القارئة ميرنا أيوب يكتب: النظافة الشخصية عند المصرى القديم

السبت، 25 يوليو 2020 08:00 م
القارئة ميرنا أيوب يكتب: النظافة الشخصية عند المصرى القديم غسل اليدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرص المصرى القديم على نظافة وطهارة بدنه، والنظافة بوجه عام، فيعتبر التطهر من أهم الشعائر الدينية التي ارتقت إلي درجه التقديس في الحياة بل وعند الممات، كما امتد ليشمل طهارة الروح وتطهر الألهة والملوك والكهنة وتطهر الأفراد.
ومن المرجح أن التطهر بدأ في مصر القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات، حيث ظهر لقب "wr ἰdt" والذي يعني [العظيم الخاص بهبه منح الماء] والمسئول عن عملية التطهر في ال "pr mw "
 
والدليل على ذلك أن إناء "kbḥw"  قد ظهر في لوحات قرابين الأسرة الثانية مما يؤكد ظهوره من قبل.
 
ويعتقد بعض العلماء مثل "Blackman" أن التطهر يرجع إلى مذهب أيونو، ويرتبط بعقيده الشمس، كما ورد ذكره في مراسم تتويج الملك، وكتب العالم الآخر بدايةٍ من نصوص الأهرام حتي كتب العصر المتأخر.
 
وقد ورد في بعض النصوص أن التطهر يمحو كل السوء والشرور، وكل عمل مشين، كما يجعل الإنسان معافًا سليمًا طاهرًا، لذلك قد نجد في بعض المناظر إناء التطهير يتدلي منه علامة "ꜥnḫ" بدلاً من الماء دليلاً على الحياة.
وبناء على كل ذلك، فقد اعتبر المصريون الاستحمام ضرورة من ضرورات الحياة اليومية، واعتبروا الامتناع عنه هو حرمان من مباركة الألهة، فقد كان الاستحمام شرطًا أساسيًا من شروط الطهارة الجسدية قبل دخول الكهنة للمعبد، وكذلك لعامة الناس المسموح لهم بالدخول .
 
وتظهر مظاهر العناية بالجسم في مظاهر عده منها :-
اهتمامهم بنزع الشعر الزائد بالجسم حيث ذكر "هيرودوت" أن الكهنة كانوا يقومون بحلق أجسامهم بأكملها، حتي لا يتوالد بها الحشرات أثناء قيامهم بخدمة الآلهة، وقد أعد المصري وصفة لإنتزاع الشعر بجانب الأدوات المعتادة، التي تتكون من طحين العظام لطائر ما، وتخلط بالسناج وعصارة الجميز والصمغ والخيار، ويسخن الخليط ويلصق علي الشعر المراد نزعه.
 
كما جاء أيضا بقصه "سنوهي" عندما عاد إلى مصر قام بالاستحمام، وإزالة شعر الجسم.
 
وقد حرصوا أيضًا علي الاهتمام بنعومة وترطيب أجسامهم، فابتكروا الدهانات والزيوت العطرية، وقد أختلفت أنواع هذه الدهانات والعطور بإختلاف الطبقة المجتمعية، فالنبلاء أستجلبوا عطورهم ودهونهم من البلاد الأجنبية أما العامة فقد أستخدموا العطور والدهانات المحلية.
وكان من ضمن هذه الدهانات والشائع في الاستخدام لديهم هو زيت الخروع وعُرف في الهيروغليفية باسم "dgm" وفي القبطية باسم "kiki"
وكانت هذه الدهانات والعطور تستخدم بعد الاستحمام وعند البدء فى زينة الصباح، وقد نالت العطور أهميه كبيره في حياة المصريين القدماء
وتجلي ذلك واضحًا في نصائح الحكيم "بتاح حتب" عندما قال لإبنه :-
((كي تضمن حب وإخلاص زوجتك لك، عليك أن توفر لها العطور والدهانات))
 
كما ظهر أيضًا منظر بمقبرة "بتاح حتب" وهو جالس ويقوم أحد الخدم بتدليك وجهه وآخر يقلم أظافره وينظف قدميه، كما وجدت العديد من الأواني التي استخدمت لحفظ هذه الدهانات.
 
وقد حرص المصري أيضًا على نظافة وطهارة اليدين والقدمين، واعتبر غسل اليدين من الأهداف الأساسية لعملية التطهير.
فقد ظهرت أهميته في بعض فقرات نصوص الأهرام، حيث جاء ((المياه لك لكي تغسل يديك، أغسل يديك يا أوزير))
كما كان غسل اليدين وصب المياه عليهما من العمليات الأساسية في أى خدمة دينية.
فعند البدء في أي احتفال في المعبد كان لابد أن يبدأ بصب المياه علي أيدي الكهنة، وقد أطلق على هذه العملية في الهيروغليفية "ἰꜥy dr .t"
وكما اهتم بنظافة وطهارة اليدين فقد اهتم أيضا بالقدمين، فكان الخدم يقومون بصب المياه علي أقدام الضيوف قبل دخولهم حجرة الاحتفالات
وخُلط ملح النترون مع الماء ليساعد في عملية التنظيف، وأيضا حرص النبلاء وكبار الموظفين على غسل أقدامهم قبل ارتداء الصندل
وإلي جانب كل هذا فقد حرص أيضأ علي نظافة وطهارة فمه، واستخدم في ذلك الماء المضاف إليه النترون للمضمضة وكان يعرف باسم "bd"
 
ولتعطير رائحة الفم فقد استخدم الكندر والينسون، واستخدم أيضًا الكيفي في تعطير الجسم، لكنه أضاف إليه عسل النحل، وصنع من خلطيه حبات يتم مضغها لتعطير وتغير أنفاس الفم وكان لزامًا على الكهنة غسل أفواههم بقليل من النترون قبل الدخول إلي الأماكن المقدسة، وعبر عن هذه العملية في الهيروغليفية بكلمه ἰꜥw rꜣ .
 
وفي الختام فإن المصري القديم حرص كل الحرص علي نظافة وطهارة بدنه، وكل ما يحيط به، بل وصل به الحال إلي أنه جعل النظافة أمرًا مقدس والامتناع عنه يعني امتناعًا عن بركة وكنف الآلهة.
 
وفي حين أن جيرانهم من البدو والليبين لم يهتموا مثل هذه الأهمية والتبجيل لعملية النظافة
لذا أعتبرهم غير طاهرين وحرص على عدم استخدام أشيائهم.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة