حقا تطالعنا المرأة فى كل مكان بقدرات وإمكانيات تجعلك تنحنى لها تقديرا ، فهناك قصة من قصص الضحايا التى تجسد البطولة النسائية فى اليمن،" داليا محمد عبد الله" التى وجدناها والحزن يكسو وجهها قبل أن تفصح عنه بلسانها.
وتقول، "أنا كان مفروض أبقى دكتورة..قبل بدء أحداث الحرب بشهر تخرجت فى كلية الطب بكالوريس تمريض عالى وأكملت إجراءات السفر إلى مصر عشان الامتياز؛ ولكن الحرب أوقفت الطموحات، عندما بدأت أحداث 2015 التى قامت بها ميليشيا الحوثى وصالح باجتياح اليمن بآلاتها العسكرية ودباباتها".
وتضيف، "خرجنا فى مظاهرات سلمية فى 20/3/2015 إلى معسكر الأمن المركزى للاعتصام ومنعتنا المليشيات من العبور إلى مدينة عدن جنوب اليمن،واستمرينا بالاعتصام إلي 24/3/2015 حيث تحولت الاعتصامات إلى اشتباكات عنيفة، كنت متواجدة ضمن طواقم المسعفين المتواجدين هناك، وفى هذا اليوم تعرضت لعملية رش بخراطيم المياه ومسيلات الدموع فأصبت بألم شديد فى عينى ونقلت على إثره إلى المستشفى وقدمت لى الإسعافات الأوليه، ظللت هناك حتى بعد العصر شعرت أن حالتي تحسنت، فعاودت الخروج مرة أخرى إلى المعتصمين".
وفى صباح يوم 25/3/2015 كان نقطة تحول حيث بدأت المليشيات الإجرامية تستخدم الرصاص الحى ومسيلات الدموع بكثافة كأنها تنتقم من أعدائها لكن استمرينا فى المقاومة، وبدأت المليشيات تستخدم السلاح بعنف وبشكل مباشر فى أماكن الاشتباك والمقاومة ، وفي تمام التاسعة صباحا كان سقوط أول شهيد مدني صاحب عربة بيع عصير التوت؛ ساعدت مع المتواجدين فى مناطق الاشتباك وأسعفته إلى مستشفى الحياة، ثم بدأت الزيادة بأعداد الشهداء والجرحى واستمرينا بالإسعاف حتى الساعة 2 بعد الظهر، وانتقلنا إلى جبهات القتال وأفراد المقاومة لإسعاف المصابين وكان أخر من أسعفتهم مصاب بطلقة بالفخذ وأثناء قيامي بذلك تم ملاحقتى، وتعرضت لطلقلة بالعين اليسرى فقدت بسببها الرؤية"، ولم يكتفى الحوثيون بذلك فتم ملاحقة عائلتى وفى خلال شهر فقدت ٣ من أسرتى، وهجرنا بيوتنا".
