بالصور..وحدة الخليج مسألة مصير..الخليج يتمسك بالتعاون بمؤتمر "فكر15".. خالد الفيصل: انهضوا ولا تسمحوا بعودة الاستعمار.. أنور قرقاش: الوحدة خير من الفرقة.. وعبداللطيف الزيانى: 35 عاما من التكامل الناجح

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 07:35 م
بالصور..وحدة الخليج مسألة مصير..الخليج يتمسك بالتعاون بمؤتمر "فكر15".. خالد الفيصل: انهضوا ولا تسمحوا بعودة الاستعمار.. أنور قرقاش: الوحدة خير من الفرقة.. وعبداللطيف الزيانى: 35 عاما من التكامل الناجح جانب من المؤتمر
رسالة أبوظبى مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اتفق عدد من القادة السياسيين بالخليج العربى على ضرورة استمرار التعاون بين دول الخليج، مشددين على أن الاتحاد خير من الفرقة، مناقشين الأطر الإستراتيجية لاستمرار التكامل الخليجى، خلال افتتاح مؤتمر مؤسسة الفكر العربى "فكر15" بالعاصمة الإماراتية أبوظبى.

وتحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، افتتحت مؤسّسة الفكر العربى بالشراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة، فعاليات مؤتمرها السنوى "فكر15" تحت عنوان: "التكامل العربيّ: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة"، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، والذكرى الخامسة والأربعين لقيام دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. وذلك فى منتجع سانت ريجيس أبوظبي.

ورعى حفل الافتتاح سموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيسَ ديوان ولى عهدِ أبوظبي، وحضره الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ، الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة معالى السيد أحمد أبو الغَيْط، الأمين العامّ لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة معالى الدكتور عبد اللّطيف بن راشد الزيّاني، وزيرِ الدولة للشؤون الخارجيّة فى دولة الإمارات العربيّة الدكتور أنور قرقاش، رئيس البرلمان العربى أحمد الجروان، مستشار رئيس الدولة سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميّل، الأمين العامّ الأسبق لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى، الأمير سعود بن محمد العبدالله الفيصل، الأمير سلطان بن خالد الفيصل، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، النائب فى البرلمان اللبنانى السيدة بهيّة الحريري، النائب جان أوغاسبيان، السفير جمال بيومي، المدير العامّ للمؤسّسة البروفسور هنرى العَويط، وأعضاء مجلسَى الأُمناء والإدارة والأعضاء المشاركين فى مؤسّسة الفكر العربيّ، ونُخبة من كبار المُفكّرين والمثقّفين والأكاديميّين والدبلوماسيّين وكبار الإعلاميين.

 

25
مدير مؤسسة الفكر العربىّ: هدفنا دحض مقولة العرب أمة عصيّة على التعاون

واستهل حفل الافتتاح المدير العام لمؤسّسة الفكر العربى البروفسور هنرى العَويط بكلمة أكّد فيها أهمّية أن تعقد المؤسّسة هذه السنة مؤتمرَها "فكر15" على أرضِ دولةِ الإمارات الشقيقة، التى أرسى دعائمها القائدُ الفذّ، والقدوةُ الملهِم، رجلُ الدولةِ والحكمةِ والبصيرةِ الثاقبة والرؤيا، بانى نهضتها الحديثة، المغفورُ له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّبَ الله ثراه. وإنّه لمن دواعى اعتزازنا أن يشمَلَ رئيسُ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ملتقانا الفكرى هذا برعايته السامية، سائلين المولى أن يمتّعه بالصحّة والعافية، وأن يُغدقَ على بلادكم الغالية وأهلها الطيّبين فيضَ نِعَم الأمن والتطوّر والازدهار.

وأوضح العَويط أنّ مؤسّسة الفكر العربى تبنّت بمبادرةٍ من رئيسها الأمير خالد الفيصل "التكاملَ" هدفاً للعمل العربى المشترَك، وبعد مؤتمرها "فكر13" الذى عقدته منذ عامَين فى المملكة المغربيّة بعنوان "التكامل العربيّ: حُلم الوحدة وواقعُ التقسيم"، ثمّ بعد مؤتمرها "فكر14" الذى عقدته العامَ الماضى فى القاهرة بعنوان "التكامل العربيّ: التحدّيات والآفاق"، تستكمل مؤسّستنا البحثَ فى الموضوعِ نفسه من خلال تسليط الضوء على صيغتين تكامليّتين مميَّزتين، تجسّدهما تجربةُ مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، وتجربةُ دولةِ الإماراتِ العربيّةِ المتّحدة. إذ لا يقتصر الأمرُ فى نظرنا على مجرّد إبرازِ ما تَتّسمُ به هاتان التجربتان من مزايا وما فى رصيدهما من إنجازات، ولا إلى استنساخ هذين النموذجين، بل دحضُ المقولة التى تتّهمُ العربَ بأنّهم أمّةٌ عصيّةٌ على التعاون والتعاضد، وإقامةُ الدليل على أنّ التكامل ليس مجرّدَ شعارٍ فحسب، أو حُلُماً مستحيلاً، بل هو واقعٌ متحقّقٌ وملموس.

2222222222222222222222222222

أنور قرقاش: الوحدة خير من الفرقة وننظر بإيجابية لمبادرة التكامل

فيما ألقى كلمة راعى المؤتمر ألقاها الدكتور أنور قرقاش وقال فيها: يشرفنى ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى الخامسة والأربعين لبناء دولتنا وتأسيس اتّحادنا، أن نفتتح فعاليات مؤتمر مؤسّسة الفكر العربى "فكر15"، ناقلاً لجمعكم الكريم تحيّات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ّوالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأمنياتهم لكم بطيب الإقامة والتوفيق، وأنتم تبحثون فى مسألة ذات أولويّة قصوى لارتباطها الوثيق بمستقبل عالمنا العربيّ، وتعزيز قدرته على حفظ أمنه وضمان استمراره وحماية مُنجزاته والدفاع عن مصالحه وتحقيق الرفاه لشعوبه.

وأكّد أنّ دولة الإمارات تنظر بإيجابيّة عالية إلى هذا المؤتمر الذى تحوّل إلى فعالية ثقافيّة فكريّة عربيّة سنويّة، ومنصّة فريدة لتبادل الأفكار بين نُخبة من صنّاع القرار والمفكّرين والباحثين وممثّلى القطاع الخاصّ والمجتمع الأهلى والمرأة والشباب؛ كما ننظر بتقدير عالٍ جداً للمبادرة التى أطلقها الأمير خالد الفيصل، بجعل "التكامل العربيّ" موضوعاً محوريّاً لمؤتمرات المؤسّسة وإصداراتها، وهدفاً استراتيجيّاً للثقافة التى تسعى إلى نشرها وترسيخها. وضمن هذا التوجّه، يأتى مؤتمر "فكر15"، الذى تستضيفه عاصمتنا أبوظبي.

26
 
وتحدّث عن تجربة الاتّحاد، مشيراً إلى أنّ إعلان قيام دولة الإمارات جاء فى الثانى من ديسمبر1971، ومثّل حدثاً تاريخياً، ونقطةً فارقة، ونقلةً حضارية، عارضاً نتائج التجربة على المستويات كافة. وأوضح أنّه على المستوى المحلي، مثّل إنشاء دولة الاتّحاد، إنهاءً لحالة الانقسام والفرقة. أمّا على المستوى الخليجيّ، فأكّد أنّ إنشاء الدولة أدّى إلى سدّ الفراغ الذى تركه الانسحاب البريطانى من منطقة الخليج العربى فى أواخر عام 1971، وقطع الطريق على بعض القوى التى كانت تستعدّ وتعمل على ملء هذا الفراغ والتمدّد فيه وتحقيق أطماعها. ورأى أنه خلافاً للتقديرات التى أشارت إلى استحالة تكوين هذا الاتّحاد، واستناداً إلى التجارب السابقة من ناحية، وتعقيدات الوضع الاقليمى الذى ساد المنطقة من ناحية أخرى، حفّز نجاح التجربة دُول الخليج العربى لتأسيس مجلس التعاون الخليجى الذى انطلق من أبوظبي.

وأكّد أنّ التجربة قدّمت نموذجاً مُلهماً للوطن العربى فى الوحدة والتنمية. وعلى المستوى العالمي، أشار إلى أنّ إنشاء دولة اتّحاد الإمارات حفظ الأمن والاستقرار، وأنّ دولة الوحدة أثبت أنّها إضافة مهمّة إلى عوامل الاستقرار والسلام والتعايش، ومع نجاحها التنموى أسّست حضوراً اقتصاديّاً مهمّاً.

27

وعرض  ستّ ملاحظات حول الحدث التاريخى لإنشاء دولة الإمارات، الأولى تتعلّق بإنجاح فكرة الوحدة وهى تمثّلت فى الحاجة إلى قيادات سياسيّة خلاقة وقادة رأى مؤثّرين، ومؤمنين بجدوى الوحدة وأهمّيتها ومنافعها، من أمثال الشيخ زايد، الذى كان القائد المناسب فى المكان والتوقيت المناسبين. أمّا الملاحظة الثانية فترى أنّ الوحدة ليست بناءً فوقياً، وأن إرادة الشعب ورغبته وتأييده هى العنصر الفاعل والقوّة الدافعة لأى مشروع تكاملى وحدويّ. والملاحظة الثالثة ترى أن الإيمان بالوحدة عمليّة مُتدرّجة فى تطوّرها، وعلى الرغم من أن الفكرة كانت تسيطر على فكر المغفور له الشيخ زايد منذ اليوم الأوّل لتسلّمه حُكم إمارة أبوظبي، إلّا أنّه اتّخذ من التأنّى والتّمهّل منهجاً للتحوّل بها إلى واقع. أمّا الملاحظة الرابعة فتتعلّق بنجاح التجربة الإماراتيّة التى أثبت أن فشل التجارب التكامليّة الوحدويّة العربيّة ليس قدراً محتوماً. وتتمثّل الملاحظة الخامسة بعدم التراجع أمام العثرات مهما كانت شدّتها، فقد استمرّ العمل من أجل اتّحاد دولة الإمارات سنوات طويلة، تخلّلتها خلافات ومشكلات وانتكاسات، لكنّها لم توقف العمل من أجل بلوغ الهدف النهائي. أمّا الملاحظة السادسة والأخيرة فتؤكّد أنّ الوحدة لا تقوم على العواطف والشعارات فقط، وإنّما هى عمل جادّ ومستمر ومشروع عمل واقعيّ، من أجل تحويل الإمكانات والمقوّمات إلى واقع يشعر المواطن فى ظلّه بالعزّة والكرامة.

وأكّد  أنّ دولة الإمارات ذات البيت المتوحّد، تؤمن، ومن واقع التجربة، أنّ الوحدة خير من الفرقة، وأن ما يتوفّر لنا كعرب من أسباب التعاون والتضامن والتكامل لا يتوافر فى العديد من التكتّلات الإقليميّة الأخرى، وتجربة دولة الإمارات دليلٌ حى على فرص النجاح متى توفّرت الرؤية الطموحة والقيادة المخلصة والعمل الجادّ.

000
ومن جهته، أشاد الأمين العامّ لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّانى بالقيادة الحكيمة فى تنظيم هذا المؤتمر المُهمّ مضموناً وتوقيتاً، وبالجهود المتواصلّة التى تبذلها المؤسّسة لنشر ثقافة التكامل وتعزيزها فى الإطار العربيّ. وأشار إلى أنّ المؤتمر يُسلّط الضوء على نموذجين مُشرّفين فى مسيرة التكامل العربى يتمثّلان فى دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربيّة. ورأى أنّها خُطوة رائدة وحكيمة تُعبّر عن حرص واهتمام المؤسّسة بمستقبل الأمّة العربيّة وتطلّعات شعوبها للحريّة والكرامة فى ظلّ ما يشهده عدد من الدول العربيّة من صراعات وتفكّك وإضعاف لبُنيّة الدولة الوطنيّة فيها.

وتوقّف الزيّانى عند أسباب وعوامل نجاح المسيرة التكامليّة لمجلس التعاون ومقوّمات استمراريّته، مُعتبراً أن لكلّ تجربةٍ تكامليّة خُصوصيتها، وفى حالة مجلس التعاون فإنّ الحاجة إلى هذه المنظومة الإقليميّة فرضتها مُعطيات خاصّة بدول مجلس التعاون، كالترابط الجغرافى والتاريخ المشترك والموروث الثقافى وتماثل الأنظمة السياسيّة والروابط الاجتماعية الراسخة وغير ذلك من المُعطيات مما مثّل الأرضيّة المُلائمة لتطوير لقاء تعاونى وتكاملى بين ست دول عربيّة فى منطقة الخليج العربيّ. وأكّد أنّ هذه المُعطيات الإيجابيّة التقت مع التحدّيات الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة التى عاشتها دول المنطقة فى السبعينيات من القرن الماضي، وشكّلت عوامل دفعت نحو تأسيس مجلس التعاون، الذى يمثّل تجسيداً للقيم المشتركة، التى يعززها الترابط الجغرافى المتّصل". وقال الزيّانى بإنه "بعد 35 عاماً من العمل المشترك وبسجلٍ حافل بالإنجازات فى جميع المجالات، أصبح مجلس التعاون نموذجاً لتكاملٍ إقليمى ناجح يبعث الأمل فى إمكانيّة تكرار التجربة فى مناطق عربيّة أخرى". ورأى أن "عوامل نجاح التجربة الخليجيّة عدّة، يمكن تلخيصها بالإيمان الراسخ لدى القيادات بأهميّة مجلس التعاون، لحماية أمن الدول الأعضاء وترسيخ استقراراها وتحقيق التنمية المُستدامة فيها من أجل رخاء شعوبها"، لافتاً إلى أنه "فى المقابل هناك قاعدة شعبيّة مؤازرة للتكامل الخليجيّ، دفعت دائماً لتقوية أركان مجلس التعاون وتسريع وتيرة مسيرته. 

28

واعتبر الزيّانى أن أحد أهمّ أسباب التكامل الخليجى هو منهجيّة النماء والارتقاء التى اتبعها مجلس التعاون منذ انطلاقة مسيرته المباركة، والتى اعتمدت على التدّرج فى خُطوات مدروسة نحو بلوغ الأهداف المُحدّدة التى تضمنتها المادة الرابعة من النظام الأساسى للمجلس والتى تنصّ على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط فى ما بين الدول الأعضاء فى الميادين المختلفة وصولاً إلى وحدتها، بالإضافة إلى اتباع النهج الحكيم الذى اختارته دول المجلس من خلال العمل على تكوين القناعات وذلك من خلا أهميّة إعداد الدراسات ومناقشة المُقترحات وتدارس الرؤى والأفكار كافّة وتبنّى ما تمّ التوافق عليه.

وأوضح أنّه لدينا تجربة مع جامعة الدول العربيّة فى إفادتها من تجربة الاتّحاد الجمركى الخليجى فى وضع أسس وخطوات للاتّحاد الجمركى العربيّ"، مشدّداً على "أننا وضعنا فى مجلس التعاون رؤية طموحة نسخّر فيها ما لدينا من إمكانيّات وإمكانات بشريّة وماديّة، وهى رؤية تتلخّص فى توفير بيئة آمنة مستقّرة ومزدهرة ومستدامة لدول مجلس التعاون ومواطنيها من خلال التنسيق والتعاون والتكامل والترابط، وعملنا على تنفيذ استراتيجيّة العمل الخليجى المشترك"، ولخّص الزيانى الأهداف فى ما يلي: 

 ·تحصين دول المجلس من التهديدات الأمنيّة الداخليّة والخارجيّة من منطلق أن أمن دول المجلس كلّ لا يتجزأ.

 ·زيادة النمو الاقتصادى واستدامته من خلال تنوّيع القاعدة الإنتاجيّة والانتقال إلى الاقتصاد المُرتكز على المعرفة والابتكار.

 ·الحفاظ على مستوى عالٍ من التنمية البشريّة انطلاقاً من القناعة الراسخة بأن الانسان هو هدف التنمية ووسيلتها الأساسيّة. ويشمل ذلك رفع مستويات المعيشة والقضاء على البطالة وخلق فرص العمل والاهتمام بالشباب من خلال توفير التعليم المتوافق مع احتياجات التنمية ومتطلّبات اقتصاد المعرفة.

  ·تحسين السلامة العامّة من خلال إقرار استراتيجيّات للتوعية بالمخاطر وإدارة الأزمات والكوارث.

 ·تعزيز مكانة مجلس التعاون الإقليميّة والدوليّة من خلال مساندة جهود التنمية فى الدول الشقيقة والصديقة ونصرة القضايا العادلة وتقديم الدعم خلال الأزمات الدوليّة.

أحمد أبو الغيط: الجامعة العربية ليست كسيحة وأزمتنا فكرية

وألقى أحمد أبو الغيط كلمة أكّد فيها أنّ المؤتمر يجمع بين الاحتفال والاحتفاء من جانب، وتبادل المعرفة وتلاقح الأفكار من جانب آخر، احتفالٌ بدولة الإمارات وعيدها، واحتفاءٌ بتجربة مجلس التعاون الخليجى الرائدة الذى احتضنت هذه المدينة أولى قممه منذ نحو 35 عاماً. وقال الفضل يعود لمؤسّسة الفكر العربى فى إدخال هذا التقليد الرائع، فالاحتفال لا يكون بالأهازيج والأناشيد فحسب، وإنما بالفكر وتدارس التجارب وتعميم الخبرات. وإحياء ذكرى مرور 45 عاماً على إنشاء دولة الإمارات، و45 عاماً على انضمامها للجامعة العربية، هى مناسبة يجب أن نتوقّف أمامها بما يليق بها من التأمّل واستلهام العبر والدروس.

وشدّد أبو الغيط على الحاجة إلى ذلك النموذج الذى تقّدمه دولة الإمارات، بوصفه نموذجاً نادراً فى تأسيس الشرعيّة ووحدة الدولة ،على قاعدة راسخة من الإنجاز الذى تعمّ ثماره على المواطنين جميعاً، مبيناً أنّه نموذج لافتٌ فى تحقيق الوحدة وفى مرحلة التفكك والتفتت.

ورأى أن البعض يُجادل حول الأزمة التى تعود إلى ظروف نشأة بعض الدّول العربيّة بحدودها المعاصرة التى رُسمت منذ مائة عام، وحملت من ألغام وقنابل موقوتة جاء أوان انفجارها بعد عقود ظلّت فيها مكتومة ومكبوتة، وقد يرى البعض الآخر أنّ الأزمة لصيقةٌ بتكوين الدّولة ذاتها، وبطبيعة العقد الاجتماعى الناظم لعلاقات الحُكم والمجتمع فيها. إنّها موضوعات تحتاج لإعمال الفكر وإطالة الدرس من جانب المثقفين والأكاديميين ورجال البحث الذين أرى أمامى بعضاً من ألمع رموزهم فى العالم العربيّ.

وأكّد أبو الغيط أنّ ثمةَ دول تتفكّك ويتمزّق نسيجها، وأخرى يُناضل أبناؤها من أجل الحفاظ على كيانها، وهناك لاجئون بالملايين ونازحون ومشرّدون يقطنون المُخيمات ويعيشون على الكفاف، وثمّة مهاجرون ضاقت أوطانهم عليهم بما رحبت، فألقوا بأنفسهم فى البحر، وفيهم النساء والأطفال، غير مبالين بالموت أو التشريد فى بلاد غريبة، وكأنهم يهربون من الجحيم الذى يعيشونه ويعرفونه إلى جحيم آخر غير معلوم. مشدّداً على ثلاث أولويّات رآها تقع فى القلب من فلسفة التكامل العربيّ، أولها تجديد معنى العروبة، ومواجهة أزمات الوجود، والتكامل العربى لتحقيق الصحوة الفكرية.

صرّح الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة، ورئيس مؤسسة الفكر العربى، بأن العرب خذلوا عروبتهم، وظلموا الإسلام وشوهوا صورة المسلمين، مؤكدًا أن العرب يعيشون حاليًا حالة يكفّر فيها المستشيخون العلماء، ويسفه المستغربون الخطاب العربىّ، بينما ظل صمت الأغلبية، قائلًا "اعذرونى إن كانت الصراحة جارحة، الجروح صارخة".

وأضاف أمير مكة، خلال افتتاح مؤتمر فكر 15، اليوم الاثنين فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، "انهضوا أيّها العرب، واستيقظوا أيّها المسلمون، لا تسمحوا للاستعمار أن يعود ولا للتقسيم أن يسود". كما هنأ الأمير خالد الفيصل دولة الإمارات العربيّة وهنّأها بيوم اتّحادها، وحيّا اتّحاد الإمارات ومجلس التعاون الخليجى كأنموذجين ناجحين للتّكامل. ودعا للوقوف إجلالاً وتقديراً لمدينة أبوظبى.

وقال "الفيصل" يُسعدنى أن أتقدّم باسم مجلس أمناء مؤسّسة الفكر العربى وجميع منسوبيها بخالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، قيادة وحكومة وشعباً، على احتضانها خمسة من مؤتمرات "فكر" السنويّة، والشكر موصول لكم معاشر الحضور الأفاضل، يا من تداعيتم إلى هذا المؤتمر بفكركم المُستنير، لوضع التكامل العربى خُطّة طريقٍ قويمٍ ينهض بأمّتنا العربيّة فى هذا الظرف الدقيق.

جدير بالذكر أن مؤتمر فكر 15 تنظمه مؤسسة الفكر العربى برئاسة الأمير خالد بن فيصل أمير منطقة مكة، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية ومجلس تعاون دول الخليج، وبرعاية إعلامية من مؤسسات إعلامية عدة من بينها اليوم السابع.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة