إطلاق السيول الجارفة من الشائعات والأخبار الكاذبة بغرض بث السموم، والنيل من الوطن والوقيعة بين أبنائه، وتشكيك المواطنين فى مؤسساتهم بهدف تضليلهم للانجرار إلى دعايتهم الفاسدة والسوداء.

وأخيرا.. علينا أن لا ننسى أيضا أن كل النصوص الشرعية من الكتاب والسنة تضافرت على حرمة نشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون، وخاصة أن  هذه الشائعات الهدامة تهدف دائما إلى زعزعة استقرار الأوطان فى مخالفة صريحة لنهى الشرع عن هذه الصفة "الإرجاف" كما جاء فى قوله تعالي، "وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ"...










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة