من أجل مشاهدة الأسطورة البرازيلية "بيليه" فى إحدى مباريات كرة القدم، توقفت الحرب خضوعاً للساحرة المستديرة، ففى عام 1969 اتفق طرفا الحرب الأهلية فى نيجيريا على عقد هدنة مؤقتة تمتد لـ48 ساعة فقط، والطريف فى الأمر أن الطرفين التزما بالهدنة من أجل الجوهرة السوداء.
آدسون أرانتيس دو ناسيمنتو أو"بيليه" لم يكن يعلم أنه فى يوم من الأيام سيكون له الفضل فى توقف الحرب ولو بهدنة، لمشاهدة أفضل لاعب لعب الكرة فى العالم حتى يومنا هذا وصاحب الشعبية الجارفة التى لم تضاهها شعبية أى لاعب حتى الآن، بجانب أرقامه القياسية التى حققها فى عالم كرة القدم، ولا تزال حتى وقت قريب محط مقارنة ومنافسة بينه وبين لاعبين كبار مثل ميسى وكريستانو رونالدو.
بيليه سجل طوال مسيرته الكروية أكثر من 1283 هدفًا، وفاز بثلاث كؤوس عالم من أصل 4 شارك فيها، وحاولت العديد من الفرق الكبيرة مثل ريال مدريد ويوفنتوس ومانشستر يونايتد، التوقيع مع بيليه، سواء كلاعب أو مدرب أو حتى مستشار للنادى، ومع ذلك أعلنت الحكومة البرازيلية أن "بيليه" بمثابة الكنز الوطنى الرسمى، ومنعته من الانتقال خارج البلاد.
فى بدايات عام 1969 توجه فريق بيكسى سانتوس بقيادة بيليه إلى إفريقيا فى جولة، على الرغم من أن القارة السمراء كانت فى خضم اضطرابات دموية، اندلع صراع وحشى قبل ذلك بسنتين بين نيجيريا ودولة انفصالية سابقة هى بيافرا، وهى حرب أهلية قامت بسبب رغبة شعب الإيبو فى الانفصال عن الحكومة المركزية التى تهيمن عليها قبائل الهوسا-فولانى من شمال البلاد.
على مدار عامين من العنف الداخلي، فقد ما يقدر بنحو مليونى مدنى حياتهم وتشرد ما يصل إلى 4.5 مليون من منازلهم، قبل أن يتم اجتياح بيافرا فى نهاية المطاف وإعادة اندماجها فى نيجيريا.
وصل بيليه مباشرة فى منتصف الحرب، وعلى استعداد للعب مباراة فى لاجوس فى 26 يناير، لكن عندما دخل بيليه وزملائه إلى المدينة، سكت صوت المدافع، لمدة 48 ساعة، أبرمت نيجيريا وبيافرا هدنة، حيث تعادل سانتوس 2/2 مع منتخب نيجيريا، وسجل بيليه الهدفين وحصل على تصفيق حار من الجماهير الحاضرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة