إليف شافاق متهمة بالسرقة الأدبية.. الكاتبة التركية مى جى كريكانات تتهمها باقتباس "قصر الحلوى" من روايتها المنشورة عام 1990.. المحكمة تحدد نسبة الاقتباس بـ5% وسط جدل بين المؤلفين.. وحكايات حول أشهر معارك السرقات

الجمعة، 16 فبراير 2024 04:30 م
إليف شافاق متهمة بالسرقة الأدبية.. الكاتبة التركية مى جى كريكانات تتهمها باقتباس "قصر الحلوى" من روايتها المنشورة عام 1990.. المحكمة تحدد نسبة الاقتباس بـ5% وسط جدل بين المؤلفين.. وحكايات حول أشهر معارك السرقات أليف شفق وكريكانات
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثارت قضية اتهام الروائية التركية إليف شافاق بالسرقة الجدل فى تركيا، حيث تصاعد الخلاف بشأن روايتها قصر الحلوى، إذ اتهمتها الكاتبة كيركانات بسرقة روايتها الصادرة عام 1990 والتى قالت إن إليف شافاق اقتبست منها.

فقد شاركت الكاتبة والصحفية مين جى كريكانات الدعوى القضائية التى رفعتها ضد إليف شافاق بتهمة السرقة الأدبية من رواية كيركانات "سينك سراي" (1990)، حيث ادعت أنها نقلت الحبكة والأحداث إلى روايتها "قصر البرغوث" والتى نقلتها الترجمات العربية باسم قصر الحلوى (2002)، وتم الحكم لصالح كريكانات، وأعلنت إليف شافاق وناشرها دوجان كتاب أنهما سيستأنفان القرار وسيرفعانه إلى محكمة أعلى.

وأعلنت كيركانات نتيجة الدعوى بتغريدة ذكرت فيها أنها لصالحها وبعد ذلك، قام ناشرها كيرميزى كيدى بمشاركة الطبعة الجديدة من الكتاب محل الدعوى "سينك سراى".

وغرّد أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر (ظافر بارتيسى)، بتهنئته لكريكانات، فأجابت: "شكرًا لك يا أستاذ".

وعلق المؤرخ والكاتب شيموس ديكن على تبادل الشكر والتهنئة قائلاً: "رفع أحد الكتاب دعوى قضائية ضد كاتب آخر بتهمة السرقة الأدبية، وحكمت المحكمة الأولى لصالح المدعى، وهنأ أحد السياسيين، هذا كل شىء."

وفى الوقت نفسه تساءل الصحفي ميردان يانارداغ أيضًا: "هل تم التأكد من أن أدب أليف شافاق مزيف؟ ماذا تعتقد؟".

إلا أن ردود أفعال الأوساط الأدبية على الحكم لم تتأخر، حيث صرح المؤلف غاى بورالى أوغلو، وفقا لصحيفة أرت دوج التركية، قائلاً: "إن تقارير الخبراء في قضية الانتحال بين إليف شافاق وكريكانات ليست مثيرة للشفقة فحسب، بل سخيفة إذا أدت هذه التقارير إلى نتيجة قانونية، فهذا يعنى أنه لا يمكن كتابة جملة واحدة فى تركيا".

وفي الوقت نفسه أعرب الناقد والكاتب والناشر سميح غوموش عن رأيه قائلاً: "أعتقد أن أياً من مزاعم السرقة الأدبية التي رأيتها في هذا البلد لم تكن خطيرة، ما هو الأدب، ما هو الخيال... أولئك الذين لا يهتمون بهذه الأمور يمكنهم أن يحاولوا التخفيف من أوهامهم من خلال إلقاء اللوم على شخص آخر.. أنا أكثر فضولًا بشأن ما أطلق عليه هؤلاء".

وتابع: "علاوة على ذلك، لا تستطيع محاكمنا الحالية أن تبت فى قضايا الانتحال فى الأدب، مثل هذه الحالات تتطلب محاكم متخصصة، وهو ما لا نملكه".

وحصلت صحيفة ArtDog إسطنبول على تقرير الخبراء حول القضية، وجاء في التقرير: "على الرغم من أن عنوان الكتاب مسروق، مع الأخذ في الاعتبار التشابه في الأسماء، وتطور الحبكة، والشخصيات، والإعدادات، والإطار الزمني، والنتيجة، فمن المسلم به أن هناك أكثر من مجرد إلهام؛ أن تكون رواية المدعي عليها قد استفادت من عنوانها ومضمونها، ويعتبر هذا الانتفاع والانتفاع في مستوى الانتحال".

وتمت كتابة تقرير الخبراء من قبل ثلاثة أفراد ونص على أن إليف شافاق سرقت روايتها بنسبة 5% ويحمل أحد الموقعين على التقرير صفة "أخصائي قانون الملكية الفكرية"، والآخر صفة "مراقب على الناشر - المؤلف"، والثالث باعتباره "الشاهد أو الخبير المالى".

 

قضية قديمة

والحقيقة أن قضية السرقات الأدبية قديمة قدم التاريخ فبحسب دراسة بعنوان "السرقات الأدبية ونظرية التناص بين الاتصال والانفصال" للباحث فؤاد حملاوى، فإن بعض الباحثين يرون أن دراسات السرقات الأدبية لم تظهر إلا عندما ظهر أبو تمام، ويميل إلى ذلك الدكتور محمد مندور، استنادا لأمرين: أولا: قيام خصومة عنيفة حول أبى تمام، والثابت أن مسالة السرقات قد اتخذت سلاحا قويا للتجريح حتى ألفت كتب عدة لإخرج سرقات أبى تمام، وثانيا أن مؤيدى أبى تمام، وأصحابة عندما قالوا أن شاعرهم قد اخترع مذهبا جديدا وأصبح إمام فيه، لم يجد خصوم هذه المذهب سبيلا إلى رد ذلك الإدعاء، خيرا من أن يبحثوا للشاعر عن سرقاته ليدلوا على أنه لم يجدد شيئا وإنما أخذ من السابقين وأفرط وبالغ.

 

معركة المازنى وشكرى

وبحسب كتاب "المعارك الأدبية" للكاتب أنور الجندى، فإن تلك المعركة من أضخم المعارك الأدبية في ميدان الشعر المعاصر، بدأت 1917 واستمرت سبعة عشر عاما قد بدأ الشعراء الثلاثة "شكري، المازني، العقاد" حياتهم الفكرية معا ثم اختلف العقاد والمازني مع شكري الذي قصر عمله على وظيفة التعليم، بينما عمل المازني والعقاد في الصحافة ثم كان من نصيب شكري أن يهاجم في أول عمل نقدي للمدرسة الحديثة وهو "الديوان" قد حمل المازني لواء الحملة على شكري وبجوار حملة العقاد على شوقي والرافعي وكان مقال "صنم الألاعيب" من أقسى ما كتب المازني ثم عاد المازني فصحح موقفه من شكري عام 1930 فأعلن رأيه في شكري، صحح موقفه وعاد إلى الكتابة مرات في هذا الأمر حتى أثار العقاد الذي دخل المعركة مصححا لما وقع ثم صدر كتاب رسائل النقد للدكتور رمزي مفتاح حول هذه القضية.

وقال عبد الرحمن شكرى فى مقدمة ديوانه "الجزء الخامس": "لقد لفتنى أديب إلى قصيدة المازنى التى عنوانها "الشاعر المحتضر" البائية التى نشرت فى عكاظ واتضح لنا أنها مأخوذة من قصيدة أودني للشاعر شيلى الإنجليزى، كما لفتنى أديب آخر إلى قصيدة المازنى التى عنوانها "قبر الشعر" وهي منقولة عن هيني الشاعر الألماني ولفتني آخر إلى قصيدة المازني "فتى في سباق الموت" وهي للشاعر هود الإنجليزي، ولفتني أيضا أديب إلى قصيدة المازني التي عنوانها الوردة الرسول وهي للشاعر ولز الإنجليزي وأشياء أخرى ليس هذا مكان إظهارها. وقرأت له في مجلة البيان مقالة تناسخ الأرواح وهي من أولها إلى آخرها من مجلة السبكتانور لادسون الكاتب الإنجليزي ومن مقالاته في ابن الرومي التي نشرت في البيان قطع طويلة عن العظماء وهي مأخوذة من كتاب شكسبير والعظماء تأليف فيكتور هيجو ومن مقالات كارليل الأدبية وقد ذاعت هذه الأشياء ولو كنت أعلم".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة