مروة الشيخ تكتب: المشروع

الثلاثاء، 16 أبريل 2019 12:00 م
مروة الشيخ  تكتب: المشروع ميكروباص - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الميكروباص أو التويوتا او المشروع، اختلفت المسميات من الإسكندرية لأسوان ومن رفح للسلوم ولكن المضمون واحد.

هذا الشىء المعدنى ذو الأربع عجلات والذى يحول أرجاء البلاد ذهابا وإيابا كل يوم، حاملا المئات من أفراد الشعب بجميع فئاته من طلبة وموظفين وأطفال، تمتلئ شوارع بلادنا بأعداد كبيرة منه، ويقوده سائقون ماهرون، تحسبهم سائقو سيارات سباق الفورميلا وان.

عندما تقرر أن تستخدم تلك الوسيلة فى المواصلات فعليك عمل بعض الإجراءات؛ فى البداية يجب أن تكون بارا بوالديك ولا تخرج من منزلك دون رضا أمك عليك، كما عليك أن تكون مؤمنا تقيا تحفظ قرآنك وأذكارك، ثم عليك نطق الشهادتين وتوكل على الله واصعد على متنه داعيا الله إما أن تصل إلى وجهتك سالما أو أن تموت قطعة واحدة.

بداخل شوارع مدننا ينص قانون المرور على السير بسرعات منخفضة وبالطبع تكون أقل من السرعة المسموح بها على الطرق السريعة، ولكن فى الواقع الميكروباص لا يسير وإنما يطير!!

بداخله تشعر وكأنك فى سباق، وتتحول لعبة السيارات فى البلايستيشن الى واقع ، ترى السيارات أمامك وتتخطاها واحدة تلو الاخري.

تكون على مقربة كبيرة من السيارة أمامك ثم فجأة تتحول لأقصى اليمين أو اليسار، ولزيادة التشويق يتوقف السائق فجأة دون سابق إنذار تاركا الادرينالين بداخلك يقوم بمفعوله، تزداد ضربات قلبك، تتعرق وتذعر لتجد أنه توقف وفى اللحظة الأخيرة قبل حدوث حادث لكى ينزل احد الركاب.

فى مسافة قد تصل الى 15 دقيقة كحد أقصى تختبر أقوى انواع افلام الرعب، التشويق، الاثارة والاكشن، تتأرجح بداخله كألعاب مدينة الملاهي، فتغمض عينيك وتدعو الله....

بالطبع أعشق مدن الملاهى وأعشق سباق السيارات وألعاب الفيديو، أحب الأكشن وأشاهد أفلام الرعب ولكن  بأمان ومن وراء شاشة التلفاز، لا أرغب فى خوض مثل هذا الجنون ولا احد يريد.

لا يفكر السائقون فى أرواح الناس ولا يأبه أن يودى بحياة العشرات فى حادث أليم، يستعرضون مهاراتهم دون اكتراث لتلك الأمانة بين يديهم،

تلك ليست براعة ولا مهارة، انها أرواح وأمانة، فاتقوا الله فى أرواحنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة