كورونا طلع أحسن ما فينا.. سائق ينقل طالبة من إسبانيا لإيطاليا مجانا

الأحد، 26 أبريل 2020 07:00 ص
كورونا طلع أحسن ما فينا.. سائق ينقل طالبة من إسبانيا لإيطاليا مجانا الطالبة الإيطالية وسائق التاكسى الإسبانى
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبرزت أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والإجراءات الوقائية الصارمة التى تطبقها حكومات العالم ومن بينها تقييد حركة التنقل والسفر للحد من نمو الفيروس التاجى، مبادرات ولفتات إنسانية كثيرة تعكس التكاتف والتضامن المجتمعى بين الناس للمساعدة دون انتظار مقابل، وكان للسائقين وعمال البقالة وغيرهم من أصحاب الوظائف الخدمية، دورًا هامًا لتقديم يد العون على الجانب الأخر من خط المواجهة للقضاء على الفيروس القاتل.

فى لفتة إنسانية، وبعد أن تقطعت السبل بطالبة إيطالية فى إسبانيا بسبب أزمة فيروس كورونا، وجدت الطالبة المحظوظة من ينقلها إلى منزلها، على بعد أكثر من ألف و500 كيلومتر، ودون مقابل، حيث قاد سائق الأجرة الذى يبلغ من العمر 22 عاماً، ويدعى كيبا أمانتيجى، الطالبة الإيطالية جيادا كولالتو، وعمرها أيضاً 22 عاماً، من مدينة بلباو فى إسبانيا إلى مدينة مونتيبيلو بالقرب من البندقية فى إيطاليا، بعد أن تركتها سلسلة من الأحداث المؤسفة عالقة فى إسبانيا.

http___cdn.cnn.com_cnnnext_dam_assets_200420135851-taxi-driver-student

وكانت كولالتو – التى تدرس اللغات ضمن برنامج التبادل الأوروبى "Erasmus "  - فى بلباو منذ الأول من فبراير، وكانت تتوقع أن تزاول محاضراتها الجامعية حتى نهاية شهر يونيو المقبل، وقالت كولالتو لشبكة "CNN"، إنه "عندما بدأت جائحة فيروس كورونا، قررت البقاء فى إسبانيا ومتابعة كيف ستسير الأمور"، لكن عندما أغلقت جامعتها فى منتصف مارس ، ونُقلت المحاضرات والامتحانات عبر الإنترنت، أدركت كولالتو أن البقاء فى مدينة الباسك "لم يعد له معنى".

وأشارت كولالتو إلى أنها شعرت بالوحدة بعد مغادرة زميلتيها فى الغرفة، وكلاهما من إسبانيا، وتضمن صراع كولالتو لإيجاد طريقة للعودة إلى المنزل ساعات على الإنترنت ومكالمات هاتفية مع السفارة الإيطالية.

وتمكنت كولالتو من شراء تذكرة طائرة من مدريد إلى باريس، ثم إلى روما، وأخيراً إلى البندقية، ولكن فى 8 أبريل، واجهت كولالتو المزيد من القيود فى مطار العاصمة الإسبانية مدريد، حيث أبلغتها مضيفة طيران أنه لن يُسمح لها بالصعود، وأضافت كولالتو: "كنت يائسة وغاضبة، وكان والداى يشعران بالقلق ولكنهما كانا يعجزان عن مساعدتى".

1
 

واتصلت كولالتو بالسفارة وأخبرها المسؤولون بضرورة إرسال بريد إلكترونى، وكانت جميع الفنادق فى مدريد مغلقة، ولا توجد وسائل نقل عام للعودة إلى بلباو، فيما كانت صديقة كولالتو قد أعطتها رقم سائق سيارة أجرة فى بلباو، وهو أمانتيجى، لذا اتصلت به.

وأوضحت كولالتو أن أمانتيجى أخبرها على الفور أنه سيقلها، وقاد أمانتيجى سيارته لمدة 9 ساعات من بلباو إلى مدريد، ومن ثم إلى بلباو من جديد، لكن بمجرد أن عادت إلى بلباو، علمت كولالتو أن شقتها لم تعد متاحة، وهنا عرض أمانتيجى أن يستضيفها فى منزل عائلته لهذه الليلة.

وتذكر كولالتو أن عائلة أمانتيجى رحبت بها كفرد من الأسرة، وأضافت: "لن أنسى لطفهم معى أبداً"، وفى صباح اليوم التالى، بدأت كولالتو وأمانتيجى فى العمل على خطة "مجنونة"، للعودة إلى إيطاليا.

وقالت كولالتو: "تواصلنا مع السلطات المحلية وحصلنا على جميع التصاريح اللازمة، على الرغم من كون الأمر لا يصدق"، وفى تمام الساعة 8 صباحاً بالتوقيت المحلى، فى 10 أبريل، غادرت كولالتو مع أمانتيجى، وبعد 12 ساعة وصلا إلى  مدينة مونتيبيلو بإيطاليا.

وأوضحت كولالتو أن سيارات شرطة كانت متواجدة على الحدود مع فرنسا وإيطاليا، ولكن لم يقم أحد بتفتيشهما، وأصرت كولالتو على دفع الأجرة للسائق، لكنه رفض، قائلاً "لا أريد أن أستفيد منك، وأرى أنك فى وضع صعب، فلا داعى للقلق بشأن التكلفة"، موضحة أن أمانتيجى طلب فقط سداد أجرة نقلها من مدريد.

وبمجرد أن عادت كولالتو إلى منزل عائلتها فى مونتيبيلو، كان هناك احتفال بانتظارها، وذكرت كولالتو أن والديها كانا يبكيان بفرح، ودُعى أمانتيجى لقضاء الليلة، وعاد إلى إسبانيا فى الصباح التالى محمّلاً بسلة من خيرات المنطقة، فيها النبيذ، وشراب الجرابا، والكثير من الشوكولاتة.

وترى كولالتو أنها لا يمكن أن تنسى هذه التجربة، مضيفةً أن أمانتيجى قاد سيارته لأكثر من 3 آلاف كيلومتر من أجلها، وقالت كولالتو إن "هذه الجائحة يمكن أن تظهر أفضل ما فى الأشخاص."










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة