أحمد التايب

حروب مُشتعلة.. هل سينجح قادة العالم فى مؤتمر ميونخ والقمة الأفريقية فى إخمادها؟

الأحد، 18 فبراير 2024 12:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل اشتعال الحروب حول العالم وتعدد بؤر الصراع وتفاقم الأوضاع خاصة في الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الغاشمة على غزة، يجتمع قادة العالم في مؤتمر ميونيخ الأمني لمناقشة التحديات الأمنية والصراعات المتزايدة في القرن الأفريقي وأزمات النزوح والهجرة والعلاقات بين الغرب والصين والتوترات بشأن تايوان ومناقشة الأمن المناخى والأمن النووي، وكذلك اجتماع قادة القارة السمراء في أديس أبابا لمناقشة التوترات المتزايدة التي تشهدها قاراتهم.

ليكون السؤال.. هل ستنجح جهود القادة المشاركين سواء في  مؤتمر ميونيخ الأمني أو في أعمال القمة الأفريقية في أديس أبابا في إخماد النيران المشتعلة حول العالم، والتى قد تنذر بحرب عالمية ثالثة واضطرابات عالمية من شأنها تهديد البشرية كلها؟

والإجابة - في اعتقادى - أن الإشكالية الكبرى التي تواجه المجتمعين سواء في مؤتمر ميونخ أو في القمة الأفريقية تكمن في تعنت الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها على الاستمرار في الاستثمار في الصراع من أجل الحفاظ على هيمنتها العالمية، حتى ولو على حساب حلفائها من الأوروبيين، وهو ما جعل إسرائيل تضرب القوانين الدولية عرض الحائط ولا تبالى برأى المجتمع الدولى بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك تخبط الأوروبيين واهتزاز مواقفهم بشأن حرب أوكرانيا، حيث الحيرة في الدوران في فلك التبعية المطلقة للولايات المتحدة وفى السعي نحو محاولات بطيئة وهادئة للتخلص من هذه التبعية، لذلك تصاعدت المطالب والأصوات الأوروبية في مؤتمر ميونخ - هذه النسخة - بضرورة تعزيز قدرات أوروبا العسكرية والدفاع عن مصالحها بعيدا عن رغبة وموقف الولايات المتحدة.

غير أن هناك إشكالية أخرى تواجه القادة خاصة في مؤتمر ميونيخ الأمني، أنه بات هناك إصرارًا غربيًا لا رجعة فيه على تقليم أظافر موسكو من خلال استمرار الضغط عليها وتقديم الدعم لكييف، وفي المقابل استمالة بكين عبر فتح قوات اتصال معها ومحاولة زحزحتها رويدًا بعيدًا عن الفلك الروسي لإضعافه، ومن جهة أخرى هناك تخوف كبير من اتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط خاصة بعد تفاقم الأوضاع في البحر الأحمر وتضرر الملاحة البحرية فى باب المندب وتعرض التجارة الدولية خاصة لأوروبا لأضرار بالغة، وتعدد جبهات الحرب في ظل إصرار إسرائيل على سياستها التي تعرض الشعب الفلسطينيى إلى إبادة جماعية.

ليكون التحدى الأكبر أمام المجتمعين هو إقناع إسرائيل بالتوقف عن اجتياح مدينة رفح في قطاع غزة وإقناع الولايات المتحدة بالاستمرار فى التزامها بتعهداتها تجاه الغرب لأن هناك تزايدا فى الهاجس الأمني الأوروبي - ألمانياً تحديداً- مع اقتراب نهاية عهد جو بايدن واحتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، خاصة أن الولايات المتحدة تضمن أمن ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتنشر صواريخ نووية في قواعد سرية في البلاد، لكن تهديدات ترمب في الأيام الماضية بأنه سيشجع الرئيس الروسي على الهجوم على الدول التي لا تفي بالتزاماتها للناتو، ما أزعج ألمانيا وجعلها تبحث عن ضمان أمنها في غياب الولايات المتحدة.

وأيا كان الأمر.. فإن نجاح مؤتمر ميونيخ الأمنى والقمة الأفريقية يكمن في الوصول إلى توصيات من شأنها وقف إطلاق النار في غزة وإقناع الولايات المتحدة في التخلي عن سياستها الداعمة لإسرائيل والقائمة على ازدواجية المعايير في التعامل مع المواقف الدولية، لأنه – ببساطة - إن لم ينجح المجتمعون في بلورة مقاربة أمنية جديدة قد تتحول هذه الصراعات إلى مواجهات ساخنة وحروب عالمية الكل سيدفع ثمنها..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة