جدل حول إلغاء "مصارعة الثيران" بإسبانيا بعد قرار الحكومة خفض دعمها.. يرجع تاريخها لعام 2000 قبل الميلاد وتعتبر جزءا من الثقافة الإسبانية.. عشقها الإسبان وألهمت كبار الفنانين مثل بيكاسو

الأربعاء، 16 مارس 2016 08:04 م
جدل حول إلغاء "مصارعة الثيران" بإسبانيا بعد قرار الحكومة خفض دعمها.. يرجع تاريخها لعام 2000 قبل الميلاد وتعتبر جزءا من الثقافة الإسبانية.. عشقها الإسبان وألهمت كبار الفنانين مثل بيكاسو مصارعة الثيران
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت رياضة مصارعة الثيران فى إسبانيا جدلا كبيرا فى الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن قررت الحكومة الإسبانية خفض الدعم المقدم لهذه الرياضة، حيث ترى أنه لابد من استثمار أموال الدولة التى تنفق فى هذه الرياضة فى مجالات أخرى مهمة مثل التعليم، ولكن فى الحقيقة فمنذ قديم الأزل تتعرض هذه الرياضة للعديد من الانتقادات خاصة من خارج إسبانيا، ويحارب مشجعو ومحبو هذه الرياضة هذه المحاولات التى تسعى بإلغائها.


محاولات غير ناجحة


ومن غير المتوقع أن تنجح أى محاولات تسعى لإلغاء هذه الرياضة وذلك لأنها تمثل عشقا للشعب الإسبانى، كما أن الإسبان يعتبرونها جزءا من ثقافتهم القديمة، خاصة وأنها ترجع تاريخها إلى حوالى عام 2000 قبل الميلاد، وكانت هناك محاولات كبيرة فيما سبق ولكنها جميعا باءت بالفشل.

ومن أهم هذه المحاولات الفاشلة لإلغاء رياضة مصارعة الثيران كانت فى عهد الملك فيليب الثانى فى القرن السادس عشر عندما أصدر بابا الفاتيكان بيوس الخامس حظرا على مصارعة الثيران معتبرا إياها رياضة دموية غير متكافئة، ولكن الإسبان تجاهلوا الحظر البابوى وواصلوا إقامة مباريات المصارعة مما اضطر البابا إلى إلغاء المرسوم بمنع المصارعة عملا بنصيحة الكاتب لويس دو لين الذى قال "إن حب مصارعة الثيران يجرى فى دم الشعب الإسبانى، ولا يمكن منع المصارعة دون التسبب بوقوع مشكلات كبيرة."

وشارك نحو 10 آلاف شخص من عشاق هذه الرياضة فى مظاهرة حاشدة احتجاجا على خفض الدعم المقدم لهذه الرياضة الإسبانية الشهيرة، والتى تم تنظيمها فى فالينسيا، وترى الحكومة الإسبانية أنه لابد من استثمار أموال الدولة التى تنفق فى رياضة مصارعة الثيران فى مجالات أخرى مهمة مثل التعليم، فى حين أبدى أعضاء البرلمان الأوروبى معارضتهم لاستغلال الدعم المقدم للمزارع فى تربية الثيران التى تستخدم فى رياضة المصارعة التى تعتبر أحد التقاليد الراسخة فى إسبانيا.

أصل مصارعة الثيران


ومصارعة الثيران هى رياضة إسبانية قديمة تتم فيها المواجهة بين المصارع والثور فى حلبة على مرأى ومسمع من الناس الذين يحضرون لمشاهدة تغلب الإنسان على الحيوان، يعود تاريخ مصارعة الثيران إلى حوالى عام 2000 قبل الميلاد، فهناك من اللوحات الجدارية الفنية التى تنسب إلى ذلك التاريخ ما يعرض لمصارع يواجه ثورا يمسك بقرنيه ويطعنه فى الظهر.

تعتبر من أخطر الرياضات فى العالم، وهى تستمر فى إسبانيا من شهر مارس إلى أكتوبر، ولكن فى شهر يوليو تحتفل إسبانيا بجزء خاص من مصارعة الثيران من خلال عيد يسمى احتفالات سان فيرمن والذى فيه يتسابق الناس الذين يرتدون اللون الأبيض والأحمر فى الجرى أمام الثيران حتى يصلوا للحلبة، ويحدث العديد من الإصابات التى تحدث جراء ذلك، إلا أنهم يحبون المشاركة باعتبار أن ذلك دليل على الشجاعة والإثارة والمغامرة، وهذا العيد يعقد فى مدينة بامبلونا.

المصارع (الماتادور)


ويسمى مصارع الثيران باللغة الإسبانية الماتادور، وهو يتم تدريبه منذ الصغر على هذه الرياضة التى تتطلب الشجاعة والصلابة، ويرتدى بدلة مطرزة غالية الثمن قد تصل إلى 20 ألف دولار، وينظر لمصارعة الثيران على أنها رمز للشخصية الأسبانية، وألهمت مصارعة الثيران الكثير من الرسامين الذين اقتبسوا من مشاهدها الكثير من اللوحات التى تعبر عن هذه الرياضة، منهم بابلو بيكاسو.

وتبدأ المصارعات باستعراض المصارعين الراكبين والراجلين وكذلك المساعدين المترجلين الذين يساعدون المصارع فى حال ظهرت الحاجة لتشتيت انتباه الثور عن المصارع، ما أن تنتهى المصارعة بمصرع الثور، تدخل الرجال ويكون عددها حوالى 4 لجر الثور للخارج، ويكون الجزارون بانتظاره، ليتم تقطيع لحمه ثم يباع.

وتمارس مصارعة الثيران فى العديد من دول العالم غير إسبانيا منها البرتغال وفرنسا والمكسيك وبيرو وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور وكاليفورنيا.

وتمتلك إسبانيا فقط أكثر من 400 حلبة مصارعة وتتسع لحوالى 1500 متفرج وربما يصل إلى 20 ألف متفرج ولكن أكبر حلبة مصارعة فى العالم هى حلبة مكسيكو سيتى التى تسمى بلازا دو توروس منيو مينتال وسعتها نحو 55 ألف شخص.

الرفق بالحيوان


وتثير مصارعة الثيران الكثير من ردود الأفعال المضادة الرافضة لها، وخصوصا من جانب جماعات الرفق بالحيوان التى تنظر إلى هذه الرياضة بوصفها تعذيب للثيران وقتل لها بطريقة وحشية، وكان التعبير عن ذلك على شكل مظاهرات لوقف ممارسة تلك الرياضة الشعبية، وتصفها بأنها رياضة دموية مثيرة للغثيان، وتقوم جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان بحملات ضدها لما تسببه من موت بطىء ومؤلم للحيوان.

وتشير جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان إلى أنه بالإضافة إلى ما يتعرض له الثور من ألم ومعاناة داخل الحلبة فانه فى أغلب الأحيان يتعرض لآلام مبرحة قبل المواجهة بقليل، فتدخل فى عينيه مادة الفازلين لإضعاف قدرته على الإبصار، ويبرد قرناه للتقليل من قدرته على التصويب الصحيح، وترمى أكياس ثقيلة على كليتيه لجعله أكثر شراسة، ويعطى أحيانا مهدئات كيماوية، وجمعيات حقوق الحيوان جادة فى محاربة مصارعة الثيران التى يبدو أنها فى طريقها إلى زوال.



موضوعات متعلقة..



- احتجاجات فى إسبانيا على خفض دعم مصارعة الثيران










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة