الانتخابات البرلمانية الأوروبية تهدد الوحدة.. صدمة فى القارة العجوز من خطر الانقسامات داخل البرلمان.. فرنسا تحل البرلمان ورئيس حكومة بلجيكا يستقيل.. وتغيير يلوح بالأفق فى قضايا المناخ والهجرة وسيادة القانون

الأربعاء، 19 يونيو 2024 04:00 ص
الانتخابات البرلمانية الأوروبية تهدد الوحدة.. صدمة فى القارة العجوز من خطر الانقسامات داخل البرلمان.. فرنسا تحل البرلمان ورئيس حكومة بلجيكا يستقيل.. وتغيير يلوح بالأفق فى قضايا المناخ والهجرة وسيادة القانون البرلمان الأوروبى
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دروس سياسية، تعلمها القادة الأوروبيون بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، والتى كانت نتائجها صدمة للبعض، وزلزال للبعض الآخر، فبالإضافة إلى العواقب السياسية الوطنية، فإن النتيجة الرئيسة لانتخابات البرلمان الأوروبى هى التحول نحو اليمين، فلأول مرة من الممكن أن تحظى الأحزاب اليمينية، من يمين الوسط إلى الأكثر تطرفا، بالأغلبية لأول مرة، بعد أن شهدت مجموعات اليمين الثلاث المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون ومجموعة الهوية والديمقراطية وكذلك حزب الشعب الأوروبى اليمينى الوسطى، زيادة فى عدد أعضاء البرلمان الأوروبي.

 

وتعتبر مجموعة اليمين المتطرف أكبر الفائزين فى هذه الانتخابات، فهى بفضل تضافر الجهود، بما فى ذلك الأحزاب غير التابعة مثل حزب البديل وحزب فيدس، تقترب من تجاوز عتبة الثلث من المقاعد، مما يمنحها القدرة على عرقلة تشريعات البرلمان الأوروبى، وعلى وجه الخصوص، تبرز مارين لوبان وجورجيا ميلونى بشكل ملحوظ، حيث حقق حزباهما بعض أكبر التمثيلات الفردية فى البرلمان الأوروبى المقبل.

 

ومع ذلك، ستحتاج لوبان إلى إعادة تأكيد قوتها فى الانتخابات التشريعية الوطنية فى وقت لاحق من هذا الشهر.

 

وفى الوقت نفسه، ومع موقف قوى لحزبها فى البرلمان الأوروبى وكزعيمة للحكومة فى إيطاليا، ستكون جورجيا ميلوني شخصا أساسيا فى تشكيل القيادة المقبلة والأجندة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبى، حيث يمكنها تحقيق توازن فى التعاون مع كل من اليمين المتطرف ويمين الوسط فى قضايا مختلفة، مما يجعلها أساسية فى توجيه مسار الاتحاد الأوروبى فى السنوات القادمة.

 

ولم تمر الانتخابات البرلمانية الأوروبية مرور الكرام، فقد أحدثت وراءها جلبة كبيرة، ففى بلجيكا، أعلن رئيس الوزراء ألكساندر دى كرو استقالته بعد تراجع حزبه الليبراليين الديمقراطيين فى الانتخابات.

 

وفى فرنسا، أدى الأداء الضعيف المخيب للآمال لحزب النهضة، الذى يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى دعوته لحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة نهاية يونيو، فى خطوة غير متوقعة ومحفوفة بالمخاطر، يسعى من خلالها إلى تجديد ولايته وتجنب حالة الضعف السياسى التى يعانى منها، لكن هذه الخطوة قد تؤدى أيضا إلى حالة من التعايش بين ماكرون وزعيمة التجمع الوطنى اليمينى المتطرف مارين لوبان.

 

كما تعرضت الأحزاب الثلاثة فى ألمانيا المشاركة فى الائتلاف الحاكم- الاشتراكى الديمقراطى، والخضر، والديمقراطيون الأحرار- لخسائر انتخابية، وحصل كل منها على أصوات أقل من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليمينى المتطرف، مما أضعف موقفها فى الداخل قبل الانتخابات الفيدرالية المقبلة.

 

و فى المجر، رغم تصدر حزب الرئيس فيكتور أوروبان بالفوز بالمركز الأول، إلا أن بيتر ماغيار زعيم حزب "الاحترام والحرية" ظهر كخصم قوى .

 

وفى بولندا، لأول مرة منذ عقد من الزمان، فاز "الائتلاف المدني" بقيادة رئيس الوزراء دونالد توسك على حزب القانون والعدالة المشكك فى الاتحاد الأوروبى بقيادة ياروسلاف كاتشينسكى، مما عزز موقف توسك القوى فى الداخل والخارج.
ولا يأتى تأثير التحول اليمينى على القادة والأحزاب فقط، بل سيكون له أكبر الأثر على السياسات المتعلقة بالمناخ والهجرة والتوسع والميزانية وسيادة القانون، خاصة إذا تعاونت الأحزاب اليمينية.

 

كما سيؤثر بشكل كبير على القيادة والأولويات فى الاتحاد الأوروبى، وقد تكون نتيجة الانتخابات فى النمسا، حيث حصل "حزب الحرية" على أكبر عدد من الأصوات، مؤشرا على مشاركة اليمين المتطرف فى الحكومة المقبلة للبلاد بعد الانتخابات الوطنية فى وقت لاحق من هذا العام.

 

وتشكل الأحزاب اليمينية المتطرفة جزءا من الحكومات الوطنية فى ثمانى دول من أصل 27 دولة، تترأس هذه الأحزاب اليمينية الحكومات فى المجر وإيطاليا، بينما تشارك فى الائتلافات الحاكمة فى كل من هولندا وفنلندا وسلوفاكيا والتشيك وكرواتيا، وتقدم الدعم البرلمانى للحكومة السويدية.

 

وهناك أيضا خطر متزايد من الانقسامات والفوضى داخل البرلمان الأوروبى والمجلس الأوروبى، مما يهدد الوحدة الأوروبية ويعوق القدرة على تحقيق التوافقات الضرورية فى ظل الظروف الحالية، مثل الحرب فى أوكرانيا واحتمال إعادة انتخاب ترامب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة