داخل أقدم شارع فى مدينة ملوى بمحافظة المنيا، وهو شارع سر التجار أحد الشوارع الهامة، والتى تحمل تاريخ كبير، فقد كان يوجد به شاه بندر التجار فى عهد محمد على باشا، وكان الشارع يضم جميع المهن والصنايعية، والتى أوشكت جميعها على الإنقراض، يوجد محل عم عبد التواب للمكواه الرجل، والتى لم يعد يعمل بها سوى 3 صنايعية فقط ومن يموت يتم إغلاق محله .
قال عم عبد التواب صديق، والذى يبلغ من العمر 60 عاما، وهو أقدم صنايعى مكواه رجل بالمدينة: ورثت مهنة المكواه الرجل عن والدى وكان عمرى فى ذلك الوقت 15 عام، وتلك الورشة تقع فى أقدم شارع بمدينة ملوى وهو شارع سر التجار، وهذا الشارع كان يسكن فيه شاه بندر التجار فى عهد محمد على باشا، وكان منزل شاه بندر التجار فى هذا الشارع إلا أنه تم بيعه وإزالته، هذا الشارع كان يضم بداخله جميع المهن إلى جانب الجمعية التى تقوم بتوزيع الأغذية على ملوى كلها.
وأشار إلى أن المكواه الرجل، أوشكت على الانتهاء والانقراض، خاصة أننا الآن نعمل فى الشتاء والمناسبات فقط وهؤلاء أصحاب المزاج، أما فصل الصيف لا نعمل فيه نهائيا، وأن مدينة ومركز ملوى جميعها يوجد بها 3 صنايعية فقط ومن يموت يغلق المحل الخاص به، والمهنة انتهت ونحن نعافر فقط فى البقاء عليها، فنحن نعمل فى فصل الشتاء فقط والزبون يأتى مره واحده فى العام .
وأشار إلى أن الزبون الذى يفهم معنى المكواه هو من يأتى إلينا غير ذلك يذهب إلى المكواه الحديثة، والمهنة تحتاج إلى مجهود شديد، وخاصة أنها تؤثر على فقرات الظهر، قائلا: أنا منذ سنوات آخذ علاج من أجل أن أقاوم التعب الذى أصبت به، كما أننى لا أحدد سعر للجلباب وإنما حسب الزبون وطبيعته ومدى إعجابه بالمكواه، والله سبحانه وتعالى يبارك فى الرزق، المهم أن تخرج الصنعه كما يحبها الزبون .
وأوضح أنه فى الماضى كانت المكواه الرجل عنوان الأناقة وكان يشار إليها من الآخرين، وأكد أنها ومنذ بدايتها وهى لأهل الأناقة والتميز وكانت مكواه البهاوات والبشاوات فى الماضى وحتى الآن لا يقدرها إلا كبار السن وأصحاب الذوق العالى خاصة فى لبس الجلباب .
وعن طريقة عمل المكواه قال: إن أى مكواه رجل تحتاج إلى بابور بيت النار، وهو أشبه بالفرن يتم وضع المكواه بداخله، و يوجد به حماله ونضع المكواه بداخله على ظهرها حتى لا يتطاير عليه سواد الفحم .
وأكد أن الأبناء، يرفضون تعلم المهنة وسوف يأتى يوم لن تجد فيه صاحب مكواه رجل فى أى مكان فى محافظة المنيا .
