كتاب "اللغة والسلطة": السياسة أصبحت الأكثر سيطرة على "كلام الناس"

الأحد، 04 سبتمبر 2016 07:00 ص
كتاب "اللغة والسلطة": السياسة أصبحت الأكثر سيطرة على "كلام الناس" علاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبحت أحداث العالم كثيرة ومتلاحقة وأصبحت اكتشافاته العلمية أيضا كثيرة ومؤثرة وبالمجمل يمكن القول إن العالم يتغير طوال الوقت وفى السنوات الأخيرة كان التغيير كبيرا شمل كل مناحى الحياة، وبالطبع كان للجانب الاجتماعى الدور الأكبر  فى التأثر بكل ذلك داخل كل المؤسسات، مما أدى إلى تغيير طبيعة علاقات السلطة والشعب والمكان والزمان واللغة، وبشكل أكثر تحديدا تغيير برنامج الدراسة النقدية للغة، والحقيقة أن علاقات السلطة على المستوى الدولى، بل والعالمى، بصفة خاصة، أصبحت تشكل وتحدد ما يحدث على المستويين الوطنى والمحلى إلى درجة تفوق ما كانت عليه الحال منذ عشر سنوات مضت، هكذا يرى الكاتب نورمان فيركلف، وهو أستاذ اللغويات المتفرغ بجامعة لانكاستر، وأحد أهم مؤسسى "تحليل الخطاب النقدى"، فى كتابه "اللغة والسلطة"، والذى قام بترجمته محمد عنانى، الأديب والناقد، وأستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة القاهرة.

 

ويقول المؤلف إن الكتاب يعد طبعة جديدة من كتاب سابق، حيث أضاف فصلا جديدًا مثَّل ضرورة ملحة بسبب التغيرات الكثير التى حدثت خلال السنوات الماضية، ويدور كتاب "اللغة والسلطة" حول العمل الذى تؤديه اللغة للحفاظ على علاقات السلطة وتغييرها فى المجتمع المعاصر، وحول أساليب تحليل اللغة بحيث تكشف عن هذا العمل بشقيه، وحول زيادة وعى الناس به، وزيادة قدرتهم على مقاومته وتغييره.

 

وقد جاء أسلوب الكتاب سلسا لتسهيل قراءته على من لا يتمتع بخبرة سابقة فى هذا المجال، وينصب تركيز الفصل العاشر - المضاف إلى الطبعة الثانية - على هذه التغييرات، وما تتضمنه من دلالات لمسألة اللغة والسلطة، وهذا يعنى أننا عندما نجرى بحوثا فى علاقة اللغة بالسلطة فى أطر وطنية أو محلية، فلا بد أن ندرك أن هذه الأطر تتعرض للتأثر بالأحداث الدولية والعلاقات القائمة على هذا المستوى وأن هذه الأطر يمكن أن تسهم فى تشكيل هذه الأحداث والعلاقات.

 

ويؤكد الكاتب نورمان فيركلف، أن الواقع فى التحليل النقدى للخطاب قد اجتذب اهتماما كبيرا خارج إطار علم اللغة والدراسات اللغوية، ويبدو أنه قد بدأ يؤتى ثمارًا تتمثل فى تشجيع الباحثين فى العلوم الاجتماعية على إدراج تحليل اللغة فى عملهم، ولكن الكتاب يتضمن النظر إلى التحليل النقدى للخطاب أيضا باعتباره من الموارد التى يعتمد عليها فى الصراعات الاجتماعية والسياسية من أجل العدل والمساواة.

 

ينبه الكتاب إلى أهمية اللغة وعلاقتها بالسلطة ودورها فى صناعة الحرية وبالمقابل صناعة القهر، كما يوضح الكتاب العلاقة التبادلية بين الجانبين، فقديما كانت الخطابات هى المتهم الأول فى صناعة الحكام خاصة الديكتاتور، فالبلاغة المستخدمة كانت عادة ما تتم مقارنتها بالسياق الاجتماعى العام ويتم الكشف من خلال هذه الخطابات عن الهوة الواسعة بين الواقع وما تضمنته هذه الخطابات.

 

وفى الفترة الأخيرة اختلفت هذه العلاقة وأصبح مفهوم البلاغة مختلفة وأصبحت له أشكال مغايرة بسبب التطور التكنولوجى الهائل الذى أصاب المجتمع خاصة القائمين على السلطة الذين أصبح لزاما عليهم أن يغيروا خططهم فى مواجهة الشعب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة