كريم خالد عبد العزيز

"الشرق العظيم من القمة إلى الهاوية"

الأحد، 08 أبريل 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يظل الشرق العظيم مهد الديانات السماوية وأصل الثقافات البشرية ومنبع الحضارات الإنسانية عبر العصور، حضارات ما بين النهرين أو ممالك بلاد الرافدين، خير دليل على ذلك، لأنها أول بصمة للإنسان على الأرض، ولا يمكن أن ننسى الحضارة المصرية القديمة التى تعتبر أعظم حضارة ساهمت فى بناء الإنسان وتحضره، وقدمت للعالم أروع وأرقى نموذج للحضارة فى كل مجالات الحياة، من فن وطب وهندسة وفلك وصيدلة وسياسة، وكم من علماء وأدباء وفنانين خرجوا من بلاد الشرق فى العصور الوسطى ليعلموا العالم مبادئ التحضر، تميزت بلاد الشرق أيضاً بسحرها الذى يجذب كل من يقصدها، وبخيرات أراضيها التى تعد مطمعا لكثير من البشر وأكبر دليل على ذلك أن أراضيها لم تسلم من الغزاة والطامعين وترابها لم يجف من بحور الدماء.. لقد وهبنا الله طبيعة خلابة وترك أجدادنا لنا تراث عظيم، لكن للأسف الشديد لم نطور فيه ولم نضف عليه، فسبقونا من أتوا بعدنا وبدأوا من الصفر حتى صاروا أعظم منا في كل مجالات الحياة، والآن لا نملك إلا أن نترحم على شرقنا العظيم أمام الغرب المتطور.

تخلفنا كثيراً حتى تحجرت عقولنا وأصبح فكرنا محدودا ، سبقتنا المجتمعات الغربية وتحدت الزمان وبرعت في الفلسفة والتربية والعلوم حتى أصبحت في وقت قصير أعظم منا فكرياً وثقافياً وإنسانياً .. أما نحن فمجتمعنا الشرقي نسى أصله العظيم وإنتكس حتى ضاقت عقول أهله وأصبح مجتمعاً لا يرحم، أصبحنا نعيش نحن الشرقيون فى مجتمع قاسي في نظرته وحكمه على الناس ، مجتمع عنصرى لا يقبل الإختلاف ولا يعترف إلا بالأغلبية ويرفض ويهمش الأقلية ، كأننا نعيش في غابة يأكل القوي فيها الضعيف ، في الماضي كنا نتحلى بالأخلاق وكنا محافظين لكن في نفس الوقت كنا متحررين ومواكبين للعصر، أما الآن فتخلفت عقولنا وماتت إنسانيتنا.. المجتمع الغربى وصل بعلمه وتطوره إلى زراعة رأس بشرية كاملة فى جسد آخر، أما المجتمع الشرقى فأصبح يقطع الرؤوس ويمثل بالأجساد .. الغرب وصلوا إلى القمر والمريخ وبحثوا في إمكانية الحياة على كوكب آخر غير الأرض أما الشرقيون فأصبحوا لا يفكرون إلا في الشهوة والجنس .. في الغرب تعلي القوانين المدنية من شأن المرأة وتعطيها حقوقها في الطلاق والانفصال عن الزوج أما المجتمع الشرقي فينظر إلى المرأة المطلقة باعتبارها فاجرة أو عاهرة .. للأسف أصبح مجتمعنا الشرقي أبعد ما يكون عن حضارتنا وإنسانيتنا، ولم يعد فكرنا المحدود يلائم عمق وعظمة ثقافتنا وتاريخنا، حتى ديننا، أخطأنا فهمه وتفسيره فتطرفنا باسمه وشوهنا صورته أمام العالم الغربى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة