عادل حمودة يروى قصة صعود الدولار.. ويؤكد: أول عملة دولار ولدت من رحم الحرب الأهلية الأمريكية.. الدستور الأمريكى الذى اعتمد فى عام 1781 نص على مادة تشترط عدم تكرار فشل عملة "الكونتيننتال" مرة أخرى

السبت، 24 ديسمبر 2022 10:06 م
عادل حمودة يروى قصة صعود الدولار.. ويؤكد: أول عملة دولار ولدت من رحم الحرب الأهلية الأمريكية.. الدستور الأمريكى الذى اعتمد فى عام 1781 نص على مادة تشترط عدم تكرار فشل عملة "الكونتيننتال" مرة أخرى عادل حموده
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الكاتب الصحفى عادل حمودة، أن الدستور الأمريكى الذى اعتمد فى عام 1781 نص على مادة تشترط عدم تكرار فشل عملة "الكونتيننتال" مرة أخرى، بعد أن أصبحت قيمة عملة أمريكا نحو 2.5% من قيمتها الأساسية، وأصبح لزاما على الجمهورية الجديدة وضع نظام اقتصادى ومالى متماسك، لكن ذلك النظام احتاج سنوات طوال حتى عرف الاستقرار.

وأضاف خلال تقديم حلقة اليوم من برنامجه "واجه الحقيقة" على قناة "القاهرة الإخبارية" أنه فى عام 1785 أصدر الكونجرس تشريعاً يقضى بإصدار الدولار فى 6 يوليو من العام نفسه ليكون العملة الرسمية للولايات المتحدة وتحددت قيمته بمقدار من الذهب أو مقدار من الفضة، غير أن الخلافات التى دبت بين أعضاء الكونجرس أدت إلى تأخر سك العملة حتى عام 1792. ولم يكن مسموحاً بإصدار عملة دون غطاء من الذهب والفضة ولكن فى الحرب الأهلية التى اشتعلت بين الولايات بعد سبعين سنة، احتاجت الحكومة المركزية فى الشمال إلى مزيد من الأموال لتواصل القتال دون خسارة ما لديها من ذهب وفضة، 

فطبعت فى عام 1862 نحو 461 مليون دولار غير مغطى بالذهب أو الفضة واجبرت الأسواق على التعامل معه رغم مخالفة القانون، وطُبع أول دولار باللونين الأسود والأخضر.

وتابع: لكن التضخم الحارق الذى اجتاح البلاد بعد انتهاء الحرب أدى إلى انهيار قيمة الدولار، فلم تتردد الحكومة الفيدرالية فى العودة إلى عدم طبع دولار لا يغطى بـ فضة خالصة أو بـ ذهب خالص وكان ذلك فى عام 1837. وفى عام 1900 ربط الدولار بالذهب فقط. ويعد عام 1907 محطة مهمة فى تاريخ الدولار، فى ذلك العام شهدت الولايات المتحدة أسوأ أزمة كساد على الإطلاق ولم يستقر الاقتصاد إلا بعد تدخل قطب المال جون بيربونت مورجان.

وأكمل: بدأت الأزمة بانهيار أسهم البورصة مما سبب حالة من الذعر أدت إلى تكالب الأفراد على سحب أموالهم من البنوك فأفلس بعضها مثل العديد من الشركات والمؤسسات الائتمانية، وهنا تدخل رجل المال والأعمال جى بى مورجان ليدفع بأمواله الخاصة واقنع باقى المصرفيين أن يحذوا حذوه لدعم النظام البنكى الأمريكى لتنتهى الأزمة التى بدأت فى شهر أكتوبر بعد 40 يوما. ولتجنب تكرار الأزمة قرر الكونجرس إنشاء بنك وطنى مركزى.

وتحدث الكاتب الصحفى عادل حمودة، خلال حلقة اليوم من برنامجه "واجه الحقيقة" على قناة "القاهرة الإخبارية"، عن الدولار، وقال إنه كائن أسطورى يأتى بالرخاء والفناء ويجمع بين الحلم والوهم، وهو "جرين بوكس" الذى تجرى به 83.5 % من المعاملات الاقتصادية الدولية، رغم أن الولايات المتحدة عليها ديون تصل إلى 27 تريليون دولار..

وأضاف حمودة: لم تعد تلك العملة التى تتحكم فى العالم كله تثير اهتمام الحكومات والمصارف المركزية والمدارس الاقتصادية والمؤسسات التمويلية، وإنما أصبحت بطاقة هوية فى جيب أبسط فلاح فى الهند وأصغر عامل فى جنوب أفريقيا وأفقر مربية أطفال إثيوبية. الدولار بالنسبة للولايات المتحدة سلاح للسيطرة الاقتصادية التى تؤدى إلى هيمنة فى سياستها الخارجية. الدولار رمز للقوة الأمريكية فى زمن العولمة. الدولار عملة رسمية فى بعض البلاد وعملة سرية فى البعض الآخر.

وتابع: الدولار قصة تستحق أن تُروى، بدأت فى عام 1783 انتهت حرب الاستقلال الأمريكية بهزيمة بريطانيا بعد 8 سنوات من القتال، والدمار، والموت، والخراب. جاء السلام لكن جاءت معه فوضى مالية يصعب السيطرة عليها. سبب الفوضى المالية الإفراط فى طبع الأوراق المالية الأمريكية التى عرفت وقتها باسم "الكونتيننتال" لتمويل نفقات الحرب الباهظة حتى انهارت قيمة العملة يوماً بعد يوم.

وأكمل: يفسر بنيامين فرانكلين أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة تلك الأزمة قائلاً: "لقد حاربنا وهزمنا أشد الأمم قوة فى أوروبا، ولكننا تركنا البلاد فى أزمة اقتصادية مؤلمة". بعد خمسة أعوام من التضخم المتزايد أصبحت قيمة عملة "الكونتيننتال" 2.5 % فقط من قيمتها الاسمية.. من هنا انتشرت عبارة "لا يساوى كونتيننتال" التى لا تزال مستخدمة فى الثقافة الأمريكية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة