تعد السياحة الثقافية والأثرية من أهم أنواع السياحة ليس فى مصر فقط بل فى العالم كله، ومن أهم مصادر الدخل القومى.
وتعد مصر من أبرز الدول السياحية فى العالم من الناحية الأثرية، حيث تضم العديد من المعابد والمتاحف والآثار التى تعود إلى أكبر الحضارات وهى الحضارة المصرية القديمة، والحضارة اليونانية، والرومانية، والقبطية، والإسلامية.
من أروع الأماكن السياحية التى قمت بزيارتها بنفسى هى القرية الفرعونية فى الجيزة التى قدمت لنا إعادة تصور للحياة فى مصر القديمة كأننى انتقلت بآلة زمن من العصر الحالى إلى العصر الفرعونى، فقمت هناك مع زملائى بالإبحار فى قنوات مائية تحيط بالقرية فوجدت نفسى فى قلب التاريخ المصرى فكلما أدرت وجهى يمينا أو يسارا أجد أصوات وعلامات الحياة المصرية القديمة ووجدت أشخاصا يمثلون الحياة اليومية كما كانت فى مصر القديمة، بل على النقيض تماما فى المناطق الأثرية التى تعود إلى العصر البطلمى والرومانى فهى تحتوى على آثار رائعة، لكن لم تحظ بنفس اهتمام باقى المناطق السياحية مثل القرية الفرعونية.
فى هذا المقال سوف أتحدث فقط عن الأماكن التى قمت بزيارتها، ففى مدينة الإسكندرية التى تحتوى على العديد من المقابر ليس بها إعادة تصور للحياة الدينية والطقوس الجنائزية التى كانت بالعصر البطلمى والرومانى الذى كان من الممكن أن يتم عن طريق عرض فيديوهات توضيحية توضح الحياة الدينية فى هذا الوقت، كما فى متحف مكتبة الإسكندرية فهناك فيديو يتم فيه عرض طريقة التحنيط فى عصر الدولة القديمة.
لدينا مدينة رومانية متبقية حتى الآن فى مدينة مارينا، فهى مدينة رومانية كاملة تحتوى على: مقابر منحوتة فى الصخر، ومقابر فوق الأرض، ومقابر هرمية، وبازيلكا، ومنازل رومانية، وفوروم رومانى، وحمامات رومانية وبطلمية، ومعبد، ولكن عند زيارتى لتلك المدينة كان التنقل بين كل أثر وآخر من الصعوبات التى واجهتنى فى المنطقة، فلماذا لا تحظ تلك المدينة الرومانية بنفس إهتمام القرية الفرعونية ؟!
فإذا تم عمل إعادة تصور للمكان كما كان فى العصر الرومانى فستعطى منظرا جماليا أكثر وتجذب العديد من السياح وذلك يكون عن طريق عمل الطرق الرومانية التى كانت تأخذ شكل متعامد فتلك الطرق سوف تقوم بإعادة تصور للمكان وتسهل على الزائر التنقل بين المناطق الأثرية فى المنطقة. فإشتهر الرومان بطرقهم حيث نجد أن بعض الطرق الرومانية قائمة إلى يومنا هذا ولكن ليس فى مصر.
يمكن أيضا عمل تصور للمكان عن طريق تعيين أشخاص يمثلون الحياة اليومية كما كانت فى العصر الرومانى كما فى القرية الفرعونية بالجيزة، فبذلك سوف نجعل الزائر فى قلب التاريخ الرومانى، بالإضافة إلى عرض فيديوهات توضيحية تعرض فى المكان بتقنية الواقع الافتراضى.
اقتراحى هذا ليس على منطقة مارينا فقط أو المناطق الأثرية فى الإسكندرية بل على كل المناطق الأثرية فى مصر للعمل على جذب السياح وزيادة الدخل وأيضا توفير فرص عمل للشباب فى مجال الآثار.
