مصر والسعودية ميزان الاستقرار الإقليمى.. نجحتا فى مجابهة فوضى العقد الماضى.. وتمثلان أساسا لتعزيز العمل العربى.. وسفراء يؤكدون: علاقتهما "أولوية" إقليمية.. وتقود نحو توسيع التوافق بالمنطقة في مواجهة الأزمات

الإثنين، 13 فبراير 2023 07:45 م
مصر والسعودية ميزان الاستقرار الإقليمى.. نجحتا فى مجابهة فوضى العقد الماضى.. وتمثلان أساسا لتعزيز العمل العربى.. وسفراء يؤكدون: علاقتهما "أولوية" إقليمية.. وتقود نحو توسيع التوافق بالمنطقة في مواجهة الأزمات الرئيس السيسي وولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحاجة الملحة إلى تحقيق التوافق بين الدول العربية في المرحلة الراهنة، ليست "رفاهية" في ظل الأزمات الراهنة، التي قد تأكل الأخضر واليابس، ما يدفع نحو العمل الإقليمي الجماعي، لمجابهتها، عبر التكامل، على جميع الأصعدة، سواء السياسية أو الاقتصادية، أو المجتمعية، عبر تعظيم المصالح المشتركة، بين القوى الإقليمية، لتتوارى وراءها كافة النقاط الخلافية، إن وجدت، لتجتمع معا حول دائرة توافقية، سواء نحو القضايا الدولية الراهنة، أو فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية، والتي ربما تحتاج إلى "إعادة ترتيب"، في ضوء العديد من المعطيات، لا تقتصر على الحالة الدولية العامة، وإنما أيضا تمتد إلى الوضع الإقليمي الراهن.

ولعل الأوضاع الإقليمية قد تأثرت بصورة كبيرة، في العقد الماضي، جراء ما يسمى بـ"الربيع العربي"، والذي دفع المنطقة بأسرها نحو "دائرة مفرغة" من الفوضى، دفعت العديد من الدول إلى حافة الهاوية، مع صعود النزعات الطائفية والعرقية، وتراجع الأوضاع الأمنية، ما ساهم في صعود جماعات الإرهاب، على غرار داعش، والتي تحولت من مجرد تهديد إقليمي، إلى عالمي، في ظل قدرة التنظيم على استخدام التكنولوجيا واختراق مناطق كانت تبدو بعيدة عن مناطقها الجغرافية.

وهنا كانت العلاقة بين القوى الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، بمثابة أهم "خطوط الدفاع"، لمجابهة الفوضى، وهو ما يبدو في الدعم السعودي الكبير لإرادة المصريين، والتي تجلت في ثورة 30 يونيو، ثم مساعدتها لاستعادة نفوذها الإقليمي، على اعتبار أن الدور المصري يمثل ضمانا للاستقرار في المنطقة بأسرها، بينما كانت الدولة المصرية، على "أهبة" الاستعداد للدفاع عن دول الخليج، أمام أي تهديد قد يواجهها.

في هذا الإطار، أشار مساعد وزير الخارجية السابق، السفير حسين هريدى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى الدعم الكبير الذى قدمته السعودية للقاهرة إبان ثورة 30 يونيو، مشيرا إلى مواقف المملكة للضغط على الدول الغربية، وتوضيح الحقائق التي شهدتها مصر خلال تلك الفترة، في الوقت الذى تبقى مصر أحد أكبر داعمي المملكة العربية السعودية، وهو دور ليس وليد اليوم، وإنما يحمل بعدا تاريخيا مهما، مستدلا على حديثه بحرب الخليج الثانية.

وأضاف أن مثل هذا الدور ليس مجرد "منحة"، وإنما يعكس إدراكا عميقا من قبل الدولة المصرية بارتباط الأمن القومي العربي ببعضه، وبالتالي فالتهديدات التي تواجه أى دولة عربية، تمثل تهديدا صريحا لها.

وبالإضافة إلى حالة الدعم المتبادل، بين البلدين، تبقى العلاقة بين مصر والسعودية أساسا مهما لتعزيز المنطقة العربية بأسرها، وتحقيق التوافق في صورته الجمعية، بين دولها، وهو ما يبدو ملحا في المرحلة الراهنة، في إطار مواجهة الأزمات.

يقول هريدي إن قوة العلاقات بين مصر والسعودية بـ"رافعة" العمل العربي المشترك، موضحا أنهما يعملان كـ"يد واحدة"، ويسعيان دائما للوصول إلى أرضية مشتركة تجاه كافة القضايا الدولية، لتحقيق أكبر قدر من التوافق تجاهها، فى ظل الأزمات المتواترة التي تعصف بالعالم فى المرحلة الراهنة، حيث يبقى التنسيق المستمر بينهما ضمانة للتماسك الإقليمي، وداعما لدول المنطقة حتى تتمكن من مجابهة ما يعتريها من أزمات.

ويمثل استقرار العلاقة بين البلدين، سببا رئيسيا في تحقيق أكبر قدر من الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تراجع الدور الذي تقوم به العديد من القوى الرئيسية بها، في ظل انزلاقها في مستنقع الفوضى خلال السنوات الماضية، مما جعلها "فريسة" للإرهاب، ناهيك عن سقوطها على حافة "الصراعات" الأهلية، وما ترتب على ذلك من فوضى سياسية واجتماعية بالإضافة إلى أوضاع اقتصادية صعبة، وبالتالي تبقى قوة البلدين رهانا لاستعادة التوازن.

ويرى مساعد وزير الخارجية، السفير إبراهيم الشويمي أن أهمية العلاقة بين البلدين لتحقيق الاستقرار الإقليمي فى المرحلة الراهنة، تبدو أولوية إقليمية، فى ظل حالة من عدم الاستقرار تتراوح بين سوريا والعراق واليمن، وغيرها من الدول العربية، سواء بسبب التهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية أو لأسباب أخرى، كالجفاف فى الصومال، وبالتالي يبقى الاحتفاظ بقوة الدولتين، من شأنه تحقيق حالة من التوازن سواء فى المنطقة العربية أو منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح الشيمي، أن ثمة حالة من التوافق بين مصر والسعودية، حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو ما ساهم فى استعادة قدر كبير من الاستقرار فى العديد من دول المنطقة بعد سنوات الفوضى فى العقد الماضي.

 

ومن جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية السابق، السفير جمال بيومي أن العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية تمثل "رمانة الميزان" لتحقيق الاستقرار العربي والإقليمي، في المرحلة الراهنة، فى ظل تواتر الأزمات، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، والتي ضربت قطاعات حساسة فى العالم.

وأضاف بيومي، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك حالة من تكامل الأدوار بين مصر والسعودية، يمكنها المساهمة فى تحقيق الاستقرار، في المنطقة العربية، خاصة فى ظل حالة من التراجع للعديد من القوى الأخرى، على غرار سوريا والعراق واليمن بفعل الظروف التي مرت بهم خلال الأعوام الماضية، وهو الأمر الذي يفرض قدرا كبيرا من الأهمية على الدور الذى تلعبه الدولتان فى المرحلة الحالية.

وأكد مساعد وزير الخارجية السابق على قوة العلاقات وتاريخيتها، فهي تعود إلى سنوات طويلة، حيث بدا التحالف بينهما فى أبهى صوره فى العديد من المواقف التاريخية، ربما أبرزها خلال دعم المملكة لمصر فى عام 1973، بينما تكرر الأمر فى العقد الماضي، مع تصاعد الفوضى فى المنطقة بأسرها، في حين حرصت مصر على دعم المملكة ودول الخليج فى العديد من المواقف على مر السنوات، فى انعكاس صريح لحالة الإدراك المتبادل بأهمية كلا الدولتين.

وشدد بيومي على تماسك العلاقة، وهو ما يبدو فى اللقاءات المتواترة التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والتي تعكس الحرص المتبادل على التشاور المستمر والدائم لتحقيق مصالح البلدين، بالإضافة إلى تحقيق مصالح دول المنطقة بأسرها.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة