بريطانيا تكشر عن أنيابها للإخوان بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبى.. دعوات بطرد قيادات الجماعة من لندن.. ومطالبات بتنحى إمام مسجد إخوانى عينته الحكومة.. خبراء: القارة العجوز ستغير موقفها من التنظيم

الأحد، 09 فبراير 2020 07:00 م
بريطانيا تكشر عن أنيابها للإخوان بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبى.. دعوات بطرد قيادات الجماعة من لندن.. ومطالبات بتنحى إمام مسجد إخوانى عينته الحكومة.. خبراء: القارة العجوز ستغير موقفها من التنظيم الإخوان - صورة أرشيفية
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن بريطانيا بدأت تنقلب على جماعة الإخوان بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبى، فمنذ ساعات طالب عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني، الحكومة البريطانية باعتبار الإخوان منظمة إرهابية، في الوقت الذى ظهرت فيه مطالبات بتنحى إمام مسجد إخوانى عينته الحكومة البريطانية، لتثير تلك الخطوات أسئلة عديدة بشأن ما إذا كانت حكومة بوريس جونسون ستغير موقفها تجاه جماعة الإخوان خلال الفترة الراهنة.

 

بريطانيا مركز الإخوان

وتعد بريطانيا هي المركز الرئيسى لجماعة الإخوان، حيث يعقد التنظيم الدولى للإخوان أغلب اجتماعاته بلندن، ليس هذا فحسب بل أن أغلب قيادات الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم إبراهيم منير نائب المرشد، يعيشون في القارة العجوز.

تقارير صحفية أجنبية، أكدت أن الباكستانى قارئ عاصم إمام مسجد بارز، سبق أن عينته رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماى سيواجه إجراء تحقيق حكومى فى الإسلاموفوبيا داخل البلاد، دعوات بالتنحى بعد اتهامه بالتشكيك فى حرية التعبير، ولعلاقته المشبوهة مع تنظيم الإخوان، حيث تم تعيين الباكستانى قارئ عاصم، إمام "مسجد مكة" فى منطقة ليدز، فى لجنة الإسلاموفوبيا الحكومية، يوليو الماضى للمساعدة في وضع تعريف للكراهية المعادية للمسلمين فى بريطانيا، ولكن بحسب تقرير صحيفة "تايمز" البريطانية، ظهر مقطع فيديو أخيراً على الانترنت يشير فيه عاصم خلال ورشة عمل للحوار بين الأديان فى سبتمبر 2018 ، إلى أنه بينما "يعتز المسلمون بحرية التعبير" ، فإن البعض يريدون استثناءات فى الحالات التي يكون فيها شىء "مغرٍ للمسلمين أو يجدونها مسيئة".

 

مطالبات بتنحى إمام إخوانى
 

وكان الإمام البريطاني البارز وضع تحت الضوء في أغسطس الماضى، بقضية الباكستانية المسيحية آسيا بيبى التي حصلت على حكم نهائي بالبراءة، عندما أعلن أنه كان من بين المؤيدين لحركة "لبيك"، التي طالبت بقطع رأس السيدة المسيحية.

وقبل تعيينه من قبل الحكومة البريطانية، كان عاصم يعمل مديراً لـ"المجلس الوطني الاستشاري للمساجد والأئمة" المتحالف مع مجموعة من التنظيمات الإسلامية الأخرى في البلاد، من بينها "الرابطة الإسلامية في بريطانيا" - MAB و "المجلس الإسلامي البريطاني" - MCB، المقربتان جداً من تنظيم الإخوان  في بريطانيا، كما من تنظيمات متطرفة أخرى في المنطقة العربية.

واقترح الرئيس السابق للجنة المساواة وحقوق الإنسان، تريفور فيليبس، ألا يكون عاصم قد غذى هذه الأفكار المتطرفة، ودعاه إلى التفكير في التنحي عن وظيفته.

ويرى فيليبس أن "الهدف من إنشاء مجموعة لمعالجة المشاعر المعادية للمسلمين ليس جعل المسلمين يشعرون وكأنهم مجموعة منفصلة، ولكن للتأكد من أنهم يعاملون بنفس الطريقة التي يعامل بها الجميع".

وحث عاصم على أن ينأى بنفسه عن الآراء التي بثها أو يعيد النظر في الاستمرار في وظيفته، فيما يقول عضو البرلمان عن حزب المحافظين بوب سيلي: "هناك أسئلة جدّية حول مدى ملاءمة عاصم لقيادة تحقيق حكومي"، ولفتت صحيفة "تايمز" إلى أن رئاسة الوزراء تعتقد أن عاصم "يجب ألا يبقى في منصبه".

قبلها بساعات نشر تلفزيون البرلمان البريطانى كلمات لعدد من البرلمانيين طالبوا فيها الحكومة البريطانية وشركائها بإصدار قرار ينص على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، حيث حث برلمانيون بريطانيون الحكومة على إجراء تحقيقات حول نشاط أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين على أراضيها، فيما تقدم مجموعة من البرلمانيين بطلبات استجوابات إلى الحكومة البريطانية بشأن قيام أعضاء من تنظيم الإخوان للمسلمين بأنشطة مشبوهة على أراضيها، وطالبوا بطردهم خشيةً من تأثيرهم على الأمن القومى البريطانى.

 

تغير موقف لندن من الإخوان
 

من جانبه أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحكومة البريطانية تتجه نحو تغيير موقفها تجاه جماعة الإخوان، خاصة بعد شعورها بأن نشاط هذه الجماعة أصبح خطر عليها، حيث لم تعد بريطانيا ملزمة بقوانين الاتحاد الأوروبى بشأن التعامل مع تلك الجماعة بعد انفصال لندن من الاتحاد الأوروبى.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع"، أن بريطانيا ستتخذ خطوات عديدة تجاه جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة، وستعيد فتح التحقيقات حول نشاط الإخوان.

فيما أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، أن بريطانيا لديها مشكلة كبيرة في تحديد بوصلتها بشأن كيفية استهداف الإرهاب والقضاء عليه داخل بريطانيا، وذلك بسبب عدم قدرة المسؤولين هناك، أو ربما تعمدهم في كثير من الأحيان، على الربط بين الأنشطة الإرهابية التي تتم داخل بريطانيا، خصوصًا الجرائم التي يقوم بها الذئاب المنفردة، وبين وجود رؤوس جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها والسماح لهم بالعمل بحرية كاملة في المساجد والجمعيات الأهلية الخيرية والمؤسسات التعليمية.

 

الإخوان والتمويلات

وقالت داليا زيادة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن الإخوان في بريطانيا يجمعون التبرعات لتمويل أنشطة إرهابية في الشرق الأوسط، وهذا مثبت بأدلة، تم ذكر بعض منها في التحقيق الذي أجرته الخارجية الأمريكية عام 2015 بشأن خطورة جماعة الإخوان على أمن بريطانيا، وبسبب انتشار ظاهرة الذئاب المنفردة مؤخرًا، وطرق نشر العقيدة الدينية المتشددة بين الشباب المسلم في بريطانيا، أصبحت مهمة جماعة الإخوان أسهل، خصوصًا أن قيادات الجماعة المتواجدين في لندن هم في أمس الحاجة الآن لإعادة تشكيل تنظيم الإخوان السري من جديد، في مكان آمن بعيدًا عن الشرق الأوسط ومصر التي لفظهم شعبها، والمكان الآمن الوحيد لهم الآن في كل العالم هو بريطانيا.

ولفتت مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إلى أن بريطانيا تعرض نفسها وأوروبا كلها لخطر شديد جدًا باستمرارها في احتواء جماعة الإخوان.

 وتابعت داليا زيادة: بعد انفصال بريطانيا عن أوروبا بشكل رسمي مؤخرًا، فإن الخطر الأمني للجماعات الإرهابية التي تهدد بريطانيا أصبح أعظم لأن أنشطة الإرهابيين ستكون أكثر تركيزًا وتكثيفًا في داخل بريطانيا، فمن وجهة النظر الأمنية يبدو أن ما فعلته بريطانيا بانفصالها عن أوروبا قبل التعامل الحاسم مع مشكلة الإرهاب أو تحجيم نشاط جماعة الإخوان بداخلها، يشبه كثيرًا من عزل نفسه داخل حصن مع مجموعة من العقارب والثعابين، ظنًا منه أنه هكذا سيكون آمن أكثر من وجوده بين أقرانه في الخارج، ربما يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مفيد اقتصاديًا، لكن من الناحية الأمنية فقد ترتب على هذا الخروج زيادة وتعاظم في التحديات الأمنية التي تواجه الأمن القومي البريطاني، فإذا كانت بريطانيا جادة في مكافحة الإرهاب على أراضيها، فعلى المسئولين البدء أولاً بالتخلص من رأس الحية، جماعة الإخوان.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة