فتح مسلمو ولاية تكساس الأمريكية أبواب مساجدهم أمام مئات المشردين جراء كارثة إعصار "هارفى"، الذى ضرب أحياء الولاية على مدار 5 أيام، على التوالى، وقدمت لهم الغذاء والأغطية.
وأجبر الإعصار والأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها، آلاف الأشخاص على ترك منازلهم بحثا عن مآوى آمنة، وتمكن المئات منهم الحصول على ملاجئ فى ما لا يقل عن 12 مسجدا بمنطقة هيوستن الكبرى.
وقالت صحيفة "الإندبندنت"، البريطانية فى تقرير لها اليوم، إن مياه الفيضانات بدأت حاليا فى الانحسار، لكن مستوياتها مازالت مرتفعة بالقرب من مناطق السدود والخزانات فى هيوستون، مشيرا إلى أن سكان غرب هيوستون توافدوا إلى المسجد التابع للمركز الإسلامى فى المدينة لتقديم الأغطية والأغذية ولعب الأطفال للمتضررين من الفيضانات، حيث يعيش فى هذه المنطقة أكثر من 250 ألف مسلم.
وأكد مدير الجمعية الإسلامية لهيوستن، مسرور جواد خان، أن 12 مسجدا فى المنطقة تم تحويلها إلى ملاجئ تعمل لـ24 ساعة خدمة للمشردين، يحصلون فيها على الطعام والماء والخدمات الضرورية، لافتاً إلى أن الأشخاص الذين احتضنتهم المساجد ليس جميعهم من المسلمين.
وأضاف مدير الجمعية، أن ما تفعله المساجد فى هيوستن ما هو الا ما أمر به الله من مساعدة بعضنا البعض كبشر، موضحاً أن من بين هؤلاء الأشخاص "مسنين وأطفال صغار"، لافتا إلى أن "لكل الأشخاص احتياجات مختلفة".
وبدأت الجمعية ISGH ، جهودها لتقديم المساعدة للمواطنين المحليين، قبل اجتياح "هارفى" الولاية، من خلال استخدام شبكاتها الواسعة للتواصل وإجراء فعاليات دعائية خيرية لجمع التبرعات وتعبئة المتطوعين، مما سمح لاحقا برفع عدد المساجد، التى تحولت إلى ملاجئ.
كما تبرعت الجمعية الإسلامية فى تريبلكس، بمئات الوجبات - فضلا عن الرعاية الطبية التطوعية - إلى جيرانهم الذين نزحوا بسبب الفيضانات، رغم أن العديد من أعضاء المسجد اضطروا أيضا إلى إخلاء منازلهم جنوب هيوستن.
وفى السياق نفسه، قال مدير مركز بريند لين الإسلامى فى مدينة ستانفورد جنوب غرب هيوستن، شايزاد تشاتريوالا، إن المسجد التابع له احتضن من 80 إلى 90 شخصا، فيما كان من المتوقع وصول حوالى 100 آخرين، خلال الأيام المقبلة.
ولفت العديد من الناشطين فى مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن مساجد هيوستن فتحت أبوابها أمام ضحايا إعصار "هارفى" في الوقت الذى أعلنت فيه إدارة كنيسة لايكود، التى تعتبر أكبر كنيسة فى المنطقة، إغلاق أبوابها طيلة مدة وقوع الكارثة.
وكان إعصار هارفى قد أدى إلى مصرع 30 شخصًا على الأقل وتشريد نحو 13 ألفًا آخرين، فيما تحولت شوارع هيوستون إلى ما يشبه الأنهار.
