أبناء رموز الإعلام الراحلين.. الإعلامى محمد حلمى يكشف تفاصيل وأسرار عن حياة والده الإذاعى الكبير حلمى البلك المهنية والشخصية.. شارك فى تأسيس تلفزيون البحرين.. "أهل البيت" أهم عمل أراد والدى إخراجه.. وثائق نادرة

الخميس، 10 فبراير 2022 10:00 ص
أبناء رموز الإعلام الراحلين.. الإعلامى محمد حلمى يكشف تفاصيل وأسرار عن حياة والده الإذاعى الكبير حلمى البلك المهنية والشخصية.. شارك فى تأسيس تلفزيون البحرين.. "أهل البيت" أهم عمل أراد والدى إخراجه.. وثائق نادرة الإعلامى محمد حلمى
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

<< الدكتور رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم الحالي أبى من عينه لقدرته على القيام بمهام عمله بعدما تم رفض إدخاله لاختبارات المذيعين

<<حلمى البلك كان يخصص وقت للجلوس مع أبنائه رغم مشغولياته في الإذاعة والتليفزيون وكان يعمل ليل ونهار


<< أتمنى تقديم برامج دينية مثل والدى.. والشعراوى وسيد طنطاوى وأحمد عمر هاشم كانوا أقرب الناس لوالدى

<< والدى رفض الانتقال للتليفزيون وترك الإذاعة وطلب استمراره في العمل الإذاعى مع تقديم برامج على التليفزيون

<< كنت أسجل لنفسى في المنزل قبل عملى في الإعلام وأعرضها على أسرتى 

 

رحلوا عن زماننا ولكن آثارهم ما زالت محفورة في آذهاننا، رغم مرور عقود على وفاتهم إلا أن أعمالهم ترتبط بقلوب المصريين في مجال الإعلام وصناعة وإنتاج الدراما، إلا أن أبنائهم بعضهم ما زالوا يحملون الراية في ذات المجال، والبعض الآخر يسعى للحفاظ على تراث أبيه ولديه الكثير من المعلومات التي لا يعرفها المصريين عن تلك الرموز الإعلامية الكبيرة، وخلال ملف " أبناء رموز الإعلام الراحلين"، نكشف من خلال سلسلة حوارات ووثائق نادرة الكثير من حياة تلك الرموز التي ما زالت تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين رغم مرور سنوات عديدة على وفاتهم.

عندما نتحدث عن الرواد الأوائل لماسبيرو، نذكر العديد من الأسماء، ويكون دائما في طليعة تلك الأسماء الإعلامى الكبير حلمى البلك، هذا الاسم الذى كان له فضل كبير ليس فقط على الإذاعة المصرية التي ترأسها، وكان أبرز مواهبها، ولكن كذلك للتليفزيون، حيث اشتهر بتقديم البرامج الدينية مع علماء الأزهر، بجانب البرامج الخدمية التي كانت قريبة من المشاهد، وعرف عنه ثقافته الكبيرة ومعلوماته الغزيرة، بجانب زوجته أسمهان البلك، التي لا يختلف تاريخها في الإذاعة عن زوجها كثيرا، ويسير ابنهما "محمد حلمى" على نفس خطى والديه في التليفزيون المصرى.

خلال حوارنا مع الإعلامى محمد حلمى، أمدنا بعدد من الرسائل بخط يد المذيع الكبير حلمى البلك، وصور نادرة وتصريحات دخول والده لغزة في عام 1960 للتغطية، بجانب سفر والده إلى كل من اليمن والبحرين، وأبرز وصية لوالده إليه قبل وفاته، وكذلك أبرز النصائح التي وجهها له قبل التحاقه بالمجال الإعلامى، كما نتحدث عن كيف كانت بداية الإعلامى محمد حلمى البلك في التليفزيون، بجانب تفاصيل سفره لتغطية الحرب في كوسوفو، وعمله بقناة النيل للأخبار، وغيرها من المحاور والقضايا في الحوار التالى..

 

فى البداية .. ما هى الأشياء لا يعرفها الجمهور عن حلمى البلك؟
 

من الأشياء التي لا يعرفها الكثيرين عن والدى، أنه سافر إلى البحرين عام 1977، وقدم برامج كثيرة هناك، وكانوا يحبونه كثيرا، وكان من المؤسسين لتليفزيون البحرين، ودرب كوادر كثيرة هناك، ولكن والدى لم يستمر سوى 11 شهرا فقط، ولم يستطع أن يستمر، وعاد إلى مصر، لأنه شعر أن مكانه في بلده ولا يستطيع أن يعمل في الخارج، وكان دائما يريد أن يتحدث باللهجة المصرية، حتى عندما سافر البحرين كان متمسك باللهجة المصرية، ولا يعطش الجيم مثلا، كما أن والدى سافر اليمن، خلال حرب اليمن وبعد حرب اليمن، حيث سافر والدى في ستينيات القرن الماضى، لتدريب المذيعين في اليمن، وحينها أذاعوا خبر في الإذاعة باليمن قالوا فيه "وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء الأستاذ حلمى أفندى البلك"، وعمل معهم لمدة 6 أشهر، حيث كان يدرب الكوادر هناك ودرب معهم في الإذاعة.

 

كيف كانت حياة والدك قبل أن يعمل في المجال الإعلامى؟

والدى كان من العريش، وكان أكبر أخواته، وتحمل المسئولية منذ صغره لأن والده تولى في بداية تخرج والدى، وكانت والدته لا تعمل، فكان هو عائل الأسرة وكان لديه أشقاء صغار، فقد كان لديه 9 أشقاء، وعندما عمل والدى في الإذاعة قدم خدمات كثيرة لأهل سيناء خاصة بعد فترة 1967، وقدم والدى حينها برنامج مثل "الشعب في سيناء"، وكان هذا البرنامج يقدم خدمات كثيرة لأهالى سيناء، وكان يقدم شفرات للفدائيين في سيناء خلال حرب الاستنزاف، وكان لهذا البرنامج دور كبير للغاية في حرب الاستنزاف، وظل البرنامج مستمر منذ عام 1967 وحتى عام 1973.

 

الإعلامى محمد البلك نجل الإذاعى الكبير حلمى البلك
الإعلامى محمد البلك نجل الإذاعى الكبير حلمى البلك
 

هل كان والدك يستطيع الموازنة بين عمله في الإذاعة والتليفزيون وبين حياته مع أسرته؟
 

 

والدى رغم مشغولياته في عمله، كان يخصص وقت للجلوس مع أبنائه، رغم أنه كان لديه عمل صباحا في الإذاعة، وأحيانا عمل في التليفزيون مع الإذاعة، وفى الليل كان يقدم نشرات أخبار أحيانا، أو برامج يسجلها مثل برنامج "الرأي العام يسأل"، حيث كان يقدمه مع المحافظين، ويسلط الضوء على الإنجازات التي تحدث في المحافظة وما هي طلبات الأهالى لتحقيقها، ولكن كان هناك أوقات كثيرة يجلس معنا، ونسافر مع بعضنا ونخرج مع بعضنا.

الإذاعى الكبير حلمى البلك
الإذاعى الكبير حلمى البلك

 

كيف كان يتعامل والدك مع دعوات العشاء والحفلات بحكم عمله؟
 

والدى كان لا يحب أن يتقرب إلى المسئوليين، رغم أنه كان يأتي له دعوات عشاء كثيرة للغاية، ولكن لم يكن يحضر أغلبها، وقليل ما كان يحضرها، ولم يكن يحب الذهاب إلى الحفلات، فكان يحب أن يجلس في المنزل مع أولاده، فكان عندما يتم سؤاله نتعشى في المنزل أم في الخارج يقول إنه يفضل العشاء في المنزل، وهذا ما جعل أسرتنا متماسكة.

 

تصريح لحلمى البلك لدخول غزة عام 1960
تصريح لحلمى البلك لدخول غزة عام 1960

 

 

حلمى البلك خلال تغطيته فى سيناء بعد حرب 1973
حلمى البلك خلال تغطيته فى سيناء بعد حرب 1973

 

ماذا قالت والدتك عن والدك حلمى البلك بعد وفاته؟

والدتى كانت دائما ما تقول إن والدى هو أستاذها، فهما فعليا أقارب أولاد عم، ووالدى أكبر منها بـ 10 سنوات، ووالدتى عملت في الإذاعة بعد أن عمل والدى بالإذاعة، وكلاهما كان يعمل في إذاعة صوت العرب، وكان والدى دائما مديرها، ووالدتى ظلت دائما تتذكر والدى بالخير، وتقول إنه كان أستاذا ولم يأخذ حقه في التقدير، رغم أنه تكرم كثيرا، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووالدتى كتبت كتاب عن قصة حياة والدى، ولكن لم نوزعه بشكل كبير.

 

حلمى البلك خلال تقديمه ندوة الرأى
حلمى البلك خلال تقديمه ندوة الرأى

 

هل والدك كان لديه عمل يريد إخراجه للنور ولكن منعته الوفاة من ذلك؟

والدى كتب سلسلة "أهل البيت" بشكل كامل، ونشر منها ما يقرب من 3 كتب، وكتبها بشكل كامل، وتمنى أن ينشرها بشكل كامل، لكن غيبه الموت ولم يكمل نشرها، ووالدى كان يحب أن يدرب المذيعين وكان يدرب في كلية الإعلام، وبعد مرضه كان يكتب برنامج "حتى مطلع الفجر"، ويرسله مع والدتى للإذاعة.

 


الإعلامى محمد البلك

 

 

ما هى الوصية التي كانت يهتم والدك بتوجيهها لك؟

والدى دائما ما كان يوصينى بألا أهتم ما يقوله الناس، ولا اهتم بمن ينتقدنى وما يقوله وأركز في عملى، وأننى طالما أعمل سأجد من ينتقدنى كى أفشل، فيجب ألا أهتم بهذا الأمر، ودائما يجب أن أثق بنفسى وقدراتى.

 

حلمى البلك خلال لقاء تليفزيونى بالعريش
حلمى البلك خلال لقاء تليفزيونى بالعريش

 

 

حلمى البلك فى الحج
حلمى البلك فى الحج

 

حلمى البلك قدم العديد من البرامج الدينية.. من كانوا أقرب دعاة الأزهر لوالدك؟

والدى كان قريب للغاية من علماء الأزهر، فالشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله كان صديقا لوالدى، وذهبت مع والدى عدة مرات للشيخ متولى الشعراوى، وأجرى معه في شهر رمضان لقاء خلال برنامج "في بيوت العلماء"، وكان من أقرب الناس له الدكتور أحمد عمر هاشم، وشيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى، والشيخ طنطاوى هو من صلى على والدى في جنازته، وهو من جاء من نفسه لأداء صلاة الجنازة ولم ينتظر دعوة من أحد.

 

حلمى البلك وياسر عرفات
حلمى البلك وياسر عرفات

 

 

حلمى البلك وزوجته
حلمى البلك وزوجته

 

هل تحدث بعض العاملين بالتليفزيون عن فضل والدك عليهم؟

عندما دخلت التليفزيون وجد كثير من العاملين يقولون لى إن والدك كان له فضل كبير علينا وهو من جعلنا نعمل في التليفزيون، والبعض قال إن والدتى كانت لها فضل عليه، والدكتور على مبارك دائما ما كان يقول لى إن والدتك لها فضل كبير علي في الإذاعة، والأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة، فكان دائما يقول لى إن والدك له دور كبير معي وساعدنى كثيرا.

 

مقدمة لكتاب حلمى البلك عن أهل البيت بخط يديه.. وثيقة نادرة
مقدمة لكتاب حلمى البلك عن أهل البيت بخط يديه.. وثيقة نادرة

 

هل مساعدة والدك للمذيعين انعكس على دعمهم لك خلال عملك في ماسبيرو؟
 

الحمد لله، العمل الطيب مع الناس يبقى، فعلاقتى جيدة مع العاملين مثل محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، وكل ما تعاملوا مع والدى، يتعاملون بشكل جيد معى من أجل والدى حتى من غير أن أعرفهم، فالكثير علاقتهم جيدة معى نتيجة تعاملهم مع الوالد.

 

وثيقة دخول حلمى البلك خلال دخوله لغزة فى عام 1960 .. وثيقة نادرة
وثيقة دخول حلمى البلك خلال دخوله لغزة فى عام 1960 .. وثيقة نادرة

 

 

والد كان من العريش.. هل كنت تراه يتحدث أحيانا باللهجة البدوية وهل كان حريصا على زيارة عائلته بالعريش؟
 

والدى دائما كان حريص كل إجازة أن نسافر للعيش، وكان يحب العريش لأنها بلده، وكنا نقول له لا نريد الذهاب للعريش لأننا نعيش في القاهرة، لكن كان لابد أن نذهب معه، وعندما أذهب مع والدى للعريش أجد أنه يتحدث اللهجة العريشية وكنت استغرب من هذا، وعندما يعود إلى مصر يتحدث باللهجة المصرية بشكل طبيعى، فوالدى كان حريص أن نظل مرتبطين بالمجتمع في العريش الذى ولد فيه، وكنا نسافر كل سنة ونمكث في العريش شهرا.

 

حلمى البلك ومتولى الشعراوى
حلمى البلك ومتولى الشعراوى

 

 

 

حلمى البلك فى صور نادرة له
حلمى البلك فى صور نادرة له

 

 

 

هل تعلم سبب اختيار والدك لإلقاء بيان انتصارات حرب أكتوبر؟

لا أعلم سبب اختيار والدى لإلقاء بيان انتصارات حرب أكتوبر ولكن الحمد لله أن والدى من ألقى هذا البيان، لأنها كانت بالنسبة له حدث مهم للغاية.

حلمى البلك والملك فهد
حلمى البلك والملك فهد

 

كيف كان علاقة حلمى البلك بالرئيس الراحل أنور السادات؟

الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يحب والدى للغاية، وكان يقابله كثيرا، حتى أنه عندما أسس الرئيس السادات حزبه وضع والدى ثالث اسم من الأسماء المؤسسة رغم أن والدى لم يكن له علاقة بالأحزاب على الإطلاق، ولكن والدى لم يذهب للحزب على الإطلاق.

حلمى البلك والسادات
حلمى البلك والسادات

 

هل كانت علاقة حلمى البلك بجمال عبد الناصر مثل علاقته بأنور السادات؟

علاقة والدى بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم تكن مثل علاقته بالرئيس الراحل أنور السادات، لأنه خلال عهد عبد الناصر كان والدى ما زال في بداية مسيرته الإعلامية ولم يكن قد اشتهر، ولكن شهرته كانت خلال عهد السادات.

 

كيف انتقل والدك من العمل بالإذاعة إلى التليفزيون؟

والدى لم ينتقل من الإذاعة إلى التليفزيون، فمن الأشياء التى لا يعرفها الكثيرين أن والدى ظل يعمل في الإذاعة ولكن وزير الإعلام في سبعينيات القرن الماضى عرض عليه الانتقال إلى التليفزيون، مثل محمود سلطان الذى انتقل للتليفزيون، لكن والدى رفض وقال لهم حتى إذا قدم برامج في التليفزيون سيستمر في الإذاعة، ولم يترك الإذاعة مطلقا وكان حريصا عليها وكان دائما يقول إن الإذاعة هي المدرسة الأولى التي تعلم فيها وحبه للإذاعة كان كبير للغاية، ووالدى جاء له تكليف بالعمل في التليفزيون من قبل وزير الإعلام عام 1971 ثم طلبوا منه الانتقال للتليفزيون ولكنه رفض، وأنه سيظل في الإذاعة، والمناصب التي حصل عليها جميعها كانت في الإذاعة.

 

حلمى البلك
حلمى البلك

 

ماذا قالت والدتك أسمهان عن والدك حلمى البلك بعد وفاته؟
 

والدتى كانت دائما ما تقول إن والدى هو أستاذها فهما أولاد عم، ووالدى أكبر منها بـ 10 سنوات، ووالدتى عملت في الإذاعة بعد أن عمل والدى بالإذاعة، وكلاهما كان يعمل في إذاعة صوت العرب، وكان والدى دائما مديرها، ووالدتى ظلت حتى أخر الوقت تفتكر والدى بالخير، وتقول إنه كان أستاذا ولم يأخذ حقه في التقدير، رغم أنه تكرم كثيرا، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووالدتى كتبت كتاب عن قصة حياة والدى وهو موجود ولكن لم نوزعه بشكل كبير.

 

ما هي أخر البرامج التي قدمها والدك للتليفزيون المصرى؟

أخر برنامج قدمه في التليفزيون كان عام 1994 قبل أن يخرج على المعاش، وأحدثت ضجة واسعة هو "حوار مع التائبين"، فحينها كان يقدم برنامج "ندوة للرأي"، والذى قدمه بعد اغتيال السادات مباشرة واستمر في تقديمه لسنوات عديدة، وكان يتم تقديم البرنامج داخل السجون، ويضم علماء بالأزهر، وكان يرد علماء الأزهر حينها على الإرهابيين في البرنامج، وظل البرنامج لمدة عشرة سنوات، وبعدها قدم برنامج "حوار مع التائبين"، حيث كان والدى قد توقف حينها عن تقديم برنامج "ندوة للرأي"، ولكن لثقة الجميع في والدى قدم البرنامج مرة أخرى باسم "حوار مع التائبين"، وهذا البرنامج أحدث ضجة وكان يسيطر على مانشتات الصحف حينها، وقدمه على 4 أجزاء، وأغلب كتابات والدى كانت دينية.

حلمى البلك وصدام حسين
حلمى البلك وصدام حسين

 

هل كان لوالدك حلمى البلك ووالدتك أسمهان دور في عملك مذيع في التليفزيون المصرى؟
 

أنا كنت خريج كلية اقتصاد وعلوم سياسية، قسم السياسة عام 1996، وكنت أريد بعد تخرجى أن أعمل في وزارة الخارجية أو رئاسة الجمهورية، أو أي عمل بعيد عن الإعلام، لكن والدى ووالدتى كانا في مجال الإعلام، فوالدى حلمى البلك كان في الإذاعة والتليفزيون، ووالدتى أسمهان البلك في الإذاعة، وكانا يريدان أن التحق بكلية الإعلام ولكنى لم التحق بها والتحقت بكلية سياسة واقتصاد، وبعد أن تخرجت قالا لي "جرب التليفزيون كتجربة ثم أعرف ما إذا كنت ستحب هذا المجال أم لا، وإذا لم تحب المجال فتعمل في مجال آخر".

 

وماذا كان ردك على أسرتك حينها؟
 

وافقت على طلب والدى ووالدتى، ولكن خلال تلك الفترة والدى مرض، قبل أن استلم عملى في التليفزيون، حيث تعرض لنزيف في المخ في نوفمبر عام 1996 ، وأجرى حينها عملية ومرض، فاستلمت عملى في التليفزيون، ثم انشغلت بعلاج والدى، حيث سافرنا لعلاجه في الولايات المتحدة وألمانيا وعدة دول أخرى حتى تحسن حالته.

 

كيف تعلمت من والديك قواعد العمل الإعلامى؟

كان حياة والدتى ووالدتى في المجال الإعلامى، لذلك تعلمت منهم الكثير، حتى عندما كانا يتواجدان في المنزل، كانا يتحدثان عن عملهم في الإذاعة والتليفزيون، وبالتالي تعلمت كثيرا في المجال الإعلامى من خلالهما، وعندما بدأت أعمل في المجال الإعلامى كنت أسمع نصائح والدى، وحينها كان مريض ويجلس في البيت، فكنت اسأله وأخذ رأيه في العديد من الموضوعات الخاصة بعملى، وأراجع أي شيء خاص باللغة العربية معه وكان يقول لى ما هو الخطأ وما هو الصحيح، وكذلك فعلت نفس الأمر مع والدتى، فكانا يوجهانى وهذا أفادنى كثيرا في مجال الإعلام، بجانب أنى كنت أراهم، فكان والدى يصطحبنى عندما كان يسجل البرامج وأنا صغير، فكنت أعرف طريقة عمله وكذلك والدتى في الإذاعة، فسواء في التليفزيون أو الإذاعة كنت أعرف قواعد العمل فيهما، وأنا في المنزل كنت أسجل أشياء لنفسى.

 

هل كنت تعرض على والديك البلك تلك التسجيلات التي تسجلها لنفسك في المنزل؟
 

نعم.. كنت أسمع لوالدى ووالدتى تلك التسجيلات التي أسجلها لنفسى، ولكن كنت أسجلها لنفسى .

 

كيف كنت تدرب نفسك للعمل في المجال الإعلامى؟
 

منذ صغرى كنت أذهب مع والدى ووالدتى التليفزيون، وأنا طفل، فكنت أحب أن أذهب معهم إلى الأستوديو، وكذلك كنت أحب أن أفعل ذلك في المنزل، حيث كنت أسجل لنفسى، ولكن عندما كبرت حاولت أن أغير المجال وأعمل في مجال بعيد عن الإعلام، ولكن بعدما التحقت بالتليفزيون المصرى فعجبنى المجال، حيث بدأت بقناة النيل للأخبار وكانت قد تم بثها حديثا، وكانت تضم شباب لديه طموح وأفكار وأحلام كبيرة، فكنت سعيد بما أقدمه.

 

ماذا قالا لك والديك قبل ذهابك لاختبار المذيعين في ماسبيرو؟
 

قالا لى قبل اختبارات المذيعين، يجب أن تكون محايدا، ولا يكون للمذيع رأى يوضحه على الشاشة، أو يميل لرأى معين، بل يكون محايدا، ولا تظهر ميولك على الشاشة، ويجب أن تكون صادقا وتبذل قصارى مجهودك، ولا تبخل مجهودك على عملك.

 

من كانوا أعضاء لجنة اختبارات المذيعين التي اختبرك؟
 

مدام سميحة دحروج، والأستاذ حسن حامد، محمد عبد المتعال، كانوا في لجنة اختبارات المذيعين حينها.

 

كيف كانت بداية عملك في التليفزيون المصرى؟

في بداية التحاقى بالتليفزيون لم يكن قد ظهرت قناة النيل للأخبار، ولكن كانوا يجهزون لها، فتعينت في البداية بقناة النيل للمعلومات، كمحرر مترجم، وعملت فيها قرابة 8 أشهر، ثم تم الانتهاء من تجهيز قناة النيل للأخبار، واختاروا عدد من المذيعين والعاملين وكنت من ضمن من اختاروهم للعمل بالقناة، وتم عمل اختبار لى ونجحت وعملت بالقناة.

ما هو أبرز قدمته في قناة النيل للأخبار؟

كنت أقدم بجانب نشرات الأخبار كنت أعمل مراسل في كوسوفو.

 

هل أنت من اخترت السفر للعمل كمراسل للتليفزيون في كوسوفو؟
 

لا.. كان بتكليف من نائبة رئيس قناة النيل للأخبار، مدام سميحة دحروج، ولكن هي سألتى في البداية، وكان رئيس القناة الأستاذ حسن حامد، فقالت لى "تحب تسافر لكوسوفو أم تعتذر"، لأنه في ذلك الوقت كانت تشهد حرب، وقلت لها "أحب أن أسافر لتغطية الأحداث في كوسوفو"، وكانت تجربة جيدة في بداية مشوارى الإعلامى.

 

ماذا كان رد فعلك والديك بعد علمهما بسفرك لتغطية الحرب في كوسوفو؟
 

والدى ووالدتى كانا خائفين على قبل سفرى لكوسوفو ولكن كانوا يشجعونى ولم يمنعن أحد من أسرتى من السفر، وقالا لى "خلى بالك من نفسك".

 

كيف تمكنت من تغطية الأحداث في كوسوفو ؟
 

تعرفت هناك على مصور مصري، وكان يعطينى دليل بشكل كبير كى أعرف المناطق في كوسوفو وكيف ابتعد عن المناطق الخطرة، لأننى كنت حينها صغيرا، وكان يحدد لى المناطق التي قد يكون بها استهداف كى لا نجلس فيها، وتعلمت منه أشياء كثيرة خلال تغطيتى للحرب، والحمد لله مر الأمر على خير.

 

هل قابلت من يتحدثون عن نجاح والديك في ماسبيرو؟
 

قابلت بالفعل الكثير من الذين كانوا يقولون إننى أعمل في التليفزيون، لأن والدى ووالدتى يعملان في المجال الإعلامى، ولكن كان دائما في ذهنى أننى أريد إثبات العكس، وهذا ما شجعنى أن أعمل في قنوات عربية، ولا اكتف بالعمل في التليفزيون المصرى، فبعد تخرجى من كلية سياسة واقتصاد كان يتملكنى شعور "لن أعيش في جلباب أبى"، وأننى لا أريد أن أعمل في نفس مجال والدى، ولكن أن أعمل في الخارجية بحكم الكلية التي تخرجت منها.

 

ماذا كان يقول لك العاملين في التليفزيون عن والديك حلمى وأسمهان البلك؟
 

عندما دخلت التليفزيون وجدت العاملين في القناة يشكرون في والدى ووالدتى، فسمعتهم جيدة للغاية في الإذاعة والتليفزيون، ووالدى حلمى البلك كان العاملين بالتليفزيون يحبونه، وحتى الآن ما زال العاملين بالتليفزيون المصرى، يتذكرون مواقف والدى الجيدة، ويحبونه ويشكرون فيه، ورئيس إذاعة القرآن الكريم الحالي الدكتور رضا عبد السلام، والدى هو من عينه ففي البداية، رفضوا إدخال الدكتور رضا عبد السلام فى اختبارات المذيعين، لكن والدى رأى أن رضا عبد السلام يستطيع أن يقوم بالمهام الموكلة له في الإذاعة ووالدى هو من كتب بخط يده أن رضا عبد السلام يعمل في الإذاعة.

 

لماذا لم تبدأ مشوارك الإعلامي مثل والدك بالعمل في الإذاعة ثم التليفزيون؟
 

لم التحق في البداية بالإذاعة مثل والدى ووالدتى، لأن الإذاعة حينها لم تكن مثل ما كانت عليه عندما التحق أبى وأمى بها، فخلال الفترة القديمة كان التليفزيون ما زال في بدايته، وكانت الإذاعة لعها وضعها، وكانت في وقت حروب، ولكن دائما ما ألاحق أن خريج الإذاعة يكون قوى للغاية إعلاميا، ومتكمن من أدوات الإلقاء والصوت بشكل كبير.

ما هي البرامج التي تتمنى أن تقدمها مثل أبيك حلمى البلك؟
 

من الأشياء التي أتمنى أن أقدمها مثل أبى البرامج الدينية، فأنا حتى الآن لم أقدم برامج دينية، وحاولت أن أقدمها على السوشيال ميديا، ولم لا أجد وقت كافى، فقد قدمت حلقتين وسجلت مع الدكتور أحمد عمر هاشم حيث كان صديق لوالدى ويظهر معه في البرامج، والدكتور أحمد كريمة، وبثتهم في شه رمضان، ولكن توقفت، ولكن أتمنى أن أقدم البرامج الدينية سواء على السوشيال ميديا أو التليفزيون، وخصصت صفحة على موقع التواصل الاجتماعى أبث فيها كل برامج والدى حلمى البلك.

 

ما ه قصة تقديمك لأفلام تسجيلية في التليفزيون المصرى؟
 

أنا بحب شغل المراسل، وظللت أعمل مراسل حتى فترة قريبة، وقدمت أفلام تسجيلية لقناة النيل للأخبار، والقناة الأولى، والقناة الثانية، حيث قدمت فيلم تسجيلى "شارون.. سجل من الدماء" لقناة النيل للأخبار، وقدمت فيلم تسجيلى أيضا "كان رئيسا لمصر"، عن الرئيس الراحل محمد نجيب، وقدمت فيلم تسجيلى للقناة الثانية "السويس .. ملحمة شعب"، في احتفالات السويس.

 

كيف كان شعورك خلال تقديمك لأول برنامج في التليفزيون المصرى؟
 

كنت قلقا للغاية، وكان أول ظهور لى على الشاشة من خلال نشرة رياضة وكنت أقدم برنامج "صباح جديد".


 

ما هي المواقف السعيدة التي تتذكرها خلال عملك في التليفزيون؟
 

من المواقف السعيدة التي أتذكرها خلال عملى الإعلامى، خلال افتتاح قناة النيل للأخبار، حيث كنا قد أخذنا وقت في العمل بالقناة حتى يتم افتتاحها، وشعرت كأن القناة شيء يخصنى أجهز له منذ فترة طويلة، ودائما ما أشعر بسعادة كبيرة عندما أجد ردود فعل الجمهور على البرامج والتقارير التي أقدمها، ففي أحد المرات كان لدى تقرير عن حادث قطار الصعيد الذى وقع عام 2002، وحدثت حينها محاكمة لوزير النقل حينها إبراهيم الدميرى، وقدمت تقرير ثم تم إذاعته في برنامج قلم رصاص للإعلامى الكبير حمدى قنديل، وشكر حينها في التقرير وقال "تقرير متميز"، وأخذه من قناة النيل للأخبار وبثه على القناة الأولى.

 

من كان مثلك الأعلى في المجال الإعلامى؟
 

مثلى الأعلى كان والدى ووالدتى، فوالدى كنت أشعر أنه متمكن للغاية من العمل، بجانب ثقافته الواسعة للغاية ومعلوماته وكنت أتمنى أن يكون لدى نفس كاريزمته، ومكتبته ما زالت موجودة حتى الآن، حيث حول غرفة بمنزله لمكتبة كبيرة، تتضمن كتب في كل المجالات سواء سياسة، أو دينية أو ثقافية، وجميع المجالات.

 

ما هو أصعب موقف تعرض له خلال عملك في التليفزيون المصرى؟
 

أصعب موقف تعرض له، خلال تغطيتى في كوسوفو، كنت أجلس في بيت استأجرناه، فحدث انفجار كبير للغاية في أول الشارع، والزجاج تهشم، وحينها شعرت بخوف كبير، وشعرت أنه سيحدث لي شيئا سيئا، ولكن رغم ذلك صورت الحدث، وأيضا خلال تسجيلى مع بعض المواطنين في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، فكان يسألنا إذا كان هناك ألغام في المزرعة أم لا، ونحن أيضا لم نكن نعلم وفوجئنا بالأمر، حيث كان هناك مناطق كثيرة حينها مزروع فيها ألغام.

 

من أبرز من دعمك خلال عملك في التليفزيون غير والديك؟
 

مدام سميحة دحروج، والأستاذة هالة الحديدى كانت تدربنى، حيث كنت أخرج من قناة النيل للأخبار، وأذهب لها لتدربنى على اللغة العربية، والأستاذ عبد الوهاب أتية كان يدربنى أيضا، والأستاذ حسن حامد، كان له دور كبير فهو أول من استقبلنى في التليفزيون، ولن أنسى فضل أستاذ رجب عيسى خلال بداية عملى بقطاع الأخير، ثم جاء معنا بقناة النيل للأخبار، وكان حينها مدير النشرات، وساعدنى في بداية عملى وأعطانى أول مادة أقدمها في التليفزيون.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة