أسباب دفعت الصين لإرسال الأسطول 46 بالبحر الأحمر.. تفهمت التحذيرات المصرية من تداعيات اتساع رفعة الصراع جراء إطالة أمد العدوان.. تأمين مصالحها التجارية على خلفية اشتبكات أمريكية بريطانية مع الحوثيين

الأحد، 25 فبراير 2024 05:00 م
أسباب دفعت الصين لإرسال الأسطول 46 بالبحر الأحمر.. تفهمت التحذيرات المصرية من تداعيات اتساع رفعة الصراع جراء إطالة أمد العدوان.. تأمين مصالحها التجارية على خلفية اشتبكات أمريكية بريطانية مع الحوثيين الأسطول الصينى
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعاد الوضع الملتهب بـ البحر الأحمر، على خلفية المواجهة الأمريكية البريطانية مع الحوثيين إلى الأذهان التحذيرات التى أطلقتها مصر قبل نحو شهر من التداعيات الخطيرة من استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، والذى بدوره أدى لفتح جبهات قتال عديدة فى المنطقة، رسائل تحذيرية أطلقتها مصر مبكرا من توسيع رقعة الصراع تحولت اليوم لحقيقة.

الوضع الشائك اليوم بالبحر الأحمر ذلك الممر الملاحي، دفع الصين لإرسال أسطول إلى المنطقة فى ظل الاضطرابات التى تشهدها حركة الملاحة البحرية، حيث تسببت ضربات الحوثيين بالبحر الأحمر وخليج عدة فى اضطرابات بالشحن الدولى، وعزوف شركات كبرى عن الملاحة فى الممر الاستراتيجى، والتحق الاتحاد الأوروبى بالولايات المتحدة وبريطانيا، لإرسال سفن إلى البحر الأحمر لحماية الملاحة، قبل أن تعلن الصين إرسال الأسطول الـ46 إلى المنطقة.

أسباب أخري دفعت الصين لاتخاذ هذه الخطوة، من بينها أن الصين تتمتع بعلاقات تجارية وطيدة فى إطار مبادرة الحزام والطريق مع دول إفريقية تطل على البحر الأحمر، حيث ضخت عشرات المليارات من الدولارات فى هيئة استثمارات فى عديد من الدول الافريقية.

وتعد أفريقيا من بين أكبر المستفيدين من مبادرة "الحزام والطريق". وتشير الإحصاءات إلى أنه من بين 54 بلدا أفريقيا، وقّع 52 بلدا، أو أعرب عن اهتمامه، بالتوقيع على اتفاقيات تعاون إطارية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، واستفادت من المشروعات فى إطار هذه المبادرة، وخاصة تلك المتعلقة بالطرق والطاقة والموانئ وتطوير البنى التحتية للاتصالات والترابط. تهدف هذه المشروعات لفتح البلدان الأفريقية أمام التجارة من خلال تسهيل تشييد البنى التحتية المحلية والإقليمية الرئيسية، ومساعدة البلدان الأفريقية فى الحصول على الطاقة بأسعار معقولة للصناعات، وفتح قنوات النقل للصادرات الأفريقية إلى الأسواق الدولية، من خلال إنشاء قنوات نقل فعالة وموثوقة وفقا لصحيفة "الصين اليوم" الصينية.

وفقا لإحصاءات تجارية صادرة عن الإدارة العامة للجمارك فى الصين، تجاوز إجمالى التجارة بين أفريقيا والصين 2 تريليون دولار أمريكى منذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق" فى عام 2013. وفى الواقع، ظلت الصين الشريك التجارى الرئيسى لأفريقيا. فى عام 2022، فقد سجلت إحصاءات التجارة بين الصين وأفريقيا 282 مليار دولار أمريكى، محققة نموا كبيرا بمعدل 11% مقارنة بعام 2021.

لذا تسعى الصين من خلال تواجدها فى البحر الأحمر لحماية مصالحها فى المنطقة وفى افريقيا. وتعرضت بالفعل المصالح الصينية للخطر فى الآونة الأخيرة، حيث قال القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنج، أن بلاده تأثرت بعمليات الحوثيين المتصاعدة فى البحر الأحمر، مشدداً على ضرورة توقف تلك الهجمات ضد السفن التجارية.

وأفاد شاو تشنج خلال مؤتمر صحفى فى الرياض، أن "الصين تأثرت بما يحدث فى البحر الأحمر، وارتفعت أسعار التأمين على النقل البحرى والسفن، واضطرت بعض السفن الصينية للمرور عبر جنوب إفريقيا مما يرفع التكاليف ويطيل المسافة والزمن لوصولها".

وأكد على أهمية تجنيب المنطقة والعالم تصاعد الوضع المتوتر فى البحر الأحمر لما له من أهمية وتأثير على الصين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

وحذر المسئول الصينى من أن استمرار الصراع فى البحر الأحمر قد يخرج عن السيطرة، داعياً كل الأطراف للحفاظ على الأمن المشترك للبحر الأحمر واحترام سيادة الدول المطلة عليه وسلامة أراضيها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.

وأشار إلى أن بلاده "تولى الوضع فى البحر الأحمر اهتماماً كبيراً لأنها أكبر دولة تجارية من حيث السلع، وأكبر شريك تجارى لأكثر من 140 دولة فى العالم، وهو ممر لعبور المنتجات الصينية إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة