د. يسرا محمد سلامة تكتب: جمال الروح وجمال الشكل

الخميس، 08 سبتمبر 2016 12:00 م
د. يسرا محمد سلامة تكتب: جمال الروح وجمال الشكل فتاة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنَّ الله جميلٌ يحبُ الجمال، مقولةٌ نتذرع بها دائمًا، إذا ما أردنا وصف شخص ما إما بجمال المظهر، أو بقبح الشكل، وفى كلتا الحالتين فنحن نتحدث بأعيننا، عندما نتكلم عن الجمال، وهو بذلك يكون جمال نسبي، فليس كل ما يَلقى إعجابك، يُعجب غيرك بالضرورة.

ومع ذلك، فمفهومنا عن الجمال خاطئ جدا، فأنتَ عندما تتذكر هذه المقولة، يجب أنْ تُقرنها فورًا بـ "وخلقنا الانسان فى أحسن تقويم"؛ لأنَّ الله عزَّ وجل يُخبرنا فى مُحكم آياته أننا جميعًا خُلقنا وبلا استثناء فى أحسن تقويم، إذن ما الذى يجعلنا نوصف غيرنا بوصفٍ لا يليق عن شكله، أو حتى نهيم عشقًا ونظل نتغزل بجمال أحدهم، الإجابة بسيطة، فنحن نحكم على هذا الشخص من مظهره فقط، ونسينا تمامًا روحه، وطبعه، وصفاته.

 

نعم، الروح وحدها هى التى تجعلك إما أنيقًا فى أعين الناس، أو عكس ذلك، هى ما تجعلك جميلاً فائق الحُسن، أو تهبط بك إلى أقل درجات الجمال، فيضطر من يراك يوصفك بكلمة واحدة المولى سبحانه وتعالى لم يخلق هيئتنا عليها "القُبح"، ونحن منها بُراء لكنك من وضعت نفسك فى هذا الموضع من الوصف، بتدنى أخلاقك، وسوء طِباعك، وروحك التى اعتادت على الحقد والحسد والغيرة.

 

كثيرٌ منَّا لا يصدق مثلاً، كيف أنَّ رجلاً وسيمًا اختار فتاةً أقل منه جمالاً – من وجهة نظر الناس بالطبع – لتكون شريكة حياته، ويظلون يتغامزون ويتلامزون طوال مراسم الزفاف مُندهشين من هذا الاختيار، وبالمثل بالنسبة للفتاة عندما تكون غاية فى الجمال، فترتبط بشابًا ليس وسيمًا بقدرها، لن يسلما هما الآخران من النميمة غير اللطيفة عن سوء اختيارها له، ولم يعلم لا هؤلاء ولا أولئك، أنَّ اختيار أحدهما للآخر كان نابعًا فى الأساس على اختيار الروح والطبع، لا على اختيار الشكل، اختار الطرفان من يتفق مع روحهما، من يألفا إليه وتأنس حياتهما به ومعه، من ستسكن إليه نفسه دون ضجر أو سأم، أليست كل هذه الأمور كافية لاختيار شريك الحياة.

 

أخبرنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، عن الصفات التى تُنكح لها المرأة، ولم يكن الجمال أولها، وهو نفس الشئ إذا ما تحدثنا عن الرجل واختيار الأنثى له، الجمال نسبى أؤيد هذه المقولة، لكن نسبيته لا علاقة لها بالشكل، علاقتها الأكبر بأخلاقك وصفاء نفسك من عدمها، الذى يظهر على وجهك فتبرز ملامحك وقتها، بالسلبِ أو بالإيجاب، بالقبول أم بالنفور.

 

عودوا أنفسكم على الحُكم على الغير عن طريق مَخبره لا مَظهره، فكثيرٌ من المظاهر خداعة، ومن تعمق أكثر وجد كل ما تمنى من صفات الجمال التى يرغبها ويصبو إليها، سطحية الاختيار لن تُجديك نفعًا لا فى شريك حياتك ولا فى صديق عمرك، فالحياة بحاجة دائمًا إلى نفسٍ تشعر معها وكأنكما واحدٍ لا يقبل القسمة على اثنين.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة