سفير أمريكا الأسبق بالقاهرة: واشنطن لا تستطيع أن تدير ظهرها للمصريين.. ويزنر: مصر تدخل مرحلة جديدة من تاريخها لا عودة فيها لعصر الإخوان.. وعلى الولايات المتحدة أن تفكر فى علاقتها الاستراتيجية معها

الثلاثاء، 27 مايو 2014 01:57 م
سفير أمريكا الأسبق بالقاهرة: واشنطن لا تستطيع أن تدير ظهرها للمصريين.. ويزنر: مصر تدخل مرحلة جديدة من تاريخها لا عودة فيها لعصر الإخوان.. وعلى الولايات المتحدة أن تفكر فى علاقتها الاستراتيجية معها فرانك ويزنر السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال فرانك ويزنر، السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة، إن واشنطن لا تستطيع أن تدير ظهرها لمصر. وأضاف ويزنر فى مقاله بموقع "دايلى بيست" الأمريكى أنه مع توجه المصريين إلى مراكز الاقتراع، فإن انتخاب رجل قوى جديد نتيجة مفروغ منها، لكن وسط الانتقادات الأمريكية، يدرك الواقعيون أن على الولايات المتحدة أن تفكر فى علاقتها على المدى الطويل مع مصر.

وقال ويزنر إنه من خلال عمله كسفير لبلاده فى القاهرة فى الفترة التى سبقت حرب الخليج الأولى، كان لديه فرصة ليشهد مدى أهمية مصر كشريك فى تحقيق المصالح الأمنية للولايات المتحدة وتحقيق الاستقرار الإقليمى.

وكان التعاون الأمريكى المصرى خلال أزمة الكويت نتيجة لعلاقة وثيقة بدأت عام 1979 بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. وخلال الحرب الباردة كان هذا التعاون عاملا حيويا فى هز النفوذ السوفيتى فى مصر والمنطقة، لكن هذه العلاقة الاستراتيجية تقف عند منعطف الآن يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة لعقود قادمة، كما يقول ويزنر، لو فشلت الولايات المتحدة فى مسئولياتها كشريك خلال المرحلة الانتقالية الراهنة والتحول السياسى ومحاولات قمع العنف فى مصر.

ويقول ويزنر إنه يتابع الأحداث فى مصر عن كثب، ويراوده شعور بالقلق والأمل فى نفس الوقت، فهو مقتنع كما يقول بأن مصر ستتعامل مع التحديات الراهنة وتظهر كدولة مستقرة أكثر ديمقراطية، لكنه ليس متفائلا إزاء مستقبل العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن.

وتابع ويزنر قائلا إنه من الواضح أن مصر دخلت مرحلة جديدة فى تاريخها، مرحلة سيعمل فيها المصريون بشكل أكثر استقلالا، وتحمى سيادتها وتسعى إلى توسيع الشركاء الدوليين الذين تتعاون معهم. وستؤثر الاتجاهات العامة على سياسات الحكومة. ولم يكن الحال كذلك فى عهد مبارك.

وانتقد ويزنر واشنطن، وقال إنها لم تقدر بعد وبشكل تام أنه لا مجال للعودة للوراء فى مصر، سواء إلى عهد مبارك أو الإخوان. فالمصريون يسعون إلى النظام وعانوا من الفوضى على مدار ثلاث سنوات، لكنهم يريدون أن يكون النظام عادلا. وفى مساعيهم للاستقرار، يبحثون عن تفهم من أصدقائهم ولاسيما الولايات المتحدة، ولا يعتقد المصريون أننا نمنحهم الإنصات الذى يستحقون.

وقال السفير الأسبق إن إدارة العلاقات مع مصر فى السنوات القادمة أساسية لمستقبل أمريكا فى المنطقة ولسلام الشرق الأوسط. وسيمثل ذلك اختبارا على الأرجح لمهارات ومواهب الدبلوماسيين الأمريكيين.

وأكد ويزنر أن العلاقات المصرية الأمريكية تظل استراتيجية. فلا يمكن معالجة المشكلات الإقليمية الهامة للمصالح الأمريكية بشكل ناجح بدون مصر. ويشمل هذا تهدئة الأوضاع فى سوريا وليبيا والسودان وإدارة موارد مياه النيل وطمأنة العالم العربى السنى ولاسيما دول الخليج، أنهم ليسوا وحدهم فى التعامل مع إيران.

وتابع ويزنر قائلا إن هناك انتقادات فى الولايات المتحدة للأحداث فى مصر، ولأسباب وجيهة تتعلق بحماية حقوق الإنسان، إلا أن مصر تحاول التعامل مع العنف، ويجب ألا نسمح للغضب بالتأثير على التقديرات الأمريكية. وأكد ويزنر على الأهمية الرمزية للمساعدات فى العلاقات بين البلدين، وقال إنه تم تفسير تأجيلها على أنها غير ودية للغاية، لاسيما فى ظل ما تواجهه من إرهاب فى سيناء. وهذا أمر مؤسف، فنحن فى حاجة إلى لهجة تعاونية قوية للعلاقة، فى حين أن الموقف الحالى يبدو غير مكترث.

وختم ويزنر مقاله قائلا إن مسئولى إدارة أوباما وأعضاء الكونجرس يبحثون حالا مستقبل المساعدات، ومن المهم أن ينظر المشرعون والسياسيون الأمريكيون للعلاقات الثنائية مع مصر فى سياق المصالح الاستراتيجية على المدى الطويل وتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية التى وعدوا بها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة