على هامش الثقافة.. من محلات السندوتشات لعمال "المزق" سبابيب معرض الكتاب موسم لأهل "الرزق على الله".. محلات الأكل أكثر من صالات الكتب والمطاعم السورى تغزو المعرض.. و"الشيالين": ناس تقرا كتب وناس تشيلها

الخميس، 04 فبراير 2016 12:02 ص
على هامش الثقافة.. من محلات السندوتشات لعمال "المزق" سبابيب معرض الكتاب موسم لأهل "الرزق على الله".. محلات الأكل أكثر من صالات الكتب والمطاعم السورى تغزو المعرض.. و"الشيالين": ناس تقرا كتب وناس تشيلها أهل "الرزق على الله" بمعرض الكتاب
كتب محمد هيكل - تصوير صلاح سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت من رواد معرض الكتاب فليس غريب عليك مشاهدة شيالى المزق، وبائعى المشروبات الباردة، ومطاعم المأكولات بكل أنواعها، عمال الفراشة، بائعى السجائر بجوار صالات عرض الكتب المتناثرة بالمعرض الضخم الذى لم يخل من "سبابيب" ينتظر أصحابها موسم الثقافة الأشهر بمصر لكسب الرزق، وخلق سبوبة سريعة لا تتعارض مع الثقافة وأهل الأدب.

بعد أن صارت دور النشر فى مصر أكثر من أفران العيش، صار أصحاب السبابيب أكثر من المثقفين أنفسهم، تراهم منتشرين على الأرصفة فى جوانب المعرض على وجوههم ابتسامة عريضة لشد الزبون، يزدحم رواد معرض الكتاب حولهم، وتتكاثر الوجوه على الرغم من ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، والذى تفرضه غياب الرقابة على التسعيرة داخل معرض الكتاب.

من الكريب للساندويتشات السريعة، للوجبات الكاملة وحتى علب "الكشرى" يتناثر أهل المطاعم فى كل أرجاء المعرض وليس فى منطقة واحدة، وبين جميع اللافتات الضخمة التى استغلت معرض الكتاب فى الإعلان لنفسها وليس البيع والشراء فقط، تجد محلات المطاعم السورية وقد زاحمت المصريين فى سبوبة معرض القاهرة الدولى للكتاب، يقف أصحابها بالزى السورى فى محاولة للفت النظر، بالشارب الضخمة واللهجة السورية ورائحة الشاورما التى لم تعد تخطئها أنف مصرية بعد أن أصبح أهل سوريا جزءا من الشوارع المصرية، يتحدث أحد عمال هذه المطاعم لليوم السابع من بين الزحام قائلا: المعرض موسم بنستناه كل سنة، وبنحجز مكانا من قبل ما يبدأ بشهور طويلة، يصمت قليلاً ليكمل تعبئة طلب مستعجل ثم يضيف: "أصول الحجز بتبدأ من بدرى، دى بتبقى خناقة يا بيه، ومناقصة للى يعرف ياخد دور، بنأجر المكان والرزق على الله".

بحسبة بسيطة يمكنك معرفة حجم "البيزنس" الذى تعبر عنه هذه الفرشات التى تنتظر أماكنها، وتتشاجر للحصول عليها سنة بعد أخرى، شجاراً لا يقل صعوبة عن منافسة أصحاب الكتب والدواوين والروايات الجديدة.

عمال الفراشة وبائعو السجائر أحد أبطال هذه الحكاية أيضاً، فكلما تجولت فى أرجاء المعرض ترى أحدهم جالساً فى انتظار الأحداث التى لا تهم سواه، حفل توقيع، نصب خيمة لندوة ثقافية، أو إنشاء أخرى لمسرح مكشوف يقدم فقرات ثقافية، ليستغل هذه الأحداث فى كسب رزق موسمى، بجواره يقف بائع السجائر منتظراً هو الأخر يعلم أن رزقه مضمون نظراً لعدم توفر السجائر فى أماكن قريبة.

رغم أن للأطفال نصيب الأسد من كتب جناح سور الأزبكية، حيث تتوافر مئات المجلات التى تناسبهم، كان هناك مشهد آخر لأطفال لا تصطحبهم أسرهم بل تصطحبهم لقمة العيش فتجدهم ينادون "تعالى يا باشا، مشال يا بيه" لجذب رواد معرض الكتاب المحملين بالكتب العديدة، ليضعوا كل ما لديهم على "سيارة المزق"، كما يطلق عليها العمال، ليخرجه إلى البوابة الرئيسية من المعرض مقابل أجر، لا يعلم أحدهم محتوى الكتب، ولم يحاول أحد الأطفال استراق النظر للمجلات التى لا تنتمى لعالمهم.

"سبوبة مش دايمة" بعبارة تكبر أعمارهم علق هؤلاء العمال من الأطفال على مهنتهم التى يتسابقون عليها، لم يفكر أحدهم فى النظر لإحدى كتب المعرض التى لا يعرفون محتواها، كما يقول أحدهم لليوم السابع "هما يقروا الكتب واحنا اللى نشيلها".




 محلات السندوتشات لعمال المزق (1)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (2)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (3)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (4)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (5)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (6)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (7)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (8)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (9)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (10)

 محلات السندوتشات لعمال المزق (11)









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة