مفتى الجمهورية: الجماعات المتطرفة قدمت مفاهيم منفصلة عن الأدلة الشرعية

الثلاثاء، 08 فبراير 2022 02:59 م
مفتى الجمهورية: الجماعات المتطرفة قدمت مفاهيم منفصلة عن الأدلة الشرعية الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن الشريعة إنما جاءت لجلب مصالح الخلق ودفع المفاسد عنهم فى العاجل والآجل والدنيا والآخرة، فالخطاب فى النص القرآنى يعم كل المخاطبين أيًّا كانت مواقعهم وأزمانهم، ولا يمكن قصر الخطاب على فئة دون فئة أو على زمان دون زمان إلا بدليل شرعى، فحين نسمع قول الله ( تبارك وتعالى ) مخاطبًا النبى (صلى الله عليه وسلم) " ‌خُذْ ‌مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" نرى أن العلماء فهموا أن الخطاب فيها يسرى لكل ولى أمر يلى أمر المسلمين، فهو قائم مقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى هذا، فكل خطاب على العموم إلا ما خص فى ذاته، فيجب علينا أن نحافظ على خطابنا قائمًا على الفهم الصحيح، لأن النصوص إذا وضعت فى غير مواضعها وخرجنا بالخاص من خصوصه إلى العموم لأدى ذلك إلى الإفساد والإساءة إلى الصورة الحسنة التى جاءت بها شريعة الإسلام. 
 
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها مفتى الجمهورية، بعنوان: "الفتوى فى زمن النوازل"، فى اليوم الثالث على التوالى للدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين" المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية.
 
وأكد علام أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، ومع ذلك جعلت الشريعة للظروف الطارئة دورًا فى تغيير الأحكام سواء على مستوى الدولة أو المجتمع أو الأفراد، والأحكام التى قررت لظرف استثنائى تزول بعد تغير ظروفها، لذلك قال العلماء "الضرورة تقدر بقدرها"، وقالوا : "الضرر يزال"، وقال تعالى "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ‌الدِّينِ ‌مِنْ حَرَجٍ" وقال تعالى: "‌يُرِيدُ ‌اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" ، فالحفاظ على النفس الإنسانية مقصد هام من مقاصد الشريعة الإسلامية قال تعالى : "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ‌التَّهْلُكَةِ" ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ هذا الدينَ يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ" ، وقال (صلى الله عليه وسلم) "فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، ولَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ" ، وكانت عائشة (رضى الله عنها) تقول : "ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) بيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُما أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ، إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا، كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ منه" وانطلاقا من هذا التوجيه قرر العلماء قاعدة : "المشقة تجلب التيسير". 
 
وأوضح مفتى الجمهورية أن وقائع الحياة متسارعة ومتشابكة ولا متناهية ، وأن نصوص الشريعة جاءت لتضع لكل واقعة حكمها لذلك فإن النبى (صلى الله عليه وسلم) علَّم سيدنا معاذ بن جبل (رضى الله عنه) الاجتهاد لاستخراج الأحكام فى ما لم يجد فيه نص فى الكتاب أو السنة ، فقال (صلى الله عليه وسلم) له حين أرسلَه إلى اليمنِ : "بم تحكُمُ ؟ قال : بكتاب اللهِ، قال : فإن لم تجِدْ ؟ قال: بسُنَّةِ رسولِ اللهِ ، قال : فإن لم تجِدْ ؟ قال : أجتهدُ رأْيى ولا آلُو قال : الحمدُ لله الذى وفَّق رسولَ رسولِ اللهِ ، لما يحبُّ رسولُ اللهِ"، ومن هنا فإن العلماء حين تعاملوا مع المخدرات فى عصرنا الحاضر والتى يصنع بعضها من مواد كيميائية تشكل خطرًا على الشباب وعلى المجتمع قدموا الحكم بمنعها وتحريمها وتجريمها انطلاقا من نصوص الشريعة الحنيفة ، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة قدمت مفاهيم منفصلة عن الأدلة الشرعية، منفصلين بذلك عن نهج علماء الأمة والذين قرروا أن : "المصلحة حيث ما وجدت فثم شرع الله".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة