الأدباء والشهر الكريم.. يوسف إدريس يصف مشاعر طفل صائم فى قصة "رمضان"

السبت، 09 أبريل 2022 04:00 م
الأدباء والشهر الكريم.. يوسف إدريس يصف مشاعر طفل صائم فى قصة "رمضان" يوسف إديس
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كتب الأديب الراحل يوسف إدريس قصة بعنوان "رمضان" ضمن مجموعته القصصية الشهيرة جمهورية فرحات وفيها يصف شعور طفل ببهجة الشهر الكريم ورغبته العارمة فى أن يصوم رمضان لأسباب تتعلق بالتحقق وسط إخوته وأسرته.

بطل القصة يسمى فتحى وهو صبى فى العاشرة من عمره يطلب من أبيه أن يصوم فيقول له والده كما يفعل الآباء عادة أنه صغير على الصيام ثم يخبره ألا يصوم بدون صلاة فيقرر الطفل الصلاة ويدخل المسجد ليصلى ومن هنا تبدأ رحلته في عالم الصيام على الرغم من دفع الكبار له إلى الصفوف الأخيرة فى المسجد.

ويصف يوسف إدريس في هذه القصة رغبة الطفل العارمة فى حضور وجبة السحور وهو شيء شائع لدى الأطفال ورغبته فى سماع الأحاديث التى تدور بين أبيه وأمه، ويغوص يوسف إدريس فى أعماق الطفل راصدًا بعينيه تجربة رمضان بالنسبة إليه فيقول إنه" كان يتمنى أن يتعثر بائع الزبادى فى الخارج فيسقط فى حفرة ويسكت وأن يضرب جارهم امرأته فتصرخ بصوتها الملسوع ولا تتوقف ويأمرها بالسكوت وتصمت الدنيا كلها ليسمع أباه وأمه وقت السحور".

الطفل فتحى القابع فى سريره ينصت ليلا إلى ما يقوله الأب والأم عن مستقبله حين يتحادثان قبل حلول وقت السحور خصوصا حين يتكلمان عن مستقبله الدراسى الذى تتغير بوصلته فى الأحاديث الليلية.

حالة الحيرة التى يقع فيها فتحى تجسد تجربة متكررة عند كل الأطفال فالوقت يمر بطيئا فى أيام الصيام وهو يحاول حساب متتبعا الصلوات ومتسائلا: هل أذن العصر، هل اقترب المغرب؟ كما يفعل غالبية من هم فى سنه بالسؤال عن اقتراب الإفطار ليفوز فى النهاية بيوم صيام كامل وإفطار هانيء مع أسرته.

وحين يشرب خلسة يخاف أن يعاقبه رمضان بأن يسقط صخرة فوق رأسه ثم تراه أمه وهو يشرب فتعنفه ويدرك بعد ذلك أنه دخل بالفعل في دائرة الصوم ولن يستطيع الخروج منها ليس خوفا من رمضان وإنما لأن أهله باتوا يحاسبونه على الصوم بل إنهم ضربوه علقة وأرغموه على الالتزام بالامتناع عن الطعام والشراب.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة