حلا شيحة راحت وأعادتها منى عبد الوهاب

من الأفضل أن ننتظر نهاية رمضان الكريم ونكتب انطباعنا عن الأعمال والبرامج التى تم تقديمها من خلال الشاشات، لكن شاهدت من بين ما شاهدت، حلقة الإثنين الموافق الثامن من رمضان، من برنامج "ع المسرح" للزميلة منى عبد الوهاب، استضافت فيها الفنانة حلا شيحة، الاثنان قدما حوارا ممتعا إنسانيا ومهنيا، منى المتألقة فى مثل هذه البرامج، لم تضغط على حلا وتجعلها تبكى وتتشحتف ويتشحتف معاها المشاهد، تركت الفضفضة مع المشاهد أيضا، وباعتبارى مشاهدا وجدت نفسى مشاركا فى الحوار الإنسانى المهنى الذى نفتقده كثيرا من زمن، معتبرا كمشاهد أن الضيف والمذيعة يحترمان رسالتهما .

فغالبية البرامج الحوارية تمتلك ناصية الإثارة والتدخل فى الحياة الخاصة للضيوف لتثير الجدل على شبكات التواصل الاجتماعى، لكن وكما قالت حلا ل منى .. أنا معرفش روحت ليه الطريق التانى ومعرفش ليه رجعت منه .. معرفش أيه اللى حصل لى فى الـ12 سنة اللى فاتوا.. أنا رحت هناك يا منى ومش عارفة رحت ليه، لكنى رُحت و جربت و بأحاول أرجع .

هنا المذيعة تركت الضيفة تفضفض وتحكى، منى ساهمت فى عودة حلا ولو من خلال الحوار، لم تضغط المذيعة ولم تنتهز الفرصة للحصول على تعاطف المشاهد، فالمُشاهد نفسه تعاطف مع الحوار الإنسانى، رافضا أسلوب الإثارة المعمول به فى مثل هذه البرامج .
وأعتقد أن المُشاهد وجد بوصلته المفقودة مع حلا وحلا، كما قالت الفنانة عن نفسها، وأيهما نصدق حلا قبل الحجاب أم بعد الحجاب والنقاب والعودة مرة أخرى إلى التمثيل .

استديو البرنامج فى مسرح الريحانى وسط البلد، حيث العراقة والتمثيل الجاد والرصين، ويبدو أن القائمين على البرنامج استلهموا هذه العراقة ليقدموا برنامجا رصينا وجاذبا فى الوقت نفسه، وسط نوعية لا بأس بها من البرامج التى تسعى للإثارة فى الأساس.

أُدرِك أننا مازلنا فى الثلث الأول من رمضان، وربما تكون هناك برامج تستحق الاحترام والمشاهدة، لكن هذه الحلقة بالذات فيها أداء متميزا، وشاهدت إنسانة وفنانة رغم ما مرت به من مشاكل خاصة تسعى العودة بعد الحجاب والنقاب والابتعاد.

شكرا الشركة المتحدة على بداية رمضان فى كل القطاعات، شكرا المنتج بلال الطراوى والمخرج هشام فتحى وباقى عمل البرنامج وجهدهم أن تكون معادلة الحوار الإنسانى والمهنى موجودة دائما، وفى انتظار نهاية الشهر لنتناول كل الأعمال بشفافية ونقد بناء .