وبحسب دورية انتلجنس اونلاين الامريكية المعنية بالشأن الاستخبارى ومكافحة التجسس فقد باءت مساعى ترامب كلها بالفشل و تحطمت على صخرة مقاومة شديدة من قيادات وكالة الأمن القومى الامريكية الذين رفضوا استخدام جهازهم كأداه لتصفية الحسابات السياسية بالمخالفة لدستور الولايات المتحدة والقوانين المنظمة لعمل الوكالة و قواعد عدم الافصاح عن الاسرار العملياتية للوكالة. 


و كشفت الدورية الامريكية عن جهود جبارة قام بها الجنرال باول ناكاسون المدير العام لوكالة الأمن القومى الامريكية لمقاومة نشاط صديق ترامب مايكل ايلينز فى الوكالة بعد ان ضغط عليه كريستوفر ميللر القائم بعمل وزير الدفاع الامريكى بتعيينه كمستشار قانونى للوكالة ، وكان ذلك بضغط من الرئيس الامريكى على وزير دفاعه حيث اراد ترامب الابتعاد عن الصورة فى هذا الشأن .

 
من جهتها .. ذكرت صحيفه الواشنطن بوست الامريكي واسعه الانتشار ان مكتب المفتش العام للبنتاجون سيتولى مباشرة بعمل التحقيقات اللازمة مع مايكل ايلينز،اما شبكه سى بى اس الاخبارية الامريكية فتوقعت ان يواجه ايلينز تهمة السعى الى كشف سرية مستندات حساسة فى وكالة الأمن القومى الامريكية،الان ان الشبكة لم تحصل على جواب قاطع سواء من وكالة الأمن القومى الامريكية او من مفتش عام البنتاجون حيث كلاهما لم يؤكد خضوع ايلينز للتحقيق وفى نفس الوقت لم ينفوا حدوث ذلك . 


كانت وكالة الأمن القومي الامركية التى تعد كبرى مؤسسات التجسس الإليكتروني والمراقبة الرقمية فى الولايات المتحده قد اوقفت مستشارها القانونى الذى كان ترامب قد عينه قبيل ساعات من ترك منصبه ، و جاء فى بيان صادر عن الوكالة فى ساعه متأخرة من مساء – أمس - انها اعطت مستشارها القانونى مايكل ايلينز وهو محام من الدائرة المقربة من ترامب اجازة ادارية اجبارية لحين انهاء عمله فى الوكالة بعد استيفاء التحقيقات الخاصة مع حول ملابسات قرار متعجل صدر من ادارة ترامب بتعيينه فى هذا المنصب الحساس.

وقد عمل مايكل ايلينز مستشارا سياسيا حتى العام 2017 للنائب الجمهورى دافيد نانز الذى انتقل للعمل فى طاقم مستشارى الأمن القومى للرئيس الامريكى فى البيت الابيض مصطحبا معه مايكل ايلينز ، وقد شغل مايكل ايلينز بعد ذلك منصب المستشار القانونى لمجلس الأمن القومى الامريكى ، وفى العام 2020 اسند اليه ترامب ادارة شئون الاستخبارات فى مجلس الأمن القومى الامريكى . 


وفى نوفمبر الماضى وقبل ايام من خسارته فى الانتخابات الرئاسية سعى ترامب الى تعيين مايكل ايلينز فى منصب المستشار العام لوكالة الأمن القومى الامريكية التى تتخذ من ميريلاند مقرا لها و تعد الجهاز الأول فى الولايات المتحدة المعنى بالنصت الاليكترونى ومراقبة الاتصالات ، و يعد شاغل هذا المنصب من الناحية العملية هو المسئول الأول عن تقنين الاجراءات العملياتية فى الوكالة . 


ونظر المراقبون الى قرار ترامب المتعجل بالدفع بصديقه مايكل ايلينز لهذا المنصب على انه محاولة من الرئيس الامريكى انقاذ ما يمكن انقاذه من سجلات المكالمات والاتصالات الخاصة به و التى قد تكون وكالة الأمن القومى الامريكية قد رصدتها وذلك قبل مغادرة ترامب لمنصبه . 


ولم يستبعد المراقبون كذلك ان يكون ترامب قد سعى من وراء الدفع بصديقه مايكل ايلينز لوكالة الأمن القومى الامريكية الى الحصول على تسجيلات و مكالمات و اتصالات سرية لعدد من خصومه السياسيين بقصد ابتزاز مواقفهم بها فى صراعه السياسى والانتخابى مع جو بايدن و الديمقراطيين .