كتاب "دور الوقف فى مواجهة الغلو والتطرف" يبحث عن إجابة: من يلقى القنبلة؟

الجمعة، 02 سبتمبر 2016 07:00 ص
كتاب "دور الوقف فى مواجهة الغلو والتطرف" يبحث عن إجابة: من يلقى القنبلة؟ كتب أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 "الجهل  وغياب التفكير النقدى وثقافة العصبية والاعتداء على الهوية الحضارية والثقافية والنظرة إلى المخالفين من البشر وعدم السماح للعلماء بالقيام بدورهم المنشود فى تعزيز الفكر الوسطى المعتدل وغياب تحديد مبادئ وقيم عالمية مشتركة للتعايش السلمى يحترمها الجميع والخلل فى التعليم" هذه هى العوامل والأسباب التى تؤدى للغلو والتطرف حسبما يرى  حازم على ماهر فى كتابه "دور الوقف فى مواجهة الغلو والتطرف".
 
والكتاب، الصادر عن الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت، يتناول قضية معاصرة ذات أبعاد حضارية واجتماعية وثقافية، وهى تفعيل دور الوقف فى تعزيز الوسطية والاعتدال، ومن ثم مواجهة الغلو والتطرف، عبر التأصيل الشرعى والفكرى لهذا الدور، والبحث فى منظومة المفاهيم المتعلقة بالغلو والتطرف، للوقوف على حقيقة هذه الظاهرة والتوصل لمفهوم منضبط لها، يساعد على الوقوف على محدداتها، والتعرف على العوامل المؤدية إليها بصفة عامة، ومن ثم تقديم المقترحات التى من شأنها أن تسهم فى تحجيمها، بل الوقاية منها، من خلال نظام الوقف الذى أثبت نجاعته من قبل فى القيام بهذا الدور الحضارى.
 
ويحاول البحث تناول ظاهرة الغلو والتطرف من منظور إنسانى عام، يسعى إلى التأمل فى عوامله المشتركة فيما بين الناس على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم، ومن ثم سيحاول طرح معايير مشتركة للحكم عليه، ومعايير مشتركة كذلك للوقاية منه وعلاجه، ثم سيوضح دور الوقف فى مواجهته عالميا لا محليا فقط، أى أن البعد الحضارى الإنسانى سيكون هو محور هذه الدراسة.
 
وجاء الكتاب فى 5 فصول يتناول التعريف بالوقف وبمنطلقاته الحضارية فى مواجهة الغلو والتطرف، والتعريف بمفهومى الغلو والتطرف وبالمفاهيم ذات الصلة بها، ويتضمن بيانا لبعض نماذج الغلو والتطرف قديما وحديثا، واستعراضا للعوامل الرئيسية المؤدية للغلو والتطرف والسبل المقترحة للعلاج بصفة عامة، وملامح الدور الذى سيقوم به الوقف فى تعزيز الوسطية والاعتدال.
 
ويرى الدكتور حازم على ماهر أنه كى يقوم الوقف بدوره كاملا فى تعزيز الوسطية والاعتدال ومواجهة العلو والتطرف ينبغى الالتفاف حول منطلقات وقيم عالمية واضحة ومحددة تكون سندا له فى قيامه بدوره فى تحقيق التعايش السلمى بين الناس، وتعد ضوابط للاعتدال، فقد استبطن المجتمع الإسلامى مبادئ وقيما سامية عند تعامله مع المخالفين، سواء فى الدين أم فى غيره، والتى شكلت معايير حضارية وأخلاقية للتعايش الدينى كامنة فى نفس المسلم، ومن ذلك وحدة الأصل الإنسانى والكرامة الآدمية، الإسلام هو دين الفطرة ونبيه مرسل رحمة للعالمين، الإيمان بأن التنوع والاختلاف بين الناس سنة كونية، مقاصد الشريعة الإسلامية تستهدف تحقيق مصالح الخلق دون تمييز بينهم، الحرية الدينية، الفصل فى الاختلاف الدينى بين البشر لله وحده،  الدعوة للإسلام تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، التعارف، البر والقسط مع غير المعتدين على المسلمين، دفع عدوان الظالمين والبغاة بغير الحق ولو كانوا مسلمين، التدافع بديلا عن الصراع، 
 
ويؤكد الكتاب أن الجماعات المتطرفة فى العصر الحديث والذين يسمون ما يفعلونه جهادا يسعون إلى فرض رؤيتهم الدينية للإصلاح أو التغيير عبر استخدام العنف غير المشروع، منطلقين من تفسيراتهم الخاصة لبعض النصوص الدينية والوقائع لتاريخية.
 
يخلص الكتاب إلى أنه لا توجد حلول للحد من ظاهرة الغلو والتطرف إلا بالعمل أولا على الوقاية منه، بسد الطرق والمنافذ إليه، ثم معالجته بطريقة عقلانية رشيدة.  









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة