محمود عبدالراضى

"الأبناء" الثروة الحقيقية.. ذخيرة الرحمة وزينة الحياة

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الأبناء" ربيع وزهر، وأكاليل ياسمين تتقلّد جيد الحياة فتكون زينة لها، وحبهم فطرة إنسانية وطبيعة بشرية، وقبل كل ذلك فهي منحة إلهية وهبة ربانية، وكلما أمعن الوالدان في حب أبناءهما، كلما بادلهم الأبناء حباً بحب، وشفقة بشفقة.
 
يسعى بعض الأشخاص في هذه الحياة أملا في تكوين ثروة طائلة، أو بحثا عن منصب وجاه، متناسين الثروة الحقيقية "الأبناء"، فحسن تربيتهم تجارة ناجحة لن تبور، ونجاحهم سعادة للقلوب، وودهم ومحبتهم أملا جديدا يبدد الإحباط واليأس.
 
عظموا ثروتكم، وأحسنوا تربية أبنائكم، فهم الكنز الباقي، زينة الحياة وذخيرة الرحمة، فدربوهم على الأخلاق الجميلة، والقيم الرائعة، المتمثلة في التعاون والترابط، لا التفرق والتنافر والتباعد، فالعود محميٌّ بحزمته، ضعيفٌ حين ينفردُ، فاجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن، وبه نتغلب على الأيام الصعبة والظروف القاسية، فلا شيء يجعلنا نشعر بالعظمة الكامنة داخلنا أفضل من الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم والتعاون معهم، وانكار الذات، فنشعر براحة وسلام داخلي يطمئن القلوب، فعندما تُمطر سحابة التعاون على حقول النُّفوس، فإن زهور العطاء تنبتُ في الأكف الصَّادقة التي لا تَفتأُ تُصافح بعضُها بعضًا، فتعاونوا.
 
علموا أولادكم صلة الرّحم فهي حراسة النّعم، تُقوي الترابط الاجتماعي بين الناس وتزيد الألفة والمحبة بينهم، وتنشر الحب والأخوة، وتغفر الذنوب وتقربنا من الله عز وجل، وهي سبب لدخول الجنة، فهي الدليل القوي على مدى حُبِّكَ وتعقُّلِك بالله سبحانه وتعالى.
 
 
أوفوا وأخلصوا لمن ضحوا من أجلكم، ولمن قدموا يد العون لكم، ولمن زرع الخير في واديكم الطيب، فلا ترموا حجراً في بئر شربتم منها، وتذكروا دوما "ألا تنسوا الفضل بينكم".
 
تأكد دوما أن بعد العُسر يسر، وفرج قريب، وأشخاص سيجبرون بخاطرك في القريب العاجل، فإذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فلا تستسلم وتفاءل وانتظر قدوم الربيع، وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي، وانظر بعيدًا فسوف ترى أسراب الطيور، وقد عادت تُغني، وسوف ترى الشمس، وهي تُلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر، لتصنع لك عمرًا جديدًا وحلمًا جديدًا وقلبًا جديدًا وخاطرا مجبورا.
 
اعلموا أن الحياة لا تتوقف مع أول أزمة أو مشكلة تتعرض لها، فستمر وتتفادها، بالسعي وانتظار الفرج من الله، وكُن على يقين أنّه آت مهما طال الانتظار، فسيأتي لك الشخص الذي يُعيد لك الحياة من جديد ويجبر خاطرك.
 
حياتنا قصيرة، فلا تجعل الحزن يحجز مساحات كبيرة فيها، فتجاهل أوجاعك وتناسى همومك، ابتسم فقط وانسج أمنيات جديدة، تفاءل تعش بفرح، وجالس هؤلاء الذين يجبرون الخواطر.
 
 أخبروا قلوبكم أنّها تستحق الفرح، املؤوها بالابتسامة، واستودعوها الله، وكونوا مطمئنين، فالسعادة ليست حلمًا ولا وهمًا، ولا أمر محال، بل هي تفاؤل وحسن ظن بالله وصبر بغير استعجال، وأشخاصا يجبرون خواطرنا.
 
اطمئنوا على الغد، اجتهدوا فقط واتركوا الأمر كله لله، فلا تخافوا فالله هو "الرازق" فقد رزق الطير والحوت في البحر، ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة ما أكل العصفور شيئاً مع النسر، فاللهُم اجعل يومنا يحمل بشائر خيرك، واجعل لنا مع نسمات صباحه رزقاً وفرحاً وعافية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة