تواجه بريطانيا فصل شتاء من الإضرابات عبر القطاعات والخدمات المختلفة حول الأجور وظروف وقوانين العمل، حيث يشارك العمال فى جميع أنحاء البلاد فى إضرابات صناعية، وتحاول السلطات المعنية بالتوصل لحل للمشكلة عن طريق عقد المناقشات والمحادثات، وقد أتت بثمارها فى بعض المناطق وادت بشكل قاطع لإنهاء الاضراب والتعطيل.
وقالت صحيفة الجارديان إن جهود التفاوض لم تكن فعالة فى عدد من القطاعات، وأشارت أن البلاد ستشهد إضرابات فى الفترة القادمة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ المؤسسات المختلفة.
أعلنت الكلية الملكية للتمريض، التى تمثل ما يقرب من نصف مليون ممرض ومقدم خدمة صحية، أن أول إضراب على مستوى المملكة المتحدة فى تاريخها البالغ 106 عامًا سيبدأ قبل عيد الميلاد.
أيضا يمكن للعاملين الآخرين فى مجال الخدمات الصحية أن يحذوا حذوها، حيث يطلب من حوالى 350 الف موظف فى هيئة لصحة الوطنية من أكثر من 250 صندوقًا ومجالسًا صحيًا فى جميع أنحاء إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية التصويت للإضراب بسبب الرواتب هذا الشتاء
وبالفعل أجرى اقتراع بين أعضاء النقابة فى اسكتلندا وصوت 40 الف عضو من عمال الإسعاف للاضراب عن العمل وما زال الاقتراع جاريا فى مناطق أخرى.
ومن المقرر أن يقوم الأطباء الصغار بالاقتراع للإضراب عن العمل الصناعى فى يناير بعد أن فشلت الحكومة فى تلبية مطلب إعادة الأجور إلى مستويات 2008-2009 بحلول نهاية سبتمبر.
قالت الجمعية الطبية البريطانية (BMA)، التى تمثل الأطباء فى جميع أنحاء المملكة المتحدة، إنها ستقدم إرشادات قريبًا حول كيفية دعم طاقم التمريض وغيرهم من الزملاء فى هيئة الصحة الوطنية فى النزاع.
وفقا للجارديان، سيحدث إضرابان لمدة 48 ساعة من قبل عمال البريد الملكى يومى السبت والاثنين على التوالى حول الأجور والوظائف والظروف.
نظم أعضاء اتحاد عمال الاتصالات (CWU) سلسلة من الإضرابات، من المقرر أن يتم آخرها فى اثنين من أكثر أيام التسوق عبر الإنترنت ازدحامًا فى العام، الجمعة السوداء وإثنين الإنترنت، واتفقت النقابة ورويال ميل على الدخول فى فترة "مفاوضات مكثفة" فى محاولة لحل نزاع طويل الأمد.
وسيضرب ما لا يقل عن 70 ألف موظف جامعى فى وقت لاحق من هذا الشهر، حيث أعلن اتحاد الجامعات والكليات أن الإضراب الوطنى سيُعقد فى 24 و 25 و 30 نوفمبر، حيث يقوم موظفو 150 جامعة بإضراب صناعى بسبب الأجور وظروف العمل والمعاشات التقاعدية.
خلال ذلك يتخذ أكثر من الف عضو من العمال فى شركة لندن للنقل وسكك حديد لندن إجراءات كجزء من نزاع حول المعاشات التقاعدية والأجور والوظائف.
تم إلغاء إضراب آخر على شبكة السكك الحديدية هذا الأسبوع، ولكن كان هناك انقطاع فى الخدمات، فى حين أن التطورات المستقبلية ستعتمد على المحادثات بين شركات السكك الحديدية والنقابات.
وبالنسبة لعمال البيئة، تصوت نقابات العمال على استمرار قرارات مسؤولى وكالة البيئة (EA) بعد رفض عرض دفع أقل من التضخم، حيث يُغلق هذا الأسبوع اقتراع إضراب شارك فيه عدة آلاف من موظفى EA فى جميع أنحاء إنجلترا - بما فى ذلك مفتشو الأنهار وضباط التنبؤ بالفيضانات وموظفو إدارة المخاطر الساحلية ومسؤولو محطة الصرف الصحى والموظفون الذين يحافظون على حاجز التايمز.
وأعلن اتحاد GMB الأسبوع الماضى بدء ثلاثة أسابيع من الإضراب من قبل العمال، الذين تم توظيفهم من قبل مقاول النفايات التابع للمجلس بعد أن رفضوا صفقة أجور.
وسيضرب المئات من عمال مطار هيثرو لمدة ثلاثة أيام هذا الشهر، مما قد يعطل خطط السفر لمشجعى كرة القدم الراغبين فى السفر إلى كأس العالم فى قطر وقالت نقابة يونايت أن 700 عامل شاركوا فى المناولة الأرضية والنقل الجوى والبضائع فى أكثر المطارات ازدحاما فى أوروبا سيضربون من الساعات الأولى من يوم 18 نوفمبر حتى الساعات الأولى من يوم 21 نوفمبر بسبب مطالب الأجور.
كما ستدخل أعضاء Unite at Arrow XL، التى تتولى عمليات التسليم لتجار التجزئة بما فى ذلك Amazon، فى إضراب كل يوم اثنين حتى عشية عيد الميلاد.
كما أن سائقى الشاحنات الثقيلة فى مصنع مولر فى جلوسيسترشاير، والذى يوفر الحليب ومنتجات الألبان الأخرى لعدد من سلاسل المحلات التجارية والمطاعم سيدخلون فى اضراب، وفى لندن، بدأ حراس الأمن فى نيو كوفنت جاردن إضرابًا عن العمل لمدة أسبوع بسبب الأجور.
تم إلغاء إضراب مخطط له من قبل عمال الموانئ فى الرصيف فى ميناء ليفربول، أحد أكبر الإضرابات فى المملكة المتحدة، بعد التوصل إلى اتفاق دفع شارك ما يقرب من 600 عضو من اتحاد Unite فى الميناء، المملوك لشركة Peel Ports، فى الإضراب وكان من المقرر أن يضربوا فى 14 نوفمبر.
