وقفة مع المنحدر.. اغتراب المثقفين وأيام العزلة فى مذكرات علاء الديب

الجمعة، 18 فبراير 2022 03:00 م
وقفة مع المنحدر.. اغتراب المثقفين وأيام العزلة فى مذكرات علاء الديب علاء الديب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر، اليوم، الذكرى السادسة على رحيل الروائى الكبير علاء الديب، إذ رحل عن عالمنا فى 18 فبراير عام 2016، وهو روائى حاصل على جائزة الدولة التقديرية فى الأدب عام 2001، أصدر 5 روايات تعد علامات بارزة فى مسيرة الرواية العربية "زهر الليمون"، و"أطفال بلا دموع"، و"قمر على المستنقع"، وعيون البنفسج، وأيام وردية.
 
أصدر الكاتب الراحل مذكراته تحت عنوان "وقفة قبل المنحدر.. من أوراق مثقف مصري 1952-1982"، ويعد الكتاب علامة بارزة تجسد الاغتراب الذى شعر به مثقف ما بعد ثورة يوليو، والتقلبات التى أطاحت بأحلام ذلك الجيل، عبر ثلاثين عاماً.
 
يقول الأديب الكبير علاء الديب فى سيرته الذاتية: هذه الأوراق أراها، محزنة، محيرة، وكئيبة لكنها صادقة، صدق الدم النازف من جرح جديد. هي أوراق حقيقية، كان من الضروري أن تكتب، لأنها كانت البديل الوحيد للهروب مع أي شيطان أو للانتحار.
 
ماذا حدث لنا فى تلك السنوات 1952 إلى 1982؟ ماذا حدث للناس وللبلد؟ من أين لإنسان يشعر ويفكر أن يحتمل فى حياته كل هذه التقلبات والتغيرات؟ أليس من حق الإنسان أن يلتقط أنفاسه، ينعم بحياة مستقرة بعض الشىء، هادئة بعض الشىء، مفهومة بعض الشىء؟! يقول الناس: "كل يوم له شيطان".
 
وشيطان كل تلك الأيام كان يعمل بجد واجتهاد، لكى لا تكتمل الأعمال ولا تتحقق الأحلام، يعمل لكى يسود صراع دامٍ بين الناس، وأن تصل إلى نهاية يومك، منهكًا مهدودًا، وأنت فى الحقيقة لم تحقق شيئًا، تغيرت معانى الكلمات ووجوه الناس، وخطوط الأفق فى القرى والمدن. تغير الصوت والصدى، الظاهر والباطن حتى النخاع، والتغير سُنة الكون منذ كان، لكنني أعتقد أن التغير لم يكن يحدث من قبل بهذه القسوة، والسرعة، والفظاعة.
 
وفي مقدمة الكتاب تحدث الكاتب عن الطبقة التي ينتمي لها - الطبقة الوسطى - وملامحها ومدى حبه لها ونظرته للطبقات الأخرى، وعن أحلامه التي تتكسر بفعل الحياة والظروف ومسميات أخرى يرى أنها قاتل للأحلام.
 
لم يعتمد علاء الديب في مذاكرته على سرد نشأته والده ووالدته وأسرته، بل اهتم بأفكاره الداخلية ومشاكله وصراعاته الفكرية، وبدأ كل فصل بجملة شعرية أو نثرية لكاتب أو مثقف أو ثائر تعبر عن محتوى ما يحكي عنه، وجاءت كتابته كأنها سرد نثري يحكي فيه عن شخص آخر أحيانا وعن نفسه أحيانا أخرى.
 
ففي صفحات عنوانها "خيول الفجر" تحدث فيها عن أزمته كصحفي تعرض للإبعاد من العمل، وأصبح عاطلا في المنزل، ووصف مشاعره في هذه الفترة: "صرت صحفيا بلا عمل، صدر قرار بإبعادي عن المجلة التي أعمل بها، لسبب لا أعلمه، وكنت قد أبعدت قبل ذلك مرة، لأنني اتهمت بأنني عضو في مؤامرة لم أسمع عنها، ونزعت التجربة الأولى الأمن من روحي، جعلت الكتابة الأسبوعية في المجلة بلا أهمية، وبلا ضرورة، جعلتني أشعر أنني خادم لا أهمية له، يبقيه السيد في المنزل حتى لا يجوع أو حتى لا يسبب مشاكل، ويكفي أن يشار إلى بأصبح واحد فاختفى وأصبح دخانا".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة