مازالت منطقة الخليج تتقلب على نيران إرهاب إيران، فبعد ساعات قليلة من تفجيرات الحوثيين بمطار أبها ، استفاق العالم على تفجير بناقلتى نفط ببحر عمان قرب المياه الإيرانية، وهو ما أكد البنتاجون أن طهران مسئولة عنه ، ونشرت فيديو يُظهر الحرس الثوري الإيراني يُزيل لغما غير منفجر من جانب إحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا إلى هجوم الخميس، فضلا عن صور فوتغرافية تُظهر ما يبدو لغما بحريا قبل إزالته.
وفى الوقت الذى نفت فيه إيران الاتهامات الأمريكية قائلة إن المزاعم الأمريكية تهدف للتخريب الدبلوماسى، أعلن الجيش الأمريكي، الجمعة، عن توجه مدمرة إلى مكان الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان، مؤكدا استعداده للدفاع عن المصالح الأمريكية بما فيها حرية الملاحة.
وذكر الجيش الأمريكي أن الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في خوض صراع جديد بالشرق الأوسط، لكنها ستدافع عن المصالح الأميركية بما في ذلك حرية الملاحة.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أن المدمرة "يو.إس.إس.ميسون" في طريقها إلى موقع الهجمات التي استهدفت ناقلتي نفط في بحر عُمان، الخميس، وأضاف البيان أن المدمرة "يو.إس.إس بينبريدغ" تبقى على اتصال وثيق بالناقلة المتضررة كوكوكا كاريدجس ولن تتهاون مع أي تدخل.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، إن إيران المتهم الأول في الهجوم الصاروخى على ناقلتي النفط، و الولايات المتحدة أجرت تقييمها بناءً على معلومات استخبارية عن نوع الأسلحة المستخدمة.
إيران تنفى الاتهامات
وفى سياق رفضها الاتهامات الموجهة لها بشأن تورطها فى أحداث الهجوم ببحر عمان ، قال كان مسؤول إيراني لبي بي سي إنه "لا صلة لإيران بهذه التفجيرات".، كما قالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة في بيان لها الجمعة "ترفض إيران بشكل قاطع الزعم الذي لا أساس له بشأن حادثتي ناقلتي النفط في 13 يونيو، وتشجبه بشدة".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، إن المزاعم الأمريكية بشأن مسؤولية إيران عن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان تأتي في سياق "دبلوماسية التخريب" التي يتبناها ما سماه بفريق "بي" الذي يضم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.
وقال ظريف في تغريدة على تويتر "أن تقفز الولايات المتحدة على الفور لتقدم مزاعم ضد إيران دون أدنى دليل حقيقي أو عرضي، يكشف تماما أن الفريق (بي) ينتقل للخطة البديلة: دبلوماسية التخريب".
بينما أكد المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الكابتن البحري بيل أوربان، إن قارب دورية تابعة للحرس الثوري الإيراني اقترب في الساعة 4:10 مساء بالتوقيت المحلي من الناقلة كوكا كاريدجيس، وقد لاحظ الجيش الأمريكي ذلك ووثق بالصورة عملية إزالة لغم غير منفجر مُلصق بالناقلة، بحسب "رويترز".
وقال وو آي فانج، المتحدث باسم هيئة منصات النفط في تايوان، التي تستأجر (فرانت ألتير)، إنها كانت تحمل 75000 طن من النفط، وإنه "يشتبه بأن طوربيدا ضربها"، وإن لم يؤكد هذا. وقالت تقارير أخرى غير مؤكدة إن لغما أصاب الناقلة.
وقالت شركة بي إس إم لإدارة السفن، التي تشغل الناقلة الثانية، كوكوكا كاريدجيس، التي ترفع علم بنما، وتملكها اليابان، إن طاقمها اضطر إلى تركها، وإن سفينة أخرى، كانت تمر في المكان، أنقذتهم.
الإمارات: نكافح الكراهية
وفى ظل تصاعد وتيرة الإرهاب، أكدت دولة الإمارات على لسان الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين سلطان فيصل الرميثي، إنها مستمرة فى مكافحة خطاب الكراهية في جميع وسائط الإعلام وتأمين سلامة المواقع الدينية، أضاف: "نشهد جميعا تصاعد وتيرة الإرهاب والهجمات الغادرة على دور العبادة والتي بدورنا جميعا ننبذها".، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأكد الرميثى ، خلال اجتماعات عقدها مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، على أهمية المبادرة التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة بإعداد خطة عمل لحماية وتأمين الأماكن الدينية.
ردود الفعل الأممية
وفيما يتعلق بردود الفعل الأممية فإن مجلس الأمن الدولى لم يصدر أى قرارات محددة بعد بحثه لاستهداف ناقلتى نفط فى خليج عمان، حسبما قال السفير منصور العتيبي مندوب الكويت في الأمم المتحدة.
وأكد العتيبى أن جميع أعضاء المجلس يريدون تحقيقا نزيها وموضوعيا فى الحادث، لكن جلسة اليوم لم تسفر عن أى اقتراحات أو قرارات حول إنشاء جهة مكلفة بإجراء فيه.
وأضاف أن كل ما جرى أثناء الجلسة المغلقة التى عقدها المجلس بناء لطلب من الولايات المتحدة، ليس سوى "مناقشة أولية" للحادث.
وأشار الدبلوماسى الكويتى، إلى أن الدول المعنية ستجرى تحقيقات خاصة بها" فى ما حدث فى مياه خليج عمان، حيث تعرضت ناقلتا Front Altair وKokuka Courageous لهجوم باستخدام طوربيدات تسبب بحدوث انفجارين وحريقين على متن الناقلتين.
