أحمد التايب

هل زيارة بينى جانتس "منفردا" لواشنطن من أجل استبدال نتنياهو؟

الأحد، 03 مارس 2024 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤكد أن زيارة بينى جانتس الذى يعد المنافس الأول لنتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة منفردا لها كثيرا من الدلالات والمؤشرات وتعنى الكثير في ظل اتفاق الجميع على أن واشنطن ضاقت من تصرفات نتنياهو وتصرفات عدد من وزرائه، لذلك أعتقد أن هذه الزيارة تكشف حالة من الصدام بين إدارة بايدين وبين نتنياهو، وأن هناك رغبة حقيقية لفتح خط موازى مع جانتس لمواجهة تعنت وغطرسة نتنياهو.
 
نعم، كل المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة لا تريد ولا ترغب في الصدام مع نتنياهو، وتصمم على دعمه في كل المسارات حتى الآن، لكن في نفس الوقت تضيق من تصرفاته المنفردة خاصة فيما يتعلق بالتوصل إلى صفقة من شأنها الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.
 
والسؤال الأهم، هل هذه الزيارة تأتى في سياق تحركات واشنطن لاستبدال نتنياهو؟.. ظنى أن غضب نتنياهو والذى كشفته وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط تعبّر عن حالة انشقاقية وانقسام بل تمثل ضربة معنوية لنتنياهو
 
لكن الأهم أن الولايات المتحدة باتت تدرك أن دعمها المتواصل لإسرائيل قد يضر بمصالحها في المنطقة لأنها تعلم أن الغضب العربي المطلق تجاه الولايات المتحدة قد يؤثر مستقبلا على قوة الشراكة الأمريكية مع شعوب وحكومات المنطقة، وتدرك واشنطن أيضا أن استمرار الصراع العربي الإسرائيلي يُعطى إيران نفوذا كبيرا في العالم العربي، ولهذا تصمم إدارة بايدن انتزاع ورقة فلسطين من طهران.
 
لكن علينا أن لا نغفل أن تأثير الولايات المتحدة على إسرائيل ليس كما كان في الماضى، فإسرائيل الآن باتت حليفا اقتصاديا وتجاريا كبيرا ومهما للولايات المتحدة، ودفاع واشنطن عن إسرائيل ليس من منظور سياسى أو دينى فحسب أو حتى من منظور قوة اللوبى الصهيوني في أمريكا ودوره في الانتخابات وفى صناعة القرار بواشنطن فحسب أيضا، وإنما العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تصل إلى نحو 50 مليار دولار من السلع والخدمات، خلاف أن إسرائيل باتت قوة اقتصادية وتكنولوجية في المنطقة، والولايات المتحدة تحرص على الاستفادة من ذلك لأن يصب في مصالحها، وهو ما يُدركه نتنياهو جيدا لهذا نراه يتعامل بندية مع واشنطن خلاف ما كان معروفا من قبل في استجابة حكومة تل أبيب لأى رسالة أمريكية في الماضى..
 
لذا، نجد تحركات الولايات المتحدة تحمل اتجاهين، الأول داعم على طول الخط لإسرائيل في الميدان – عسكريا واستخاباراتيا واقتصاديا- وتعرقل أي قرار في مجلس الأمن خاص بإدانة إسرائيل أو وقف إطلاق نار، واتجاه آخر تحاول من خلاله وضع مسكنات وطرح حلول  وآمال وامتصاص غشب العرب من خلال خطاب مرن يدعو للتهدئة وإدخال المساعدات وإقامة الدولتين لكن دون تحرك فعلى.. وبالتالي دعوة بينى جانت لن تخرج من إطار الضغط الرحيم على نتنياهو دون التخلي عنه وفى إطار امتصاص الغضب جراء ما يحدث من مجازر في حق الجوعى في مدينة رفح بغزة..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة