«السرقة حتى النفس الأخير» شعار رفعه لص، وذلك بعدما تسلل لكوافير فى منطقة البساتين بالقاهرة، وسرق بعض محتويات الكوافير، وقبل خروجه من المكان، كان عزرائيل ينتظره، حيث فاضت روحه لبارئها ليسقط على الأرض ميتًا، وبجواره المسروقات فى مشهد أخير.
«اليوم السابع» انتقلت لمكان الواقعة بشارع النادى فى منطقة البساتين بالقاهرة، حيث سرد أهالى المنطقة تفاصيل القصة الغريبة التى لم يألفوها من قبل، بعدما أصبحت قصة «اللص الميت» حديث المنطقة بأكملها.
«عجل» تم ذبحه منذ أيام على روح «المرحوم»، وذلك داخل الكوافير الذى شهد الواقعة، وفقًا لما أكده «محمد.ع» أحد أهالى المنطقة، مضيفًا أن أسرة اللص طلبت من صاحب المحل أن يعفو عنه ويسامحه، فلم يتردد الرجل فى ذلك، بل أضاف على القصيدة بيتًا، فسارع فى شراء «عجل» وذبحه وتصدق به على روح اللص، وعندما علم برثاثة حال أسرة اللص المتوفى خصص لهم راتبًا شهريًا.
«لو كان عايز فلوس كنا ادينا له»، كانت هذه الكلمات لعمال الكوافير الذين أعربوا عن حزنهم على وفاة شخص وهو يسرق، مؤكدين أنه لو توجه من تلقاء نفسه لهم وطلب المساعدة المالية لن يبخلوا عليه بشىء، خاصة أن صاحب الكوافير اعتاد توزيع مبالغ مالية كبيرة كصدقات بصفة مستمرة.
الواقعة الغريبة، كشفتها كاميرات المراقبة، وفقًا لرواية «مدام آمال» مديرة الكوافير، حيث قالت: «اعتدنا فتح الكوافير فى حوالى الساعة العاشرة صباحًا، ويوم الواقعة لدى فتح عامل النظافة للكوافير اكتشف وجود شخص ملقى على الأرض فى طريقه للخروج من الباب».
وأضافت مديرة الكوافير، فى حديثها لـ«اليوم السابع»، حاول العامل إسعافه لكن تبين أن هذا الشخص قد فارق الحياة، وبمطالعة كاميرات المراقبة تبين أنه لص تسلل فى الثامنة صباحًا لسرقة الكوافير.
وتابعت مدام آمال: حرص اللص على ارتداء ملابس تشبه ما يرتديه العاملون بالكوافير لعدم لفت الانتباه له، وضغط على الباب بـ«مفك» ودخل للمكان، واستولى على بعض الأدوات والأموال، وقبل أن يهرب من المكان سقط على الأرض، حيث حان الأجل.
وأردفت مديرة الكوافير، تعاطفنا مع اللص والتقينا أسرته، وأكدنا لهم أننا قد عفونا عنه، وخصص صاحب الكوافير راتبًا شهريًا لأسرته وذبح «عجل» تصدق به على روحه، وكلنا فى حالة حزن عليه، وكأنه واحد مننا، ونتمنى من المولى عز وجل أن يرحمه ويعفو عنه ويتجاوز عنه.
وكان قسم شرطة البساتين، تلقى بلاغا من الأهالى بوجود متوفى بمحل حلاقة بشارع النادى، وبالانتقال والفحص، تبين أن المتوفى يدعى «عزت.أ»، يبلغ من العمر 48 سنة، عاطل ومقيم فى منطقة المطرية، وبالكشف عنه تبين أنه مطلوب للتنفيذ عليه فى 8 أحكام جزئية «شيكات» بإجمالى 13 سنة، وبمراجعة كاميرات المراقبة بالمحل تبين دخول اللص للمحل صباحًا مرتديا زيا مشابها للزى الخاص بعمال المحل حتى لا يثير شبهات المارة فى الشارع، ثم دخل المحل بأسلوب الضغط على كالون الباب الزجاجى بمفك، ثم سرق خزينة صغيرة الحجم، وبعض أدوات المحل، ووضعهم داخل أكياس، وأثناء خروجه من المحل سقط على الأرض متوفيًا.
