بالصور.. بائعو الملابس فى وكالة البلح يكشفون كيف غير الزمن شكل الزبائن.. شرائح اجتماعية أوسع تشترى من "الاستاندات" و"هوانم الوكالة" ينسحبن إلى المولات.. والغلاء أدخل الشباب ضمن شريحة زبائن الوكالة

الأحد، 15 يناير 2017 12:00 ص
بالصور.. بائعو الملابس فى وكالة البلح يكشفون كيف غير الزمن شكل الزبائن.. شرائح اجتماعية أوسع تشترى من "الاستاندات" و"هوانم الوكالة" ينسحبن إلى المولات.. والغلاء أدخل الشباب ضمن شريحة زبائن الوكالة وكالة البلح
كتبت سارة درويش - تصوير دينا رومية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد جولة طويلة فى محلات الملابس فى منطقة "وسط البلد" التى لا تختلف الأسعار فيها كثيرًا عن غيرها من المحلات ذات اللافتات اللامعة والأضواء البراقة فى باقى أنحاء المحروسة، وبعد مطالعة بطاقات أسعار بدت خيالية راوده الأمل للحظات فى أنها تحمل الرقم الكودى لقطعة الملابس لا سعرها، جر أذيال خيبته واستدار بامتداد شارع 26 يوليو متجهًا إلى المكان الذى يعرف جيدًا أنه سيجد فيه ضالته، فى رحاب السلطان أبو العلا، وعلى بعد خطوات من مسجده.

 

يتجول فى شارع بولاق الجديد الذى بات يُعرف باسم "وكالة البلح" سارقًا الأضواء والاسم من المنطقة القديمة القريبة، التى حملت الاسم نفسه واشتهرت بتجارة المفروشات والأقمشة جنبًا إلى جنب مع الملابس القديمة أو "البالة"، يشاهد لافتات مغرية تحمل أسعارًا خيالية تبدأ من 15 جنيها للقطعة وقد تصل للمئتين فى تلك المحلات الصغيرة التى تبيع "بواقى التصدير" أو الملابس المستوردة من الخارج بحالة جيدة، فى المقابل يستقبل البائعون الشريحة الجديدة من زبائن "الوكالة" التى دفعها ارتفاع الأسعار إلى التسوق من هنا.

 

هذا المشهد الذى يتكرر ربما بصفة يومية فى الفترة الأخيرة مع العديد من الشباب وأبناء الشرائح الاجتماعية المختلفة الذين أصبحوا يترددون بدافع من ارتفاع الأسعار للمرة الأولى على "وكالة البلح"، بينما يرصد الباعة المخضرمون وأصحاب المحلات القدامى بالمنطقة هذا التغيير الذى يطرأ على الزبائن.

 

يجلس "الأستاذ عماد" بهدوء أمام محل والده العريق للمفروشات الذى يزيد تاريخه عن السبعين عامًا، يراقب صامتًا أحوال الشارع الفسيح الذى لم يعد به مكان لقدم بسبب "استاندات" بائعى الملابس، وتحدث "عماد" لـ"اليوم السابع" عن حال الشارع الذى تغير: "الكثيرون يعتقدون أن هذا الشارع هو وكالة البلح، ولكن هذا خطأ، هذا شارع بولاق الجديد، أما الوكالة فهى ممتدة إلى الداخل".

 

واستكمل "عماد": "أما كل هؤلاء الباعة والمحلات فهى مستحدثة، عمرها يزيد عن العشرين عامًا بقليل، حين حدث الانفتاح وبدأت ظاهرة تهريب الملابس من بورسعيد، وقتها جاء عشرات الرجال من الصعيد وعملوا فى تجارة الملابس، تركوا أراضيهم وأحوالهم وانتقلوا إلى القاهرة للعمل واشتروا هذه المحلات، وما أن راجت الأمور مع بعضهم حتى جاء غيرهم وفتحوا المحل وراء الثانى حتى وصل حال الشارع لهذا المشهد".

 
محل لبيع الملابس فى وكالة البلح ـ تصوير دينا رومية ـ صورة أرشيفية
محل لبيع الملابس فى وكالة البلح
 

ملامح الشارع التى تغيرت غيرت معها شكل الزبائن أيضًا كما يقول "عماد": "كان الزبون أشيك وأنضف، وكان التعامل مع الزبائن أشيك كتير، كان بيجى هنا عارف إنه هيجيب حاجة نضيفة وهيدفع ويتعامل معاملة كويسة أحسن من المعاملة فى الموسكى والعتبة مثلاً".

 

أما زبائن "الوكالة" أنفسهم الذين يأتون لشراء الملابس المستعملة فتغير شكلهم أيضًا عدة مرات حتى بعد تغير ملامح الشارع، ويقول "عبد الرحيم" بائع الملابس الذى يعمل فى الوكالة منذ 25 عامًا: "شكل الزبون طبعًا اتغير، بقى عندنا فئات أكتر من الناس تيجى تشترى من الوكالة، زمان كان شكل الزبون بتاع الوكالة معروف وكان فئات محدودة، لكن دلوقتى الغلاء فى المحلات جاب الناس هنا".

 

ويتفق معه "الحاج أحمد" الذى يقول لـ"اليوم السابع": زمان كان زبون الوكالة واحد من اتنين، يا إما موظف على قد حاله، جاى يجيب كسوة لنفسه ماتفرقش موضتها ولا حالتها، أو لعياله الصغيرين، وزبون هاى كلاس جاى يدور هنا على الماركات الأصلية اللى متأكد إنه هيلاقيها هنا، لأنه لو اشتراها من برة الوكالة ممكن تكون مضروبة".

 

استاندات ملابس فى وكالة البلح ـ تصوير دينا رومية ـ صورة أرشيفية
استاندات ملابس فى وكالة البلح
 
ويضيف الحاج أحمد: "بعد ما المولات فتحت اتسحب مننا الزبون الكلاس، لإنه بقى يلاقى فى المولات فروع كتير للماركات الكبيرة، إيه بقى اللى يجيبه هنا؟ بس الزباين بقى ييجى منها شباب بيدوروا على حاجة ماركة بردو أو أى لبس حالته حلوة بعد ما الأسعار بقت نار".
 
ملابس وكالة البلح تصوير دينا رومية
بائع ملابس فى وكالة البلح

نوع آخر من "الزبائن الكلاس" كان يزور وكالة البلح ولا يزال يزورها حسبما يقول "الحاج أحمد" لـ"اليوم السابع" وهم الممثلون، ويقول: "من زمان كان فى ممثلين بييجوا يشتروا من هنا، ودول بقى اللى لسة بييجوا بردو، بيشتروا هدوم عشان الأدوار، وفى الغالب بييجوا يشتروا هدوم موضتها انتهت زى الهدوم التسعيناتى مثلاً وبيدفعوا فيها كويس، بس طبعًا مابقوش ييجيوا بنفسهم زى زمان عشان المنطقة بقت لبش".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة