مسافة صغيرة وسلالم قديمة، تفصل ربع السلحدار عن شارع خان الخليلي العريق، حين تصعد هذه الدرجات تجد أمامك منطقة مربعة مرتفعة، يتوسطها مربع صغير، تشغله بعض الشجيرات المهملة وعدد من الورش الصغيرة التي تعود لعقود مضت، وبالتحديد في ورشة الحاج جمال عبد الناصر صلاح الذي يبلغ من العمر 63 عاما، تحدثنا معه عن حرفة النقش على النحاس منذ بدايتها.
النقش على النحاس مهنة تنقل الحضارة، هكذا بدأ جمال عبد الناصر كلامه، بعدما أمضى 53 عاما من حياته بهذه المهنة في ورشته بربع السلحدار في خان الخليلي، وكان جده قد أسس الورشة في عشرينيات القرن الماضي.
قال جمال عبد الناصر، إن مهنة النحاس مهنة تملك كل الصفات الحميدة، فهي من أشكال الخامات السهلة الطيعة التشكيل والتي تتيح الفرصة للابتكار في صناعة النحاس، المجهود فيها كبير ويتطلب التركيز الذهني الدائم.
وأضاف قائلا "الشغل اللي يخرج من تحت إيدينا كله جميل سواء كان فرعوني او عربي، فارسي، الحضارة الفرعونية بقالها 7 آلاف سنة أو أكتر كلها أشكال هندسية على جدران المعابد، وعلى المسلات تلاقى الحفر بالحروف الهيروغليفية، ورسومات للأشخاص، مثل توت عنخ مون ونفرتيتي وعربية رمسيس، أما العربي مقتبس عن المساجد الإسلامية، الاشفوني والذي يطلق عليه الفارسي، وهو عبارة عن مجموعة حيوانات أو أشخاص يحكوا قصة.
كما أوضح جمال "انه تعلم مهنة الحفر على النحاس و عمره 7 سنوات وأول مرتب ليه كان عشرة صاغ حصل عليه في نهاية اخر اسبوع عمل ، فكان يرجع من المدرسة ويترك الكتب ويجرى على ربع السلحدار يتعلم من أبيه وجده أصول المهنة، كان يتعلم كيف كان جده يمسك القلم الرصاص والبرجل ويقوم بتفصيله شغل على النحاس وأصبحت صاحب مهنة مثلهم وعمري 16 عاما .
