بعد دحر تنظيم داعش الإرهابى.. العراق يحشد لأشرس معركة "مياه" فى تاريخه مع تركيا.. رئيس البرلمان العراقى يلتقى سفير أنقرة ببغداد لبحث أزمة شح المياه.."الجبورى" يطالب بتدخل سريع من الجهات الحكومية لضمان حصة بلاده

الأحد، 03 يونيو 2018 04:30 م
بعد دحر تنظيم داعش الإرهابى.. العراق يحشد لأشرس معركة "مياه" فى تاريخه مع تركيا.. رئيس البرلمان العراقى يلتقى سفير أنقرة ببغداد لبحث أزمة شح المياه.."الجبورى" يطالب بتدخل سريع من الجهات الحكومية لضمان حصة بلاده حيدر العبادى وأردوغان وجفاف أراضى العراق
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحشد الحكومة العراقية والقوى الوطنية فى البلاد لمعركة هى الأشرس عقب دحر تنظيم داعش الإرهابى، وهى معركة المياه مع إيران وتركيا بعد بناء الدولتين لعدد كبير من السدود التى أثرت بالسلب على حصة الدولة العراقية من المياه، ما أدى لحدوث أزمة كبيرة فى العراق من شح المياه، ما دفع عدد من الأطراف والقوى العراقية للمطالبة بضرورة نزع فتيل أزمة شح المياه فى البلاد.

 

الجفاف فى العراق
الجفاف فى العراق

 

ويتخوف العراق من أخطر أزمة فى تاريخه الحديث، والتى تتمثل فى شح المياه التى ستؤدى لتضرر آلاف الأفدنة من المزروعات وتصحر عدد كبير من الأراضى الزراعية، بسبب السدود التى تبنيها تركيا وخاصة "سد أليسو".

الجفاف يهدد العراق
الجفاف يهدد العراق

وأكد مراقبون، على أن أكثر المدن التى ستتضرر من كارثة الجفاف المتوقعة هى بغداد والناصرية وميسان والنجف وكربلاء والمثنى وحتى جنوب البصرة، متوقعين انخفاض كمية المياه المتدفقة إلى نهر دجلة عند الحدود التركية إلى 9.7 مليارات متر مكعب سنويا.

ونشرت وسائل إعلام عراقية مقاطع مصورة تظهر انخفاض منسوب مياه نهر دجلة فى العراق بشكل غير مسبوق، لدرجة أنه من الممكن عبور النهر سيراً على الأقدام.

 

بدوره أعلن وزير الموارد المائية العراقى حسن الجنابى، عن بدء الحكومة التركية ملء سد "إليسو" الذى أنشئ على نهر دجلة، وهو ما انعكس مباشرة على النهر فى الجانب العراقى، مما أدى إلى انخفاض منسوب مياهه.

 

بدوره أكد مدير مشروع سد الموصل رياض عز الدين، على أن كميات المياه المتدفقة من تركيا انخفضت بنسبة 50%، وأن "مستويات المياه التخزينية فى السد انخفضت إلى أكثر من 3 مليارات متر مكعب عن العام الماضى، الذى كان يصل إلى أكثر من 8 مليارات.

سدود تركيا
سدود تركيا
 
ومن جانبه، أعرب الرئيس العراقى فؤاد معصوم عن الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المائية بين العراق وتركيا، وأهمية أن تتواصل هذه العلاقات وتنتظم على مبادئ الحوار العملى والجاد وعلى اقترانه بمراعاة الطرفين للمصالح المشتركة فى المجالات الأخرى المختلفة والكثيرة ما بين العراق وتركيا، ومنها العلاقات التجارية والتسويقية والسياحية ومصالح السياسة والأمن.

 

جاء ذلك أثناء استقبال الرئيس العراقى صباح اليوم الأحد، فى قصر السلام ببغداد وزير الموارد المائية العراقى الدكتور حسن الجنابى ووفد الوزارة المرافق.

 

وتركز اللقاء على التطورات الأخيرة فى أعقاب انطلاق العمل بتخزين المياه فى سد أليسو التركى، حيث استمع الرئيس العراقى إلى شرح وافٍ قدمه الوزير العراقى عن التأثيرات المتوقعة لهذا على نهر دجلة وعلى حاجة الموطنين والبيئة للمياه.

 

كما استمع الرئيس العراقى إلى جهود وزارة الموارد المائية العراقية فى مسار التنسيق والحوار مع الجهات المختصة فى تركيا من جانب وعلى إجراءات الوزارة المتخذة من جانب آخر والتى يجب اتخاذها بما يساعد على تفادى وتقليل الأضرار الناجمة عما يمكن أن يحصل لنهر دجلة أثناء فترة تخزين المياه فى السد التركى الجديد.

 

وأوضح الوزير العراقى أن الوزارة واصلت الحوار مع الطرف التركى وتعمل على تعزيز هذا الحوار والتفاهم من أجل تقليص الأضرار المترتبة على دخول سد أليسو حيز الخدمة.

 

وجرى التأكيد خلال اللقاء على أهمية العمل الحكومى الحثيث مع تركيا، وكذلك مع كل من إيران وسوريا، للتوصل إلى نتائج عادلة ومنصفة فى السياسة المائية تضمن الحقوق وتراعى المصالح المشتركة وحفظ الحياة والبيئة وتؤمّن المصالح المشتركة للجميع.

 

كما جرى التأكيد على أهمية الموقف الشعبى، فى تفهم طبيعة هذه التطورات، وفى إسناد جهود وزارة الموارد المائية العراقية والسلطات المختصة بما يضمن حماية حاجة المجتمع والزراعة والطبيعة للمياه ويحقق أفضل وسائل الاستثمار المناسب للثروة المائية.

 

بدوره استقبل رئيس مجلس النواب العراقى الدكتور سليم الجبورى، اليوم الأحد، السفير التركى فى العراق فاتح يلدز.

 

وجرى خلال اللقاء مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية فى العراق والمنطقة، كما ناقش اللقاء ملف أزمة المياه وسبل تنسيق الجهود بما يضمن مصالح البلدين الصديقين.

سد تركى يقلل حصة العراق من المياه
سد تركى يقلل حصة العراق من المياه

وأكد الجبورى، على أن العراق يتطلع إدامة التواصل بين حكومة البلدين من أجل ترسيخ الاستقرار وفتح آفاق جديدة من التعأون وعلى كافة المستويات.

 

وشدد رئيس مجلس النواب العراق على أن أزمة المياه التى بدأت أثارها واضحة على العراق تتطلب تدخلا وتحركا سريعا من قبل كل الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الدولية من أجل إيجاد الحلول التى تسهم فى ضمان حصة البلاد من المياه وتقليل الآثار السلبية عبر تحشيد الجهود وإيجاد البدائل المضمونة التى تحقق الأمن والاستقرار فى العراق.

 

فيما طالب النائب العراقى رعد الدهلكى بتدويل أزمة المياه فى العراق، محملا دول الجوار مسئولية الكارثة الإنسانية التى ستتعرض لها بلاده إثر جفاف نهر دجلة ورأوفده جراء سد إليسو الذى اقامته تركيا على النهر وآخر أنشأته إيران على نهر الزاب .

وقال النائب العراقى، إن بلاده تعانى من كارثة حقيقية وهى شح المياه فى العراق بسبب دول الجوار، مؤكدًا على أن العراق وشعبه وقعا ضحية سلسلة من المؤامرات الداخلية والخارجية، مشددًا على أن العراق انتصر على التنظيمات الداعشية الإرهابية والتى كانت تمول خارجيا.

 

وحمل النائب فى البرلمان العراقى دول الجوار مسئولية الكارثة الإنسانية التى سيتعرض لها العراق بسبب شح المياه، كما حمل أيضا الحكومة  العراقية ووزارة الخارجية مسئولية عدم إبرام المعاهدات وبما يضمن الحفاظ على حصة العراق من نهرى دجلة وألفرات وفروعه المرتبطة مع دول الجوار.

كان زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر قد أمهل الحكومة "بضعة أيام" لإنهاء أزمتى الماء والكهرباء فى العراق.

يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت إنشاء عدة سدود داخل تركيا على نهرى دجلة وألفرات، ما تسبب فى تقليص مناسيب المياه المتدفقة إلى العراق، ومن المتوقع أن تنخفض نسبة المياه الواردة فى نهر دجلة نتيجة قيام تركيا بعمليات مستمرة لملء سد أليسو بالمياه.

 

وتعمل الحكومة التركية منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع "غاب"، والذى يتضمن بناء قرابة 22 سدًا 14 منها على نهر الفرات و8 على نهر دجلة، والتى سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التى تدخل إلى العراق وإقليم كردستان.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة