النيابة الهولندية: الكرواتى البوسنى سلوبودان برالياك توفى بالسيانيد

السبت، 02 ديسمبر 2017 05:43 م
النيابة الهولندية: الكرواتى البوسنى سلوبودان برالياك توفى بالسيانيد سلوبودان برالياك القائد العسكرى السابق لكروات البوسنة
لاهاى (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلن مكتب الإدعاء العام الهولندى مساء الجمعة، أن سلوبودان برالياك القائد العسكرى السابق لكروات البوسنة الذى انتحر بتجرعه مادة فى قاعة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، توفى بفشل فى وظائف القلب نجم عن السيانيد.

 

وقالت النيابة فى بيان بعد تشريح جثمان برالياك "النتائج الأولية لفحص السموم أظهرت وجود تركيز لمادة سيانيد البوتاسيوم فى الدم"، وأضاف أن "هذا أدى إلى فشل فى وظائف القلب يشتبه بأنه سبب الوفاة".

 

وفى الوقت نفسه، ستبدأ المحكمة الجنائية الدولية ليوجوسلافيا السابقة تحقيقا داخليا الأسبوع المقبل لاستكمال تحقيق النيابة الهولندية، بعد الحادثة التى أثارت ذهولا.

 

وبينما كانت المحكمة الدولية تعلن حكمها الأخير الأربعاء، انتحر سلوبودان برالياك فجأة بتجرعه "سما" من قارورة صغيرة، كما قال محاميه.

 

وكان قد تلقى للتو تأكيدا للحكم عليه بالسجن عشرين عاما لإدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقعت خلال حرب البوسنة (1992-1995).

 

وجرى تشريح الجثة فى ريزفيك بالقرب من لاهاى، فى معهد الطب الشرعى الهولندى الذى يعد احد اهم مختبرات الطب الشرعى فى العالم، وقال مينسنت فينمان أحد الناطقين باسم النيابة لوكالة فرانس برس أن خبيرين كرواتيين أرسلا إلى المعهد "بطلب من المحكمة الدولية" من أجل "مراقبة" العملية.

 

وكان اختبار موقت كشف الخميس، وجود "مادة كيميائية يمكن أن تؤدى إلى الموت" فى القارورة الصغيرة التى اخرجها بريلياك من جيبه قبل ان يشرب ما تحويه بجرعة واحدة.

 

وبعد ثلاثة أيام من الحادث المأسوى، لم يعرف كيف حصل المتهم على هذه المادة وكيف مرت عبر كل الحواجز الأمنية التى تفصل بين زنزانته وقاعة المحكمة.

 

وقالت الحقوقية الدولية التى عملت فى المحكمة سيلين بارديه لفرانس برس "هناك ضرورة ملحة لفهم كيفية وصول هذا السم إلى المحكمة"، وأضافت "بالتأكيد هذا يثير شكوكا فى وجود تواطؤ".

 

ورأى جوران سلويتر المحامى الهولندى وأستاذ القانون الدولى فى جامعة امستردام أن سلوبودان برالياك حصل على القارورة إما فى مركز حبسه عبر استبدال دواء وصف له، وإما خلال نقله إلى المحكمة أو داخل قاعة المحكمة الجنائية الدولية للنظر فى جرائم الحرب فى يوجوسلافيا السابقة.

 

وأضاف "فى هذه الحالة، هذا يقلص إلى حد كبير دائرة الأشخاص الذين قد يكونون قاموا بمساعدته، ونفكر عندئذ بالمحامين، أيا يكن الأمر، لقد حصل بالتأكيد على المساعدة لتصبح هذه القارورة بحوزته داخل قاعة المحكمة".

 

وقالت دايانا جوف الخبيرة فى القانون والباحثة فى معهد كلينجديل إن المساعدة "يمكن أن تأتى من عدد كبير من الأشخاص"، وأضافت أن سجناء المحكمة الدولية "يمكنهم تلقى زيارات مسئولين دينيين وأطباء وأصدقاء وأفراد عائلاتهم".

 

وأضافت "من السهل جدا إدخال أو إخراج أى مادة سرا من السجون بشكل عام، إذن هذه ليست مشكلة المحكمة".

 

وقالت المحامية نيكا بينتر من هيئة الدفاع عن الزعيم الكرواتى البوسنى لوكالة الأنباء الكرواتية "هينا" فى الطائرة التى أعادتها من هولندا إلى زجرب "لم أفكر يوما أنه يمكن أن يفعل شيئا كهذا لكننى اتفهمه لأنه كان رجلا محترما لا يمكنه أن يعيش مع حكم يصفه بأنه مجرم حرب وأن يخرج مقيد اليدين من المحكمة".

 

وأوضحت أنها لم تكن تعرف شيئا عن خطة موكلها وأن برالياك لم يشر إلى احتمال انتحاره خلال محادثاته قبيل إعلان الحكم.

 

لكن منذ البداية، توجه التحقيق الذى اعتبر استثنائيا وتجريه النيابة الهولندية إلى "المساعدة على الانتحار ومخالفة" القواعد حول المواد الطبية.

 

وأما المحكمة فتنوى نشر نتيجة تحقيقها الداخلى قبل انتهاء مهامها فى 31 ديسمبر، وسيسدل الستار بعد هذه القضية بعد نحو ربع قرن من محكمة خصصت لمحاكمة الذين ارتكبوا اسوأ الفظائع فى اوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

 

وأخيرا أعلنت بينتر أن جنازة عائلية ستنظم لبرالياك. وقالت لفرانس برس فى زغرب أنه أوصى فى رسالة مختومة سلمت لعائلته قبل سنوات على أن تفتح بعد وفاته، بأن تنظم له جنازة عائلية، مؤكدة أن "الرسالة لم تكن مرتبطة بأى شكل بما حدث الأربعاء".

 

وذكرت صحيفة "فيسيرنى ليست" الكرواتية أنه أراد أن يتم إحراق جثمانه فى مقبرة ميروجوج الكبرى فى زجرب، لينثر رماده فى البلاد بعد ذلك.

 

وقالت بينتر "اعتقد أنه لم يكن يرغب فى أن تتحول جنازته من تجمع جماهيرى إلى سيرك لتجنب أى تجاوزات محتملة لغايات سياسية"، مؤكدة أنه "أراد بكل بساطة أن يكون مع عائلته".

 

وأوضحت أنها لا تعرف موعد نقل جثمانه من هولندا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة